غمرت المياه القمة الجنوبية لجزيرة سولت الألمانية الواقعة في بحر الشمال لتفقد ألمانيا جزءا من مساحتها، وذلك رغم وضع الجزيرة تحت الحماية البيئية واتخاذ إجراءات كثيرة لمنع هذه الكارثة الطبيعية.
إعلان
فقد حماة البيئة الأمل في إنقاذ القمة الجنوبية لجزيرة سولت بعد أن ضرب إعصار مائي الجزيرة وغمرت المياه مساحات كبيرة في المنطقة الجنوبية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في هذا الشهر شباط/ فبراير إلى مستوى عال لا يمكن نتيجته حماية القمة الجنوبية للجزيرة من الغرق، كما نقل موقع "شبيغل أونلاين" الألماني.
أكثر من ثمانين جزيرة بألمانيا.. هذه أجملها
في ألمانيا هناك أكثر من 80 جزيرة جميلة. أغلب هذه الجزر، التي تعكس وجها طبيعيا مميزا لألمانيا، تقع عند المنفذ البحري على بحري البلطيق والشمال، مع وجود جزر في مواقع أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
مجموعة جزر شمال فريزيا في بحر الشمال في مقاطعة شليسفيغ هولشتاين ومحمية فاتينمير الوطنية. أكبر الجزر هي جزيرة سيلت. وهناك بعض الجزر الصغيرة التي يطلق عليها تسمية الهاليغين.
صورة من: Sven Hoppe/AFP/GettyImages
جزيرة سيلت واحدة من أجمل الجزر الألمانية. بيد أن البعض لايزورها من أجل ساحلها البحري الذي يمتد لطول 40 كيلومترا فقط، وإنما للحصول على فرصة لقاء مشاهير المجتمع الألماني الذين يقضون بعض أوقاتهم على أرض الجزيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
روغن هي أكبر الجزر الألمانية. وتقع في بحر البلطيق. مشهورة بسواحلها الرملية وخلجانها وبحيراتها، وبشبه الجزر التي تبرز منها في عرض البحر. كما أنها شهيرة بالحفلات الموسيقية التي تقام في الهواء الطلق خلال فصل الصيف.
صورة من: picture-alliance/dpa
على نفس جزيرة روغن بُنيت مجموعة مساكن خلال فترة الحكم النازي وتمتد على طول 4.5 كيلومتر، وتوفر سكنا لحوالي 200 ألف شخص. تستغل اليوم كسكن للمسافرين من الشباب.
صورة من: JENS KOEHLER/AFP/Getty Images
جزيرة رايخناو الواقعة وسط بحيرة بودنزيه (بحيرة كونستانس)، وهي أعمق بحيرة في ألمانيا. على أرض الجزيرة يقع دير الرهبان البندكتين الذي يعود تاريخ بنائه لعام 724. وضعت الجزيرة منذ عام 2002 ضمن قائمة التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/dpa
جزيرة بوركوم في بحر الشمال. ذُكرت في وثائق تعود لعام 1398. حينها كانت الجزيرة ملجأ للقراصنة. أما اليوم فلا يمكن العثور عليهم هناك، ولكن يمكن للمرء أن يستمتع بالسواحل الجميلة والكثبان الرملية والمحمية الطبيعية. كل ذلك على مساحة تقدر بنحو 31 كيلومترا مربعا.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur Huber
جزيرة لانغوييغ. وتعني بالألمانية الجزيرة الطويلة. واحدة من مجموعة جزر بحر الشمال، ومشهورة بسواحلها الرملية والكثبان الرملية المرتفعة لحدود 20 مترا أحيانا.
صورة من: picture-alliance/dpa
أبعد جزيرة ألمانية عن الأراضي الألمانية هي جزيرة هيلغولاند. تبعد بمسافة ثلاث ساعات بالسفينة. يمنع على أرضها استعمال السيارة أو حتى الدراجة الهوائية. الجزيرة مشهورة بالنتوء الصخري المميز "آنّا" الطويلة.
صورة من: picture alliance / Hinrich Bäsemann
بحر وادن (بالألمانية Wattenmeer) منخفض طيني على الساحل الألماني يمتد من الدنمارك وحتى هولندا. مشهور بالطيور المتنوعة التي تفضل العيش فيه. في عام 2009 انضم لقائمة التراث العالمي.
صورة من: picture alliance/dpa
9 صورة1 | 9
وتقع جزيرة سولت قرب الحدود الألمانية الدنماركية في بحر الشمال وتبلغ مساحتها حاليا نحو 99 كيلومترا مربعا، فيما يبلغ طولها 38 كيلومتر. وتعد بذلك رابع أكبر جزيرة في ألمانيا. ومشكلة غرق الجزيرة ليست بالجديدة، إذ أظهرت الخرائط القديمة للجزيرة بأنها كانت على شكلها الحالي منذ 400 عاما فقط، ويعتقد أنها تكونت قبل 8000 عاما عندما ارتفع منسوب المياه في هذه المنطقة وغطى مناطق كبيرة بالمياه. وفي سنة 1870 بدأ علماء البيئة بتسجيل أرقام دقيقة عن مساحة الجزيرة. وذكرت الإحصائيات بين عامي 1870 و1951 أن سولت تفقد سنويا 0.4 مترا في قمتها الشمالية و 0.7 مترا في قمتها الجنوبية. وفي الأعوام التي تلت 1951 ولغاية 1984 بدأ فقدان الجزيرة لمساحتها بالتسارع وأصبح 0.9 مترا في القمة الشمالية و 1.4 مترا في القمة الجنوبية. وهذا ما ظهر جليا على القمة الجنوبية للجزيرة التي يطلق عليها تسمية "هورنوم"، والتي ستختفي ربما قريبا.
يذكر أن أعمال حماية بيئية كبيرة للجزيرة كانت قد بدأت منذ القرن التاسع عشر ببناء جدران حامية للجزيرة، وتوسعت في ستينات القرن الماضي عبر غمر آلاف الأطنان من الرمال على أطراف الجزيرة لحماية القمة الشمالية والجنوبية من الغرق. لكن سبل حماية الجزيرة هذه سارعت على انغمار الجزيرة بالمياه، كما ذكر موقع "شبيغل أونلاين" الألماني. وتسارعت وتيرة غرق القمة الشمالية والجنوبية في سبعينات القرن الماضي. وأصبحت عملية حمايتها مكلفة جدا ماليا وغير قابلة للتنفيذ. وأصبح موضوع غرق القمة الجنوبية مسألة وقت لا أكثر وبدأت آثار غرق القمة تظهر في الوقت الحالي.
أما القمة الشمالية للجزيرة والتي تسمى "أوده" فيتوقع علماء البيئة أن تبقى وتصمد ضد توسع مياه بحر الشمال لأنها واقعة خلف الجدار الحامي للجزيرة. وتوقع أرفست هنريشسين، الخبير المختص بحماية السواحل، أن يبقى جزء صغير من القمة الشمالية للجزيرة في المستقبل.