ألمانيا تمنع اليميني المتطرف زيلنر من دخول أراضيها
١٩ مارس ٢٠٢٤
أصدرت سلطات بوتسدام قرارا بحظر دخول الرئيس السابق لحركة الهوية اليمينية المتطرفة في النمسا مارتن زيلنر الأراضي الألمانية وذلك على خلفية محاضرة ألقاها زيلنر في اجتماع عقده يمينيون متشددون بمدينة بوتسدام العام الماضي.
إعلان
أكدت مدينة بوتسدام الألمانية، الثلاثاء (19 مارس/آذار 2024)، أنه تم منع الرئيس السابق لحركة الهوية اليمينية المتطرفة في النمسا مارتن زيلنر من دخول ألمانيا.
وقالت سلطات مدينة بوتسدام وهي عاصمة ولاية براندنبورغ إنها استصدرت هذا القرار ضد "مواطن من الاتحاد الأوروبي"؛ وهو القرار الذي يمكن لزيلنر أن يطعن عليه. يأتي هذا القرار على خلفية محاضرة ألقاها زيلنر في اجتماع عقده يمينيون متشددون في فيلا بمدينة بوتسدام في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وكشف زيلنر أنه تحدث هناك عما يسمى بـ "إعادة الهجرة"، وقال إنه يفهم من هذا المصطلح أنه يعني ترحيل جماعي من ألمانيا لأشخاص ينحدرون من أصول أجنبية بما في ذلك أيضاً أشخاص يحملون جواز السفر الألماني.
من جانبها، قالت متحدثة باسم سلطات المدينة:" لا نستطيع التعليق على الإجراءات الخاصة بالأشخاص. ومع ذلك، يمكننا تأكيد أن العاصمة الإقليمية بوتسدام قامت بإرسال قرار إلى أحد مواطني الاتحاد الأوروبي لتنفيذ قانون حرية التنقل/ الاتحاد الأوروبي بخصوص تحديد فقدان حقوق حرية التنقل في جمهورية ألمانيا الاتحادية."
وأضافت المتحدثة أن القرار يمكن تنفيذه على الفور - مما يعني أن "حظر الدخول يسري على الفور من حيث المبدأ"، مشيرة إلى أنه في حال كان الشخص المعني مقيما حاليا في ألمانيا، فإن عليه مغادرتها في غضون شهر واحد. وتابعت أن الشخص المعني يمكن له مع ذلك الطعن على القرار بشأن فقدان الحق في حرية التنقل وكذلك ضد التنفيذ الفوري للقرار.
مسائيةDW: اليمين المتطرف في ألمانيا: خطة سرية لطرد المهاجرين
12:56
وعلق عمدة بوتسدام، ميكه شوبرت، على هذا الإجراء قائلاً: "يجب أن نظهر أن الدولة ليست عاجزة وأنها تستخدم أدواتها المشروعة. كانت المظاهرات والمسيرة (المناوئة للتطرف اليميني) بمثابة علامة مهمة. نحن نوضح أن الديمقراطية منيعة. يجب على المؤسسات استخدام وسائلها من أجل حماية الحقوق الأساسية والدستور."
يذكر أن السلطات المحلية في ألمانيا هي المسؤولة في المقام الأول عن إجراء منع أشخاص من دخول الأراضي الألمانية، وفي هذه الحالة تتولى السلطة المحلية للهجرة والأجانب المسؤولية عن هذا الأمر.
ويجب تنفيذ حظر الدخول الذي ينطبق على مستوى البلاد، ويتم ذلك على سبيل المثال عن طريق الشرطة الاتحادية في إطار ما تقوم به من إجراءات تفتيش عند الحدود.
يشار إلى أنه بعد دخول شخص ما إلى ألمانيا يمكن ترحيله إذا صدر بحقه قرار بحظر الدخول والإقامة. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الدخول على الرغم من وجود مثل هذا القرار، جريمة قد تترتب عليها عواقب جنائية.
ع.ح/ف.ي (د.ب.أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)