ألمانيا تقاطع وفرنسا تشارك .. انقسام غربي حول تنصيب بوتين
٦ مايو ٢٠٢٤
من المقرر إقامة حفل تنصيب بوتين رئيسا للمرة الخامسة غدا الثلاثاء. وفاز بوتين بأغلبية ساحقة لم يحصل عليها من قبل، وذلك بعد وفاة أبرز معارضيه. ورغم تنديد الحكومات الغربية بإعادة انتخابه، يبدو هناك انقسام حول حفل تنصيبه.
إعلان
على النقيض من ألمانيا التي قالت إنها لن ترسل ممثلا، سترسل فرنسا سفيرها إلى حفل تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات غدا الثلاثاء، بحسب ما قال مصدر دبلوماسي فرنسي اليوم الاثنين (السادس من مايو/ أيار 2024).
ويشير قرار باريس إلى انقسام محتمل في المعسكر الغربي بمعارضة عدة دول، منها دول البلطيق، بشدة لإعطاء بوتين أي شكل من أشكال الشرعية وما يُحتمل أن يكون تقويضا لموقف أوكرانيا في حربها مع روسيا التي بدأتها موسكو منذ أكثر من عامين.
تدهور العلاقة بين موسكو وباريس
وفاز بوتين بأغلبية ساحقة لم تحدث من قبل في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي، مما يعزز قبضته المحكمة بالفعل على السلطة في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في مارس/ آذار بعد أسابيع فقط من وفاة أليكسي نافالني أبرز معارضي الرئيس الروسي في السجن. ونددت الحكومات الغربية بإعادة انتخاب بوتين ووصفتها بأنها غير عادلة وغير ديمقراطية.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن "فرنسا سيمثلها سفيرها لدى روسيا".
تدهور العلاقة بين موسكو وباريس
وقال المصدر إن باريس سبق أن شجبت القمع الذي جرت فيه الانتخابات وحرمان الناخبين من خيار حقيقي، فضلا عن تنظيم الانتخابات في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا، وهو ما تعتبره فرنسا انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وتدهورت العلاقات الفرنسية الروسية في الأشهر القليلة الماضية مع زيادة باريس دعمها لأوكرانيا. ولم يستبعد الرئيس إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي إرسال قوات إلى أوكرانيا، قائلا إنه إذا اخترقت روسيا الخطوط الأمامية الأوكرانية فسيكون من المشروع النظر في الأمر إذا طلبت كييف الدعم.
وقالت ألمانيا إنها لن ترسل ممثلا لحضور حفل تنصيب بوتين. كما استبعدت دول البلطيق، التي لم يعد لها مبعوثون في موسكو، بشكل قاطع حضور حفل التنصيب.
وقال دبلوماسيان أوروبيان إنهما لا يتوقعان أن ترسل الولايات المتحدة مبعوثا لحضور حفل التنصيب، رغم أن واشنطن لم تعلن موقفها بعد.
وقال وزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندسبيرغيس: "نعتقد أن عزلة روسيا وخاصة زعيمها المجرم يجب أن تستمر... المشاركة في تنصيب بوتين أمر غير مقبول بالنسبة لليتوانيا. أولويتنا تظل دعم أوكرانيا وشعبها الذين يقاتلون ضد العدوان الروسي".
أوكرانيا : لا أساس قانوني للاعتراف ببوتين
ومن جهتها، دعت أوكرانياالمجتمع الدولي إلى التوقف عن الاعتراف بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرئيس شرعي للبلاد.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأوكرانية اليوم الاثنين: "أوكرانيا لا ترى أي أساس قانوني للاعتراف به كرئيس منتخب ديمقراطيا وشرعيا للاتحاد الروسي".
وقالت كييف إن إجراء الانتخابات الرئاسية في الأجزاء التي تحتلها روسيا من مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية وكذلك شبه جزيرة القرم نزع الشرعية عن العملية. وقال البيان إن: "ملايين المواطنين الأوكرانيين"، أجبروا على المشاركة في تصويت آذار/مارس بسبب "التهديدات والابتزاز والإكراه".
وقد حكم بوتين بشكل فعلي أكبر دولة في العالم من حيث المساحة بشكل متواصل منذ عام 2000، وتحاول موسكو بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود في عام 2014، ضم أربع مناطق أوكرانية أخرى بالقوة في شرق وجنوب البلاد.
ويشار إلى أن نحو خمس الأراضي الأوكرانية تخضع حاليا للسيطرة الروسية.
ص.ش/أ.ح (د ب أ، رويترز)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.