ألمانيا تعتزم الاتفاق مع سوريا لترحيل طالبي اللجوء المرفوضين
علي المخلافي د ب أ، أ ف ب
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥
بالتوازي مع تأكيدها على التمييز بين المندمجين في المجتمع وسوق العمل وبين من ليس لديهم حق اللجوء ويعتمدون على إعانات الدولة، أعلنت ألمانيا عزمها التوصل إلى اتفاق سريع مع سوريا بشأن ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين من ألمانيا.
صورة من عام 2015 لطالبي لجوء على الحدود الألمانية النمساويةصورة من: Johannes Simon/Getty Images
إعلان
أعلن وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت عزمه التوصل إلى اتفاق سريع مع سوريا بشأن ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين من ألمانيا. وقال دوبرينت في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية اليوم السبت (27 سبتمبر/أيلول 2025): "نريد التوصل إلى اتفاق مع سوريا هذا العام، لنبدأ أولا بترحيل المجرمين، ثم من لم يحصلوا حق الإقامة"، مضيفا أنه من الضروري التمييز بين الأشخاص المندمجين جيدا في المجتمع وفي سوق العمل، وبين من ليس لديهم حق اللجوء ويعتمدون على الإعانات الاجتماعية.
توجد عودة طوعية من ألمانيا إلى سوريا لكن بوتيرة بطيئة
ولم تنفذ أي عمليات ترحيل من ألمانيا إلى سوريا منذ عام 2012. وفي سياق متصل، أوضحت وزارة الداخلية الألمانية أن عدد السوريين، الذين عادوا طوعا إلى وطنهم بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، يرتفع، ولكن بوتيرة بطيئة.
ووفقا للوزارة، غادر 1867 شخصا إلى سوريا بتمويل من الحكومة الاتحادية الألمانية حتى نهاية أغسطس/آب الماضي. وبحسب السجل المركزي للأجانب، كان يقيم في ألمانيا حتى نهاية يوليو/تموز 2025 الماضي نحو 955 ألف سوري، وحصل 83 ألفا و150 سوريا على الجنسية الألمانية العام الماضي. ويستوفي العديد من اللاجئين السوريين الذين وصلوا عامي 2015 و2016 إلى ألمانيا الآن شروط التجنس.
ألمانيا تريد الترحيل المنتظم إلى أفغانستان من دون وسطاء
من ناحية أخرى، أعلن دوبرينت خططا لتنظيم عمليات ترحيل منتظمة إلى أفغانستان دون وسطاء. وقال: "هدفي هو تنفيذ عمليات ترحيل مباشرة ومنتظمة إلى أفغانستان في المستقبل. حاليا لا يمكن ذلك إلا بدعم من قطر، لكنني أريد تنظيم الأمر مستقبلا دون وسطاء بالتنسيق مع المسؤولين في كابول"، مؤكدا أن هذه المحادثات ستكون ذات طابع فني بحت.
ولا تقيم الحكومة الألمانية علاقات دبلوماسية مع حركة طالبان، التي استعادت السلطة في كابول منذ أغسطس/آب 2021 ويعاني النظام من عزلة دولية بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان، لا سيما حقوق المرأة. ومنذ عودة طالبان، جرى تنفيذ رحلتين لترحيل مجرمين أفغان من ألمانيا بدعم قطري، وفقا للبيانات الرسمية. وقد واجهت تلك الرحلات انتقادات من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات المدافعة عن اللاجئين.
تحرير: خالد سلامة
ألمانيا واللاجئون.. كيف تغير الحال منذ الترحيب الكبير في 2015؟
أغلبية الألمان كانت في عام 2015 مع استقبال اللاجئين ومنحهم الحماية. ولكن الأمور لم تستمر كذلك، حيث تراجعت نسبة التأييد للاجئين بشكل متسارع اعتباراً من مطلع عام 2016. نستعرض ذلك في هذه الصور.
صورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images
ميركل وعبارتها الشهيرة
"نحن قادرون على إنجاز ذلك". عبارة قالتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في هذا المؤتمر الصحفي للحكومة، الذي عقد بتاريخ 31 أغسطس/آب 2015. لم تكن تعرف حينها أن الجملة ستدخل التاريخ الألماني الحديث، وتسبب استقطاباً في البلاد، ويتحول الرأي العام الألماني من مرحب بنسبة كبيرة باللاجئين، إلى تناقص هذه النسبة بمرور السنوات.
