ألمانيا: تطعيم كورونا في عيادات الأطباء بعد عيد الفصح
١٩ مارس ٢٠٢١
قالت المستشارة ميركل إن الشعار في هذه المرحلة يجب أن يكون "التطعيم، التطعيم، التطعيم". واتفقت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات على موعد بدء التطعيم ضد كورونا في عيادات الأطباء ويجري الحديث عن ضرورة فرض قيود جديدة.
إعلان
يتواصل بسرعة ارتفاع عدد الإصابات بكورونا في ألمانيا، بينما لا يزال التطعيم ضد الفيروس يسير ببطء. وعقدت المستشارة أنغيلا ميركل ورؤساء وزراء الولايات الاتحادية مؤتمراً (قمة التطعيم) عبر الدوائر المغلقة "كونفرانس كول" لمناقشة كيفية معالجة ذلك من خلال تكييف استراتيجية التطعيم.
وأعلنت المستشارة ميركل بعد "قمة التطعيم" مساء الجمعة (19 مارس/ آذار 2021) أن ألمانيا بحاجة إلى أن تخطو بخطى أسرع وأكثر مرونة في استراتيجية التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء.
وخلال القمة تقرر أن التطعيمات ضد كورونا يجب أن تكون ممكنة في عيادات أطباء الأسرة بعد عيد الفصح، الذي يأتي في الأسبوع الأول من شهر أبريل/ نيسان. وينص اتفاق ميركل مع رؤساء الولايات على أن كمية اللقاحات المتاحة أسبوعيا، عندما تزيد عما (يجب) توصيله لمراكز التطعيم في الولايات المختلفة، فإن تلك الزيادة سيتم تسليمها إلى عيادات الأطباء اعتبارا من 6 أبريل/ نيسان وسيتم "التطعيم بشكل روتيني" في العيادات.
ونقلت بلومبرغ عن ميركل في مؤتمر صحفي في برلين الجمعة، القول :"نريد أن.. نمضي قدما بشكل أسرع وأكثر ومرونة قدر الإمكان... شعارنا في هذه المرحلة يجب أن يكون التطعيم .. التطعيم.. التطعيم ".
لا يزال هناك نقص في اللقاح
لكن ما قيل لا يمثل البداية الكبيرة في حملة تطعيم سريعة ضد كورونا، لأن كمية اللقاحات التي ستتاح لعيادات الأطباء يجب أن تكون محسوبة وخاضعة للتحكم في البداية. وفي ورقة القرار الخاصة بقمة التطعيم، حددت المستشارية حوالي مليون جرعة لقاح للأسبوع الذي يلي عيد الفصح. وإذا ما قسمت تلك الكمية على حوالي 50 ألف عيادة لأطباء الأسر في ألمانيا، فإن هذا سيكون حوالي 20 جرعة من اللقاح لكل عيادة في الأسبوع.
التطعيم وحده لا يكفي
وذهبت المستشارة إلى أبعد من ذلك. فبسبب الزيادة السريعة في عدد الإصابات بفيروس كورونا، يجب من وجهة نظرها، سحب "مكابح الطوارئ" التي تقررها الحكومة الإتحادية وحكومات الولايات. بمعنى أن ميركل تعد المواطنين لعودة محتملة لإجراءات وقاية من كورونا أكثر صرامة. وترى ميركل أن سحب "مكابح الطوارئ" في ضوء زيادة العدوى أمر لا مفر منه. وقالت "نرى أن الوضع أصبح صعبًا للغاية".
وكان وزير الصحة الألماني ينس شبان قد صرح في وقت سابق اليوم الجمعة بأن اللقاحات وحدها لا يمكنها وقف الموجة الثالثة من وباء فيروس كورونا المستجد. وأضاف شبان قبل انعقاد "قمة التطعيم": "لا توجد حتى الآن جرعات كافية من اللقاح في أوروبا لوقف الموجة الثالثة بالتطعيم وحده". واختتم شبان تصريحاته بالقول إن تزايد أعداد الإصابات بالفيروس يعني أن ألمانيا قد تعود إلى تدابير إغلاق أشد.
ودخلت ألمانيا الموجة الثالثة من الإصابات، مع تزايد عدد الإصابات مجددا، وخاصة بالسلالة البريطانية الأكثر عدوى من الفيروس. وذكر معهد روبرت كوخ لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية أن عدد الإصابات الجديدة في البلاد ارتفع أمس الخميس إلى 95.6 حالة لكل 100 ألف نسمة على مدار سبعة أيام، بعد أن بلغ 90 حالة يوم الأربعاء.
وأعلن المعهد أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد في البلاد زاد "بشكل كبير". وقال لارس شاده، نائب رئيس المعهد إن "حالات العدوى تكتسب زخما". وأضاف شاده أن الانتشار السريع للسلالة المتحورة الجديدة من الفيروس والتي تم اكتشافها لأول مرة في بريطانيا يعني أنه "لسوء الحظ، هناك أسابيع صعبة مقبلة". ودعا شاده المواطنين إلى عزل أنفسهم خلال عطلة عيد الفصح إلى أقصى حد ممكن.
ص.ش/ز.أ.ب (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance