في أول خطاب لها حول السياسة العامة للدولة شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام مجلس النواب الألماني اليوم الأربعاء، 30 تشرين الثاني / نوفمبر 2005، على أن ألمانيا "لن تخضع للابتزاز"، في إشارة إلى خطف المواطنة الألمانية في العراق. وطالبت ميركل الخاطفين بتسليم الرهينة الألمانية وسائقها العراقي الجنسية إلى أيدٍ آمنة. وفي غضون اجتماع لجنة طارئة شكلت خصيصاً لمتابعة الأزمة في وزارة الخارجية، أعلن وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله في هذا الخصوص أن خطف عالمة الآثار الألمانية في العراق هو بمثابة تحذير إلى ألمانيا.

ألمانيا لن تخضع للابتزاز

وفي حديثها حول عملية الاختطاف جددت المستشارة الألمانية عزم بلادها على اتخاذ الإجراءات الضرورية واللازمة من أجل إطلاق سراح الرهينة الألمانية وسائقها وأكدت "أنه لا يجب علينا أن نستسلم في حربنا ضد الإرهاب العالمي"، كما وصفت ميركل هذا الإرهاب بأنه يشكل أكبر تحد للمجتمع الدولي وأضافت "أنه ينافي ويخالف حضارتنا وقيمنا، وأنه معاد لكل شيء مهم بالنسبة لنا وللحرية والتسامح والاحترام وتقدير واحترام كرامة الإنسان".

كما وجهت المستشارة الألمانية كلمة مواساة إلى أهل الرهينة المختطفة وأكدت على أن الحكومة تبذل قصارى جهدها من أجل تحريرها وسائقها بأقرب وقت ممكن. ونظراً لعدم توفر معلومات واضحة ودقيقة حول الدوافع والخلفيات التي تقف خلف عملية الاختطاف، ما زالت الحكومة الألمانية حذرة كل الحذر بالإدلاء بأية استنتاجات أو تصريحات سابقة لأوانها. وأكدت ميركل على أن الشعب الألماني بأكمله متضامن ومتآزر مع مواطنته الألمانية في محنتها، واصفة إياه بالجسد الواحد الذي يشعر ببعضه البعض.

وتشارك ألمانيا إحدى الدول المعارضة للحرب على العراق التي بدأت في آذار / مارس 2003 في تدريب ضباط وعناصر في الشرطة العراقية خارج العراق، كما تقدم مساعدات مدنية لإعادة إعماره.

تكهنات حول دوافع الاختطاف

وفي حديث لموقعنا مع حسين الموزاني الخبير في الشؤون العراقية حول أسباب عمليات الاختطاف التي تجري في العراق قال "أن عمليات الاختطاف في العراق تجري بشكل شبه يومي في العراق لاسيما اختطاف الأطفال، وغالباً ما تكون الدوافع هي مادية أي لقاء فدية مالية، ولكن هناك أيضاً من يتم اختطافهم لدوافع سياسية". ويقول الموزاني أنه وفي حال تبين أن اختطاف الرهينة الألمانية يرجع لدوافع سياسية، فربما يكون الهدف من وراء ذلك هو إثارة ضجة في الأوساط العالمية، أكثر منه تحقيق أهداف سياسية. وتشير عودة موجة الاختطافات التي ازدادت حدتها في الآونة الأخيرة إلى استقرار الأمن في بعض المناطق والمدن وغيابه في المناطق الأخرى كالتي كان يتواجد فيها المختطفين ساعة اختطافهم.

وكانت عالمة الآثار الألمانية سوزان أوستهوف البالغة من العمر 43 عاماً قد اختطفت وسائقها عراقي الجنسية قبل خمسة أيام على أيدي مسلحين مجهولين لم يكشفوا عن هويتهم أو أهدافهم. وتقيم سوزان أوستهوف في العراق منذ حوالي عشر سنوات وهي معتنقة للإسلام وتتكلم اللغة العربية بطلاقة.