عززت الشرطة الألمانية حمايتها لمؤسسات إسلامية في دريسدن بعد انفجار عبوتين ناسفتين بدائيتي الصنع في المدينة الواقعة في شرق البلاد. ودريسدن هي مهد حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب (بيغيدا) المناهضة للإسلام.
إعلان
قررت السلطات الألمانية تعزيز حمايتها لمؤسسات إسلامية في دريسدن بعد انفجار عبوتين ناسفتين بدائيتي الصنع في المدينة الواقعة في شرق البلاد. وفي سياق متصل، قال هورست كريتشمار، قائد شرطة دريسدن، في بيان "على الرغم من أنه ليس لدينا إعلان مسؤولية حتى الآن (عن التفجيرين)، فإننا يجب أن نتحرك على أساس أن الدافع هو الخوف من الأجانب". وأضاف أن الشرطة تعتقد أن هناك صلة بين الهجوم واحتفالات مقررة مطلع الأسبوع المقبل بالمدينة بمناسبة ذكرى إعادة توحيد ألمانيا في الثالث من أكتوبر تشرين الأول 1990. وتابع أنه سيجري توفير الحماية على الفور لثلاثة مساجد ومركز اجتماعي للمسلمين ومصلى.
وبعد قليل من انفجار المسجد لحقت أضرار بالمركز الدولي للمؤتمرات نتيجة لانفجار عبوة بدائية الصنع وجرى إخلاء حانة فندق قريب. وقال محمد دميرباس، إمام المسجد الذي تضرر، إن الجالية المسلمة تتوقع هجوما ما منذ فترة طويلة. وأضاف "سبق أن كسرت ألواح زجاجية أو رُسم على الجدران (غرافيتي). لكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء مثل هذا. ونأمل أن تكون الأخيرة ونواصل العيش بسعادة في دريسدن".
رفض ألماني شعبي لحركتي بيغيدا وليغيدا
بعد حركة بيغيدا خرجت حركة ليغيدا المناهضة للإسلام. كلا الحركتين انطلقتا في شرق ألمانيا، حيث لا يتجاوز عدد المسلمين واحد بالمائة من عدد السكان. وتواجه الحركتان انتقادات على المستويين الشعبي والرسمي في ألمانيا.
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark
أنصار حركة بيغيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة أوروبا) يرفعون صورة دعائية ضد المستشارة أنغيلا ميركل وهي ترتدي الحجاب. الحركة انطلقت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وتتهم المستشارة بأنها تتخذ سياسة متواطئة مع الإسلاميين.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المستشارة ميركل كانت قد صرحت بأن "الإسلام جزء من ألمانيا"، وذلك في تظاهرة مشتركة مع الأحزاب السياسية وممثلي المسلمين في ألمانيا. هذه التصريحات لاقت ترحيبا من قبل كثيرين، لكنها لاقت أيضا اعتراضات من جهات أخرى.
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
تطالب حركة بيغيدا بوقف أسلمة المجتمع الألماني. الغريب في الأمر أن الحركة بدأت في مدينة دريسدن، التي يصل عدد المسلمين فيها إلى أقل من 1 بالمائة من عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Caroline Seidel
أعلن رئيس حركة بيغيدا لوتس باخمان استقالته من جميع المراكز التي يشغلها في الحركة، على خلفية ظهور صورة له وهو يقلد هتلر، و بعد إعلان الادعاء العام في ألمانيا بدء التحقيقات ضده على خلفية اتهامه بالتحريض العنصري والإساءة للأجانب في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
وفي مدينة لايبتسيغ المجاورة لدريسدن والواقعة في نفس الولاية (ساكسونيا) انطلقت الأسبوع الماضي حركة ليغيدا، وتعني: "سكان لايبزيغ ضد أسلمة الغرب"، على غرار حركة بيغيدا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Endig
واجه متظاهرو حركة ليغيدا تظاهرات حاشدة مضادة تجاوزت أعدادهم. ونجحت الشرطة في منع الصدامات بين المعسكرين في أغلب مناطق المدينة، رغم ذلك حدثت بعض المناوشات بين المتظاهرين في محطة قطارات لايبتسيغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
وصف مدير جهاز الاستخبارات المحلي في ساكسونيا منظمي مسيرة لايبزيغ بأنهم "أكثر تشددا" من منظمي تظاهرة دريسدن، لأن زعيم ليغيدا له ارتباطات بالنازيين الجدد، فيما أعلنت كاثرين أورتل من فريق التنظيم في بيغيدا أن حركة ليغيدا ليس لها علاقة بحركتها بيغيدا.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
كرد فعل خرج آلاف الألمان والأجانب للتظاهر ضد الحركتين؛ بيغيدا وليغيدا. المظاهرات المضادة خرجت في مدن ألمانية كبيرة، مثل كولونيا وبون ودوسلدورف وميونيخ وهامبورغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
في مدينة دريسدن، معقل بيغيدا، خرجت مظاهرات حاشدة ضد الحركة وتنديدا بمقتل اللاجئ الإريتري خالد إدريس بحري، الذي عثر عليه مضرجا بدمائه قرب مقر سكنه في بيت اللجوء بنفس المدينة.
صورة من: DW/K. Salameh
لاقت حركة بيغيدا تجاوبا في دول أوروبية، وأعلنت أنها فتحت فروعا لها في الدنمارك وإسبانيا والنمسا والنرويج وسويسرا. ونظمت الحركة تظاهرة لها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ضد "أسلمة الغرب".
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark
10 صورة1 | 10
ودريسدن هي مهد حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب (بيغيدا) المناهضة للإسلام التي كانت مسيراتها الأسبوعية تجتذب نحو 20 ألف شخص في مطلع 2015 عندما كانت في أوج شهرتها.
وأدى تدفق نحو مليون مهاجر على ألمانيا العام الماضي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية خاصة في شرق ألمانيا حيث وقعت هجمات كبيرة على ملاجئ للاجئين. وزاد الدعم لحزب البديل من أجل ألمانيا الذي يقول إن "الإسلام ليس متوافقا مع الدستور" بسبب سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها المستشارة أنغيلا ميركل تجاه اللاجئين.
وشدد وزير المالية الألماني فولفغانغ شيوبله في مؤتمر سنوي عن الإسلام اليوم على أن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا مكررا وجهة نظر عبرت عنها ميركل في 2015 قبيل مظاهرة لحركة "بيغيدا" في دريسدن.