ألمانيا تعتزم تزويد أوكرانيا بنظام للدفاع الجوي خلال أيام
٢ أكتوبر ٢٠٢٢
قالت ألمانيا إنها ستزود الجيش الأوكراني بأول نظام من بين أربعة أنظمة دفاع جوي متطورة من طراز أي أر إي إس-تي في الأيام المقبلة، فيما رحبت واشنطن بسيطرة أوكرانيا على معقل ليمان الرئيسي من روسيا في شرق البلاد.
إعلان
قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبرشت خلال زيارة غير معلنة لمدينة أوديسا الأوكرانية مساء السبت (الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2022) إن ألمانيا ستسلم أول نظام من بين أربعة أنظمة دفاع جوي متطورة من طراز أي أر إي إس-تي إلى أوكرانيا في الأيام المقبلة للمساعدة في التصدي لهجمات الطائرات المسيرة.
ومع انطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية في المدينة الساحلية، أجرت لامبرشت محادثات مع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في مخبأ تحت الأرض. وكانت لامبرشت قد مددت زيارة لمولدوفا المجاورة لحضور الاجتماع.
وقالت لامبرشت لقناة (إيه أر دي) التلفزيونية: "في غضون أيام قليلة سنقدم نظام الدفاع الجوي أي أر إي إس-تي الحديث للغاية. إنه مهم للغاية للتصدي للطائرات المسيرة بشكل خاص".
وشهدت أوكرانيا عدداً أكبر من الهجمات بطائرات مسيرة من طراز شاهد 136 الانتحارية الإيرانية الصنع في الأسابيع الأخيرة مما أدى إلى سقوط قتلى وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.
وقاومت برلين حتى الآن مثل هذه الدعوات بحجة أن مثل هذه التحركات من شأنها تصعيد الموقف، مشيرة إلى أنه لم ترسل أي دولة أخرى حتى الآن دبابات أكثر حداثة من المخزونات السوفيتية القديمة التي أرسلتها دول حلف وارسو السابقة.
ترحيب أمريكي بالسيطرة الأوكرانية على "ليمان"
من ناحية أخرى، رحب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم السبت بسيطرة أوكرانيا على معقل ليمان الرئيسي من روسيا في شرق أوكرانيا. وقال إنه نجاح مشجع في ساحة المعركة من شأنه أن يخلق معضلات جديدة للجيش الروسي. وقال للصحفيين في مؤتمر صحفي في هاواي: "بالتأكيد إنه أمر مهم. ما نراه الآن يشجعنا جداً".
واستخدمت روسيا ليمان كمركز لوجستي ونقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك. وتعد السيطرة علي ليمان أكبر مكسب لأوكرانيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية الشهر الماضي.
وأشار أوستن إلى أن ليمان تقع عبر خطوط الإمداد التي استخدمتها روسيا لدفع قواتها وعتادها إلى الجنوب والغرب مع مواصلة الكرملين غزو أوكرانيا الذي بدأ قبل أكثر من سبعة أشهر.
وقال أوستن: "من دون هذه الطرق سيكون الأمر أكثر صعوبة. لذا فإنه يمثل نوعا من المعضلة بالنسبة للروس للمضي قدما. نعتقد أن الأوكرانيين قاموا بعمل رائع للوصول إلى هناك والبدء في احتلال المدينة".
ولم يقل أوستن ما إذا كان يعتقد أن سيطرة أوكرانيا على ليمان قد تدفع روسيا إلى التصعيد على الرغم من إدانة المسؤولين الأمريكيين على نطاق واسع تهديدات روسيا النووية في الأيام الأخيرة.
وقال "ما يعنيه ذلك من حيث التصعيد المحتمل لن أخمن فيما يتعلق بذلك. لكن ما يعنيه ذلك بالنسبة لساحة المعركة هو أن الأوكرانيين يواصلون إحراز تقدم".
ع.ح./ع.غ. (رويترز)
في صور: الطائرات الحربية الألمانية ـ جدل لا ينتهي
لم تكن ألمانيا موفقة دائما في صفقات اقتناء الطائرات الحربية. وتسعى وزارة الدفاع الألمانية الآن لشراء طائرات عسكرية أمريكية لحل هذه المشكلة. ولكن الخلافات اندلعت مجددا بين المعنيين بهذا الملف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Luftwaffe
البحث عن بديل لتورنادو
منذ أربعين عاماً يستخدم الجيش الألماني المقاتلة "تورنادو"، وهي مقاتلة متعددة المهام وجاهزة لاستخدامات متخصصة في الوقت نفسه. مثل هذه المقاتلات لديها القدرة على رصد وحدات الرادار المعادية، كما أنها تساعد القوات بفضل قدرتها على حمل الأسلحة النووية الأمريكية المخزنة في ألمانيا. ولكن أجَل استعمال هذه الطائرات سينتهي على أقصى تقدير اعتباراً من عام 2030.
صورة من: picture-alliance/dpa/Luftwaffe
نموذج أوروبي؟
يسعى الشركاء الآخرون لألمانيا في حلف الناتو للتخلص من مقاتلات تورنادو بحلول عام 2024. غير أن ألمانيا تفضل الاحتفاظ بالمقاتلة لمدة أطول، لكنها تريد اعتباراً من 2025 البدء في استبدال بعضها. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو البديل المناسب؟ الساسة الألمان يفضلون إيجاد حل أوروبي مثل المقاتلة "يوروفايتر".
