أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال اجتماع عقدته في برلين اليوم الأربعاء مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الذي يزور ألمانيا حاليا "أن ألمانيا ستبذل كل ما في وسعها لضمان نجاح عملية انتخاب الرئيس"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية اللبنانية المقبلة التي ستجري في لبنان يوم 25 أيلول/سبتمبر الجاري. وجددت ميركل مطالبتها لسوريا بالاعتراف بالسيادة اللبنانية وللعب "دور بناء" في ضمان الاستقرار في لبنان. وفي هذا السياق قالت المستشارة الألمانية. "إن سوريا لم تقم بهذا الدور بالدرجة التي تتمناها ألمانيا حتى الآن"، مؤكدة على ضرورة تحسين وسائل المراقبة على طول الحدود اللبنانية مع سوريا.

الاتفاق على خفض عدد الجنود الألمان

تشارك ألمانيا في مشروع لمساعدة السلطات اللبنانية على مراقبة حدودها البرية مع سوريا. وفي هذا الإطار اتفق الجانبان الألماني واللبناني على خفض الحد الأعلى للجنود المشاركين في لبنان ضمن مهمة الأمم المتحدة من 2400 إلى 1400. وأشارت ميركل إلى أن الجيش الألماني لا يحمي فقط حدود لبنان البحرية وإنما يعمل أيضا على تدريب القوات اللبنانية على ذلك. ويذكر أن ألمانيا تشارك في مهمة اليونيفيل الأممية في لبنان بـ 960 جنديا ومجموعة من الفرقاطات والقطع البحرية، قد قررت الحكومة الألمانية الشهر الماضي تمديد مشاركتها في القوة البحرية التابعة للأمم المتحدة في لبنان لمدة عام مع خفض الحد الأعلى لعدد أفرادها.

ترحيب ألماني بإظهار الدولة اللبنانية لقدراتها

من جهة أخرى رحبت ميركل باستعادة القوات الحكومية اللبنانية سيطرتها على مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين خلال الأسبوع الماضي. وطالب السنيورة ألمانيا بمواصلة المساعدة في تدريب وتزويد الجيش اللبناني بالمعدات. وقالت ميركل في هذا السياق: "لقد هنأت السنيورة بالتوصل إلى مخرج من المعارك الطويلة في مخيم نهر البارد. وبالرغم من أسفنا على ارتفاع عدد الضحايا، إلا أن الدولة اللبنانية أظهرت قدرتها على فرض سيطرتها". وكان أكثر من 30 ألف لاجئ فلسطيني اضطروا إلى مغادرة مخيم نهر البارد بسبب هذه المعارك التي تعرضت خلالها أجزاء واسعة من المخيم للتدمير.

أربعة ملايين يورو للاجئين الفلسطينيين في لبنان

من جانبها أكدت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية هايدي ماري فيتسوريك تسويل خلال اجتماعها مع السنيورة تعهد برلين بتقديم 2 مليون يورو إضافية لحكومة اللبنانية، ستكون مخصصة لمساعدة نحو 400 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان. الجدير بالذكر أن الوزيرة الألمانية كانت قد تعهدت خلال جولتها الشرق أوسطية مؤخراً بمليوني يورو للغرض نفسه.

ومن المقرر أن تستخدم هذه المساعدات في تحسين البنية التحتية في مخيمات اللاجئين . وقالت الوزيرة إن الهدف هو تحسين الأحوال المعيشية للاجئين الفلسطينيين الذين أمضى الكثير منهم حياتهم بالكامل في المخيمات ولمنع "الجماعات الإرهابية" مثل القاعدة من "نشر الكراهية" بينهم.