منحة ألمانية بـ 35 مليون يورو لدعم الفئات الضعيفة في العراق
١٥ مارس ٢٠٢٣
قدمت ألمانيا لليونيسيف منحة مقدارها 35 مليون يورو للوصول إلى أكثر من مليون شخص في العراق، بمن فيهم العائدين، والفئات الضعيفة، والنازحين، واللاجئين السوريين، داخل المخيمات وخارجها، والمجتمعات المضيفة، والفئات المهمشة.
إعلان
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في بيان تلقته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الحكومة الألمانية قدمت للعراق من خلال بنك التنمية الألماني مبلغ 35 مليون يورو.
وأشارت في بيان تلقته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن هذه الشراكة بين ألمانيا والمنظمة "ستضمن الوصول العادل إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية المستدامة، من خلال بناء القدرة على المرونة والصمود وتعزيز النظام" في العراق .
وتعدّ هذه المنحة أكبر مساهمة من ألمانيا لليونيسف للفترة 2024-2020 ، وستدعم خمسة مجالات رئيسية هي: المياه الصرف الصحي والنظافة العامة؛ التعليم؛ حماية الطفل؛ الحماية الاجتماعية، والاستجابة لجائحة كورونا".
وتابع البيان أنه "خلال العامين المقبلين، وكجزء من الجهود المشتركة للاستجابة للتغير المناخي ، ستمكّن هذه المنحة أكثر من مليون شخص ضعيف، نصفهم من الفتيات والنساء، من الحصول على وصول أفضل إلى خدمات مياه وصرف صحي ونظافة عامة مستدامة، ومتكافئة منصفة، وآمنة من حيث إدارتها، مقاومة للتغير المناخي".
فضلا عن ذلك، ستتم حماية 332 ألف طفل وشاب من العنف وسوء المعاملة والاستغلال وفقا للمعايير الدولية. كما سيتم تحقيق ذلك من خلال خدمات خاصة بحماية الطفل الوقائية، والاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الوصول إلى العدالة، والتدريب والإرشاد للخدمة الاجتماعية وقطاع العدالة، وتعزيز قدرة النظم الوطنية على المرونة والصمود.
وكجزء من دعم جهود التعليم، سيحصل 75 ألف طفل، بمن فيهم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، على التعليم الأساسي، وسيكتسب 1500 من الشباب الأكثر ضعفا، مهارات للمشاركة بشكل أفضل في مجتمعاتهم، وفقا للبيان.
وأوضح البيان أنه "إضافة إلى ذلك، وكجزء من دعم ألمانيا واليونيسيف للحماية الاجتماعية والإدماج، سيتمتع 10 آلاف طفل فقير (4 آلاف منهم من الفتيات) بإمكانية الوصول المعزز إلى التعليم المتكامل، وحماية الطفل، وخدمات الحماية الاجتماعية التي المستجيبة للصدمات.
وفي هذا السياق، قالت السيدة شيما سين جوبتا، ممثلة اليونيسف في العراق: "تأتي هذه المساهمة في وقت حرج في عملية استقرار العراق ، حيث ستمكننا من دعم حكومة العراق في تحسين حياة أكثر من مليون شخص من الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأطفال والشباب."
من جانبه، أشاد السفير الألماني في العراق، مارتين ييغر، بجهود اليونيسف لدعم الأطفال والشباب من الفئات الضعيفة في العراق، بما في ذلك أولئك الذين اضطروا للنزوح".
وأضاف "إن توفير الوصول إلى التعليم الجيد يضع أساسا لمجتمع صحي وناجح - حيث لا يمكننا المخاطرة بفقدان جيل كامل. إن المساهمة في رفاهية الأطفال والشباب هي واجب أخلاقي واقتصادي واجتماعي تلتزم به حكومة ألمانيا."
من جانبها قالت الدكتورة آنا جانكي، المديرة القطرية لبنك التنمية الألماني: "نحن نثمن شراكتنا مع اليونيسف، وحكومة العراق لتحسين حياة الأطفال والنساء الأكثر ضعفاً".
ع.ج.م/أ.ح (د ب أ)
نهر دجلة.. شريان العراق الحيوي ضحية للتغير المناخي وسدود تركيا
بعد أن كان ينساب لآلاف السنين مارا بجنة عدن وسومر وبابل، بات نهر دجلة عرضة للتغير المناخي والجفاف والنشاط البشري الجائر مهدداً وجود شريان الحياة هذا. وضاعف بناء السدود التركية عند منبع النهر من تراجع منسوب المياة.
صورة من: Ayman Henna/AFP
روى نهر جنة عدن وسومر وبابل عبر التاريخ، لكنه بات اليوم يصارع الموت. إذ يهدّد النشاط البشري الجائر والتغيّر المناخي بمحو شريان حياة عمره آلاف السنوات في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 42 مليونا، ويعتبر مصدرا للحضارة وللزراعة، الكوارث الطبيعية لا تعد ولا تحصى.
صورة من: Murtadha Ahmed
باتت ظاهرة التغير المناخي ماثلة للعيان فبدءا من نيسان/ أبريل، تتجاوز الحرارة 35 درجة مئوية وتتتالى العواصف الرملية مغطية البشر والحيوانات والآلات بغشاء برتقالي. ثم يحل فصل الصيف، موسم الجحيم بالنسبة إلى العراقيين، حين تصل الحرارة إلى 50 درجة مئوية وتنقطع الكهرباء بسبب زيادة الضغط على الشبكة.