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/N. Economou
ألمانيا لن تستغني عن التكنولوجيا الأمريكية
تعمل المقاتلة "يوروفايتر" ضمن أسطول السلاح الجوي الألماني بالفعل. وتخطط وزيرة الدفاع الألمانية لاستبدال مقاتلات تورنادو بثلاثة وتسعين مقاتلة من طراز يوروفايتر. غير أن الخيار الأوروبي لا يكفي الوزيرة أنغريت كرامب كارنباور، فهي تريد أيضاً شراء 45 مقاتلة من طراز إف-18 الأمريكية من انتاج شركة "بوينغ"، وتصف هذه الطائرة الحربية التي بدأ انتاجها عام 1970 بأنها تمثل "تقنية لمرحلة عبور ".
صورة من: picture.alliance/Günther Ortmann
التأهب لحرب نووية محتملة!
أثيرت من جديد مسألة التسلح النووي. وزارة الدفاع الألمانية أكدت أن حصول المقاتلة الأمريكية إف-18 على الاعتمادات الرسمية المطلوبة من الهيئات الأمريكية سيكون أسرع بكثير من يوروفايتر. لكن شركة إيرباص المنتجة ليوروفايتر على قناعة بحصولها على شهادة الاعتماد الخاصة بالقدرة على حمل أسلحة نووية بحلول 2030.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Matthews
جدل جديد حول المظلة النووية لألمانيا
هنا في القاعدة العسكرية الأمريكية بوشل بولاية راينلاند- بفالتس يتم على الأرجح تخزين أسلحة نووية أمريكية. ورغم الاحتجاجات، إلا أن وزارة الدفاع الألمانية لا تريد التخلي عن المظلة النووية الأمريكية، ففي حالة الطوارئ سيتعين على الطيارين الألمان نقل هذه الأسلحة النووية إلى هدفها. مثل هذه المشاركة تسمح لألمانيا أن تلعب دوراً مؤثراً في الخطط النووية لحلف الناتو، إلا ان الأصوات المنتقدة تتعالى.
صورة من: Getty Images/T. Lohnes
تنافس أوروبي أمريكي
الخلاف على شراء المقاتلات الحربية الأمريكية له تاريخ طويل في الجيش الألماني. فبعد فترة وجيزة من تأسيسه في 1955، كانت هناك نقاشات حادة حول إمكانية شراء مقاتلات أمريكية أو الاستعانة بنموذج أوروبي مشترك مع الفرنسيين. وزير الدفاع في ذلك الوقت فرانس جوزيف شتراوس (يقف في الصورة عام 1961 على متن طائرة حربية إيطالية من طراز فياتG91) كان يفضل التعاون مع فرنسا.
صورة من: picture-alliance/AP
اقتناء غير موفق للمقاتلة "ستارفايت"
في نهاية الأمر حصلت قيادات في قوات الطيران بالجيش الألماني على نموذجها المفضل وهو المقاتلة الأمريكية ستارفايتر من انتاج شركة لوكهيد. غير أن هذه المقاتلة ثبت لاحقاً أنها مليئة بالأعطال، حيث وقعت العديد من الحوادث في الفترة بين 1962 و1984. وعلى الرغم من عدم مشاركة هذه المقاتلة في أي عمليات حربية، إلا أن حوادث تحطمها أسفرت عن مقتل أكثر من مائة طيار ألماني.
صورة من: imago/StockTrek Images/T. Ziegenthaler
المقاتلة الألمانية الفرنسية "الفا جيت"
جاء التعاون الألماني الفرنسي بعد ذلك بفترة، حيث طور الجانبان المقاتلة "ألفا جيت" التي تعرضت بسرعة لانتقادات بسبب تكاليفها الهائلة وعيوبها الفنية. ورغم ذلك استخدمها الجيش الألماني في الفترة مما بين 1979 وبداية التسعينات.
صورة من: picture-alliance/dpa
المحاولة التالية: المقاتلة ييغر 90
طورت ألمانيا بالتعاون مع بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا المطاردة ييغر 90 في 1983. لكن المطالب بأداء مهام إضافية والتأخير في الإنتاج جعل من ييغر 90 أكبر عملية تسليح مكلفة في تاريخ الدولة الألمانية. فقد كلفت الطائرة الواحدة حوالي 33 مليون يورو.
صورة من: Imago Images
المقاتلة يوروفايتر ..بديل لكنه أعلى كلفة
بعد سنوات من التأخير بدأت في أبريل/ نيسان 2004 مرحلة التطوير الجديد لمقاتلة يوروفايتر. وبدلاً من 33 مليون يورو للمقاتلة الواحدة وصلت التكلفة إلى 93.5 مليون يورو، وانخفض العدد من إجمالي لـ250 طائرة إلى 140 طائرة فقط، حربية من هذا النوع كان الجيش الألماني يريد استخدامها. أما فرنسا ففضلت الاعتماد على مقاتلاتها من طراز رافال من انتاج شركة داسو.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
جيل جديد يحل المشاكل المتراكمة؟
تسعى ألمانيا وإسبانيا وفرنسا إلى تطوير جيل جديد من المقاتلات تحت مسمي Future Combat Air System (FCAS) حتى عام 2040. الشركتان المتنافستان داسو وإيرباص ستشاركان معاً في تطوير هذه المقاتلات، لكن حتى الآن لا يتوفر سوى اتفاق إطاري ومخططات على الورق. الشيء المؤكد هو أن هذا المشروع سيكون بدوره باهظ التكلفة. إعداد: أندرياس نول/ س.ح