صورة من: Imago/photothek/T. Imo
تأييد كبير لاستقبال اللاجئين
حتى مع ارتفاع أعداد طالبي اللجوء إلى ألمانيا من حوالي 41 ألف طلب لجوء في عام 2010 إلى 173 ألف طلب لجوء في 2014، كانت الأغلبية الساحقة من الألمان، في مطلع عام 2015، مع استقبال اللاجئين وتقديم الحماية لهم.
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
أول محطة ترحيب
صيف وخريف 2015 شهد ذروة موجة اللجوء الكبيرة. فبعد أخذ ورد على المستوى السياسي الألماني، ومع الدول الأوروبية المجاورة، سمحت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بدخول طالبي اللجوء إليها. مئات الآلاف دخلوا البلاد خلال أسابيع قليل. وظهرت صور التعاطف معهم من جانب السكان الألمان. وكان ذلك واضحاً للعيان في محطات القطارات وفي مآوي اللاجئين.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
التأييد حتى على مدرجات الملاعب
وحتى على مدرجات ملاعب كرة القدم، في مباريات الدوري الألماني (بوندسليغا)، شاهد العالم عبارات الترحيب باللاجئين، كما هنا حيث رفعت جماهير بوروسيا دورتموند هذه اللافتة العملاقة بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين أول 2015.
وبالمجمل وصل إلى ألمانيا خلال عام 2015 وحده حوالي 890 ألف طالب لجوء.
صورة من: picture-alliance/G. Chai von der Laage
الرافضون لاستبقال اللاجئين أقلية في 2015
بنفس الوقت كان هناك رافضون لسياسة الهجرة والانفتاح على إيواء اللاجئين، وخاصة من أنصار حركة "بيغيدا" (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، الذين كانوا يخرجون في مسيرات، خصوصاً في شرق البلاد، للتعبير عن رفضهم لاستقبال اللاجئين. كما كانت تخرج مظاهرات مضادة لحركة "بيغيدا" وداعمة لاستقبال اللاجئين.
صورة من: Reuters/F. Bensch
ليلة الانعطاف الكبير
وبقي الرأي العام منفتحاً على استقبال اللاجئين حتى ليلة حاسمة، مثلت علامة فارقة في قضية الهجرة واللجوء في ألمانيا. فبينما كان العالم يودع عام 2015 ويستقبل 2016، والاحتفالات السنوية تقام أيضا في المدن الألمانية، وردت أنباء متتالية عن عمليات تحرش بالكثير من الفتيات في موقع احتفال برأس السنة في مدينة كولن (كولونيا). أكثر من 600 فتاة تعرضن للتحرش والمضايقات.
صورة من: DW/D. Regev
تعليق لم الشمل لحملة الحماية المؤقتة
من تلك اللحظة بدأ المزاج العام في التغير وأخذ حجم التأييد لاستقبال اللاجئين يتراجع في الرأي العام الألماني. وبدأ التشديد في قوانين الهجرة واللجوء، كتعليق لم الشمل لمدة عامين للاجئي الحماية الثانوية (المؤقتة)، بموجب القانون الذي صدر في ربيع عام 2016، والذي صدر في عهد وزير الداخلية آنذاك توماس دي ميزير.
صورة من: Getty Images/AFP/J. McDougall
الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين 2016
وقبل أن يودع الألمان عام 2016 بأيام قليلة، أتت كارثة جديدة صدمت الرأي العام: هجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في العاصمة برلين، نفذه اللاجئ التونسي سميح عمري. 13 إنسان فقدوا حياتهم في الهجوم، وأصيب 63 آخرون. حصيلة مؤلمة ستترك ندوباً في المجتمع.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب البديل يدخل البرلمان للمرة الأولى
استفاد من هذه الأحداث حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المناهض لسياسة الهجرة واللجوء الحالية والرافض لاستقبال اللاجئين كلياً. ليدخل الحزب البرلمان الألماني لأول مرة في تاريخه، محققاً المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي أقيمت في سبتمبر/أيلول 2017، بنسبة 12.6 بالمئة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
استمرار الاستقطاب
شهدت السنوات اللاحقة استمرار الاستقطاب في المجتمع، خصوصاً مع بعض الهجمات التي نفذها لاجئون، بدوافع إرهابية. أمر قلص الدعم الشعبي للهجرة. إلى أن تراجعت الشعبية، وبات قرابة ثلثي الألمان في استطلاعات الرأي يريدون استقبال أعداداً أقل من اللاجئين أو وقف استقبالهم كلياً.