صورة من: Mohammed Falah Ibrahim/AA/picture alliance
أصبح العراق اليوم واحدا من أكثر خمسة بلدان في العالم عرضة لعواقب تغيّر المناخ، بحسب الأمم المتحدة، مع الجفاف وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والتصحّر المتسارع. وتأثّر بذلك نهر دجلة مع تراجع الأمطار، وكذلك بسبب السدود المبنية في تركيا حيث ينبع النهر.
صورة من: Ayman Henna/AFP
تبدأ الرحلة العراقية لنهر دجلة في جبال كردستان العراق عند تقاطع العراق وسوريا وتركيا. هنا، يكسب السكان لقمة عيشهم من خلال زراعة البطاطا وتربية الأغنام.
صورة من: Ismael Adnan/AFP
تتهم السلطات العراقية والمزارعون الأكراد في العراق تركيا بقطع المياه عن طريق احتجازها في السدود التي أنشأتها على المجرى قبل وصوله الى العراق. وتؤكد الإحصاءات الرسمية ذلك: فمستوى نهر دجلة لدى وصوله من تركيا هذا العام لا يتجاوز 35 في المئة من متوسط الكمية التي تدفقت على العراق خلال المئة عام الماضية.
صورة من: Getty Images/B. Kara
كلما ازداد احتجاز المياه، قلّ تدفق النهر الذي يمتدّ على 1500 كيلومتر يجتازها نهر دجلة قبل أن يندمج مع توأمه نهر الفرات ويلتقيا في شط العرب الذي يصب في الخليج. ويشكّل هذا الملف مصدرا للتوتر الدائم في العلاقات بين تركيا والعراق.
صورة من: Ismael Adnan/AFP
تطلب بغداد بانتظام من أنقرة الإفراج عن كميات أكبر من المياه. وردا على ذلك، دعا السفير التركي لدى العراق علي رضا غوني في تموز/ يوليو الماضي العراقيين إلى "استخدام المياه المتاحة بفعالية أكبر". وأضاف في تغريدة "المياه مهدورة على نطاق واسع في العراق".
صورة من: Ayman Henna/AFP
الخبراء بدورهم يتحدّثون عن أساليب ريّ طائشة: كما في زمن السومريين، يستمر المزارعون العراقيون في إغراق حقولهم لريّها ما يؤدي إلى هدر هائل في المياه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Khalil
في بعض الأماكن، يبدو النهر مثل برك ناتجة عن مياه الأمطار. فالتجمعات الصغيرة للمياه في مجرى نهر ديالى هي كل ما تبقى من رافد نهر دجلة في وسط العراق الذي بدونه، لا يمكن زراعة أي شيء في المحافظة. وبسبب الجفاف، خفضت السلطات هذا العام المساحات المزروعة في كل أنحاء البلاد إلى النصف. ونظرا إلى أن لا مياه كافية في ديالى، فلن يكون هناك حصاد.
صورة من: ddp images/AP Photo/Hadi Mizban
بحلول 2050، "سيؤدي ارتفاع الحرارة درجة مئوية واحدة وانخفاض المتساقطات بنسبة 10 بالمائة، إلى انخفاض بنسبة 20 بالمائة في المياه العذبة المتاحة" في العراق، وفق ما حذّر البنك الدولي نهاية عام 2021.
صورة من: Ahmad Al-Rubaye/AFP
بدورها حذّرت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الحكومية في حزيران/ يونيو الماضي من أن ندرة المياه والتحديات التي تواجه الزراعة المستدامة والأمن الغذائي، هي من "الدوافع الرئيسية للهجرة من الأرياف إلى المناطق الحضرية" في العراق. ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية نزحت بحلول نهاية آذار/ مارس 2022 أكثر من 3300 أسرة بسبب "العوامل المناخية" في عشر مقاطعات من وسط البلاد وجنوبها.
صورة من: Ahmad Al-Rubaye/AFP
هذا الصيف، كان منسوب دجلة منخفضا في بغداد. وتقول وزارة الموارد المائية ذلك الى "الرواسب الرملية". ونظرا للرواسب لم تعد تنصرف باتجاه الجنوب بسبب نقص تدفّق المياه، تراكمت في قاع النهر واختلطت بالمياه المبتذلة، ما أدى إلى صعوبة تدفق مياه النهر.
صورة من: Hadi Mizban/AP Photo/picture alliance
حتى وقت قريب، كانت الحكومة ترسل آلات لشفط الرمال الراكدة في قاع النهر، لكن بسبب نقص الموارد، توقّفت غالبية المضخات عن العمل. ومع انخفاض منسوب المياه العذبة، بدأت مياه البحر تغزو شط العرب. وتشير الأمم المتحدة والمزارعون بأصابع الاتهام إلى أثر تملّح المياه على التربة وانعكاساته على الزراعة والمحاصيل.
صورة من: Andrew Parsons/EPA/dpaweb/picture-alliance
بلغ مستوى الملوحة في شط العرب في شمال البصرة 6800 جزء في المليون، وفق ما أفادت السلطات المحلية مطلع آب/ أغسطس 2022. من حيث المبدأ، لا تتجاوز نسبة الملوحة في المياه العذبة ألف جزء في المليون، وفقا لمعايير المعهد الأمريكي للجيوفيزياء الذي يحدّد مستوى المياه "المتوسطة الملوحة" بين ثلاثة و10 آلاف جزء في المليون.
صورة من: Nabil al-Jurani/AP Photo/picture alliance
وأدى ذلك إلى هجرة أنواع معينة من أسماك المياه العذبة التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الصيادين من شط العرب، ما يتسبب في ظهور أنواع أخرى تعيش عادة في أعالي البحار.
صورة من: Ismael Adnan/ZUMAPRESS.com/picture alliance