ألمانيا تعتزم إعادة تقييم حظر تصدير الأسلحة للسعودية
٢٢ يونيو ٢٠٢٢
تعتزم الحكومة الألمانية اتخاذ قرار جديد هذا الشهر بشأن كيفية المضي قدما في حظر تصدير الأسلحة للسعودية. ولم تسمح الحكومة الائتلافية الحالية بتصدير أي شحنة أسلحة إلى السعودية في الأشهر الستة الأولى من فترة ولايتها.
إعلان
وفقا لرد من وزارة الاقتصاد الألمانية على طلب إحاطة من النائبة البرلمانية عن حزب اليسار، سيفيم داغدلين، فإن القواعد المتعلقة بتصدير الأسلحة للسعودية، والسارية منذ عام 2018، ستستمر حتى 30 حزيران/ يونيو الجاري.
وجاء في رد وكيل وزارة الاقتصاد أودو فيليب، والذي أطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأربعاء (22 يونيو/ حزيران 2022)، أنه يجري حاليا دراسة تمديد إضافي. ووفقا لبيانات فيليب، لم تسمح الحكومة الائتلافية الحالية، المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، بتصدير أي شحنة أسلحة إلى السعودية في الأشهر الستة الأولى من فترة ولايتها.
يُذكر أن الحكومة الألمانية السابقة تحت قيادة المستشارة أنغيلا ميركل قررت تجميد توريد أسلحة للسعودية في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 ومددت هذا القرار عدة مرات. والسبب الرئيسي في القرار تورط السعودية في حرب اليمن، حيث تقود السعودية تحالفا عسكريا يقاتل إلى جانب الحكومة في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وأدت الحرب إلى أزمة إنسانية كارثية في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية. ومددت الحكومة الجديدة حظر التصدير، ولكن لمدة نصف عام فقط في البداية. ولا تزال اللوائح الحالية تنص على استثناءات، حيث يُسمح بتصدير أجزاء للمنتجات المشتركة حتى لا يعيق الحظر مشاريع التسلح مع شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) مثل فرنسا أو بريطانيا، ويمكن على سبيل المثال أن تورد ألمانيا أجزاء للطائرة المقاتلة "يوروفايتر" إلى السعودية.
وعلى هذا الأساس، واصلت الحكومة الألمانية السابقة إصدار تراخيص تصدير أسلحة للسعودية. وفي الثمانية عشر شهرا بين كانون الثاني/يناير 2020 وحزيران/يونيو 2021 فقط، منحت الحكومة 57 تصريحا بتصدير أسلحة للسعودية بقيمة إجمالية 7.32 مليون يورو. ووفقا لوزارة الاقتصاد الألمانية، لم تصدر الحكومة الحالية أي تصريح بتصدير أسلحة للسعودية حتى 7 حزيران/ يونيو الجاري.
ودعت داغدلين الائتلاف الحاكم إلى الاستمرار في عدم تصدير أي أسلحة إلى السعودية، وقالت: "يجب أن تكون الحكومة أكثر اتساقا من المستشارة السابقة أنغيلا ميركل وأن توقف فعليا جميع صادرات الأسلحة إلى السعودية، بما في ذلك تصدير المكونات الألمانية للطائرات المقاتلة، والتي يتم إنتاجها مع شركاء أوروبيين وتورد إلى ديكتاتورية قطع الرؤوس في الرياض" حسب قولها.
ع.ش/ ا.ف (د ب أ)
أبرز صفقات السلاح التي أبرمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
شهدت فترة محمد بن سلمان منذ توليه منصب وزير الدفاع في السعودية عام 2015 ارتفاعاً ملحوظاً في صادرات الأسلحة إلى المملكة، حيث تتصدر السعودية قائمة مستوردي السلاح في المنطقة، حسبما أعلن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
صورة من: imago/Pacific Press Agency/A. Lohr-Jones
السلاح الأمريكي في الصدارة
بلغ حجم صادرات السلاح الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية خلال فترة 2015 - 2017 أكثر من 43 مليار دولار. وشملت معدات وأسلحة عسكرية ومروحيات وسفن حربية ودبابات آبراهامز إضافة إلى طائرات حربية. ووقعت السعودية كذلك صفقة مع الولايات المتحدة لتوريد كميات مختلفة من المنظومات الصاروخية الدفاعية ومعدات لها.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/E. Vucci
3 مليار دولار في بداية عام 2018!
واصلت المملكة مضاعفة حجم ترسانتها من السلاح والذخيرة العسكرية خلال هذا العام، وذلك حسب موقع وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابع للبنتاغون، إذ بلغ حجم صفقات السلاح من الولايات المتحدة خلال الأشهر الأولى من 2018 قرابة 3 مليارات دولار. وشملت الصفقة توريد مدافع ذاتية الحركة وطائرات عسكرية ومنظومات مضادة للدبابات، إضافة إلى دبابات وذخائر ومعدات عسكرية.
صورة من: Reuters/I. Kalnins
أكبر مشتري للسلاح البريطاني
العربية السعودية أكبر مشتري للسلاح البريطاني، بحسب ما ذكر في موقع "منظمة ضد تجارة الأسلحة" المتواجد في المملكة المتحدة. وفاق حجم الصفات العسكرية خلال فترة 2015 - 2017 الـ13 مليار جنيه أسترليني. وشملت معظم الصفقات أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية. ولم يتمكن الأمير محمد خلال زيارته الأخيرة إلى بريطانيا قبل شهر من إنجاز توقيع صفقة سلاح لشراء 48 مقاتلة تايفون، لكن شهدت المفاوضات تقدما ملحوظا في مسار الصفقة.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
الزيارة التاريخية إلى روسيا
شهدت الزيارة التاريخية التي أجراءها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في آواخر العام الماضي إلى موسكو توقيع صفقات سلاح شملت تزويد المملكة على منظومة الصواريخ الروسية الشهيرة إس 400 "تريومف"، إضافة إلى فتح مصنع لإنتاج بنادق كلاشنيكوف في المملكة. وبلغ تكلفة الصفقات قرابة 3 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Sharifulin
مد وجزر
يمكن وصف صفقات السلاح بين المملكة الخليجية وألمانيا بالمد والجزر! إذ رفضت ألمانيا توريد 800 دبابة بقيمة 18 مليار يورو للسعودية، وذلك بسبب "انتهاك الرياض لحقوق الإنسان". إلا أن برلين وافقت في عام 2016 على تسليم 48 زورقاً من زوارق الدوريات لخفر السواحل التابع للمملكة. وعلى خلفية حرب اليمن، قررت الحكومة الألمانية وقف تصدير الأسلحة للدول المشاركة في هذه حرب.
صورة من: Ralph Orlowski/Getty Images
السعودية والسلاح الفرنسي
زار محمد بن سلمان بعد توليه منصب وزارة الدفاع "عاصمة الأنوار" والتقى بالرئيس الفرنسي حينها فرانسوا أولاند. وشهدت الزيارة التوقيع على عدة صفقات عسكرية شملت مدرعات وصواريخ مضادة للدروع وزوارق خفر السواحل وطائرات ومروحيات بقيمة مليارات اليوروهات. وأبدت السعودية كذلك اهتماما كبيرا بدبابات لوكليرك الفرنسية، التي تميزت أثناء مشاركتها في صفوف الجيش الإماراتي في حرب اليمن ضمن التحالف العربي.
صورة من: picture-äalliance/AA/Saudi Royal Council/B. Algaloud