ألمانيا تقرر التبرع بكل إمداداتها من لقاحات أسترازينيكا
٤ أغسطس ٢٠٢١
أعلنت ألمانيا أنه من الآن وحتى إشعار آخر، سيتم التبرع بجميع إمداداتها من لقاحات "استرازيينكا" القادمة من الشركة المصنعة لمبادرة المساعدات الدولية "كوفاكس". في المقابل رفضت واشنطن دعوات أممية للتخلي عن الجرعات المعززة.
إعلان
أطلقت ألمانيا أول دفعة من جرعات لقاح مضادة لفيروس كورونا التي تتبرع بها لدول أخرى في حاجة ماسة لها. وأعلنت وزارة الصحة الأربعاء (الرابع من أغسطس/ آب 2021) أنه من الآن وحتى إشعار آخر، سيتم التبرع بجميع الإمدادات القادمة من الشركة المصنعة للقاح "أسترازينيكا" لمبادرة المساعدات الدولية "كوفاكس".
وفي الخطوة الأولى، تم توجيه أقل بقليل من 1.3 مليون جرعة مباشرة إلى "كوفاكس"، وفقاً للتقرير، ولن تصل أي شحنات أخرى إلى ألمانيا. وبالإضافة إلى ذلك، ستتخلى الحكومة الألمانية عن جرعات من شركة جونسون آند جونسون، التي يحق لألمانيا الحصول عليها بموجب عقود الاتحاد الأوروبي في أغسطس/ آب لصالح دول الاتحاد الأوروبي الأخرى التي تحتاج إليها.
واعتماداً على الطلب في ألمانيا، سيتم تسليم الكمية المتفق عليها تعاقدياً في وقت لاحق، أو يمكن بعد ذلك تسليمها إلى دول أخرى.
وقال وزير الصحة، ينس شبان، في مقابلة مع المجموعة الإعلامية الألمانية (آر إن دي): "من مصلحتنا الوطنية تطعيم العالم، لأن هذه الجائحة لن تنتهي إلا عندما يكون الفيروس تحت السيطرة في جميع أنحاء العالم"، مضيفاً أن ألمانيا تشارك مالياً أيضاً وبصورة كبيرة في "كوفاكس": "الآن وللمرة الأولى، سنمنح كوفاكس أيضاً جرعات اللقاح من عقودنا".
من جهة أخرى، رفض البيت الأبيض الأربعاء دعوة منظمة الصحة العالمية إلى تجميد توزيع جرعات اللقاح المعزِّزة (الثالثة) ضد فيروس كورونا، معتبراً أن الولايات المتحدة "ليست بحاجة" إلى أن تختار ما بين توزيع جرعات معزِّزة أو إرسال هبات إلى الدول الفقيرة.
وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، تعليقاً على طلب منظمة الصحة: "إنه بديل خاطئ .. نعتقد أن بإمكاننا القيام بالأمرين ... لسنا بحاجة إلى أن نختار".
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".