ألمانيا تعتقل شخصا يشتبه بأنه عضو في ميليشيا الحوثي اليمنية
صلاح شرارة د ب أ، أ ف ب
٢٢ مايو ٢٠٢٥
ألقت السلطات في ولاية بافاريا القبض على رجل من اليمن يشتبه بانتمائه إلى ميليشيا الحوثي. ويتهم مكتب المدعي العام الاتحادي المشتبه به بالانتماء إلى منظمة إرهابية في الخارج. وقيل إنه كان قاصرا في ذلك الوقت.
وفقا لأعلى جهاز لإنفاذ القانون في ألمانيا، فإن المشتبه به قد شارك في القتال في محافظة مأرب اليمنية في أوائل عام 2023.صورة من: Khaled Abdullah/REUTERS
إعلان
اعتقلت السلطات الألمانية شخصا يشتبه في انتمائه إلى ميليشيا الحوثي اليمنية، بحسب ما أعلن مدعون اتحاديون ألمان، اليوم الخميس (22 مايو/ أيار 2025).
ويعتقد أن المشتبه به، وهو مواطن يمني، قد انضم إلى ميليشيا الحوثي في اليمن عام 2022، حيث تلقى تدريبات عسكرية وتلقينا عقائديا.
وقد تم اعتقاله في مدينة داخاو الواقعة جنوبي ألمانيا، قرب ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا.
ووفقا لأعلى جهاز لإنفاذ القانون في ألمانيا، فإن المشتبه به قد شارك في القتال في محافظة مأرب اليمنية في أوائل عام 2023.
المشتبه به كان قاصرا وقت انضمامه للحوثيين
ويوجه المدعون اتهاما للمشتبه به بأنه كان عضوا في تنظيم إرهابي في الخارج عندما كان قاصرا.
وبموجب القانون الجنائي الألماني، يصنف أي شخص يتراوح عمره بين 18 و21 عاما وقت ارتكاب الجريمة كقاصر. وقد تم وضع المشتبه به، الذي لم يكشف عن اسمه الكامل احتراما لقوانين الخصوصية الصارمة في ألمانيا وأشير إليه باسم (حسين ح) فقط، قيد الحبس الاحتياطي بعد عرضه على قاضي تحقيق في محكمة العدل الاتحادية في كارلسروه، أعلى محكمة مدنية وجنائية في ألمانيا.
وتسيطر ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على جزء كبير من البلاد التي مزقتها الحرب الأهلية في اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء. وقال مدعون اتحاديون، يتخذون من كارلسروه مقرا لهم، إن الهدف المعلن لجماعة الحوثي هو "تعزيز وتوسيع موقعها في السلطة في اليمن وتدمير إسرائيل".
تحرير: عادل الشروعات
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش