تتجه الأنظار إلى مبنى البوندستاغ إذ من المقرر أن تنتخب الجمعية الاتحادية الأحد رئيسا جديدا لألمانيا خلفا للرئيس المنتهية ولايته يواخيم غاوك. ويحظى وزير الخارجية السابق شتاينماير بأغلبية كبيرة تجعل انتخابه في حكم المؤكد.
إعلان
ردود أفعال شعبية على ترشيح شتاينماير لرئاسة ألمانيا
00:38
بات انتخاب فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني السابق رئيسا لألمانيا في حكم المؤكد الأحد (12 شباط/ فبراير 2017) خلفا للرئيس المنتهية ولايته يواخيم غاوك. وبالرغم من ذلك فإن هناك بعض الأخذ والرد في أوساط الجمعية الاتحادية الألمانية (الهيئة الناخبة لرئيس البلاد) قبيل إتمام انتخاب المرشح لهذا المنصب الرفيع.
وعلى الرغم من رجحان كفة شتاينماير، لأنه مرشح مشترك للحزب الاشتراكي الديمقراطي والتحالف المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، إلا أن هناك من يردد بأن بعض ناخبي الجمعية من التحالف المسيحي يعتزمون عدم التصويت لصالح شتاينماير في الاقتراع السري. لكن حتى لو حدث هذا، فإنه لن يغير في الواقع كثيرا لأن رئيس الدبلوماسية الألمانية السابق يحظى بتأييد كبير جدا.
والتقت الكتل البرلمانية الممثلة للأحزاب في البرلمان الألماني (بوندستاغ) اليوم بصورة منفصلة بعضها عن بعض قبل انعقاد الجمعية الاتحادية غدا الأحد لانتخاب رئيس اتحادي جديد للبلاد. كما كان شتاينماير ضيفا على بعض الكتل إذ أكد قادة الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل تأييدهم لشتاينماير.
كما أعطى حزبا الخضر والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) المعارضان، موافقتهما على اختيار شتاينماير. كما سعت شخصيات سياسية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه شتاينماير إلى كسب الدعم له في اللحظات الأخيرة، إلا أن عملية دعائية قام بها فرع الحزب في برلين أثارت استياء عدد من أعضاء التحالف المسيحي.
فقد نشر فرع الحزب في برلين تغريدة تتحدث عن الرئيس الاشتراكي الديمقراطي شتاينماير قبل انتخابه رسميا، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من السياسيين كما أثار لغطا واسعا في ألمانيا. وعلى الفور سارع فرع الحزب في برلين إلى تقديم اعتذاره في تغريدة جديدة، معترفا بأن طريقته في دعم شتاينماير لم تكن موفقة.
وأشار وزير العدل الألماني هايكو ماس (العضو البارز في الحزب الاشتراكي الديمقراطي) في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): إلى أن "شتاينماير هو شخص يبث الشجاعة ويدعم المصالحة، ويثق الناس فيه". كما قالت وزيرة الأسرة والنائبة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي مانويلا شفيزيغ إن شتاينماير سيمثل ألمانيا في الخارج "بصوت قوي ويحفظ على شعبنا في الداخل وحدته".
ويتقدم إلى جانب شتاينماير أربعة مرشحين آخرين للمنصب من حزب اليسار وحزب البديل من أجل ألمانيا والناخبون الأحرار والقراصنة، إلا أنه لا توجد فرصة حقيقية أمام هؤلاء. وباعتبار أن فوز شتاينماير بات في حكم المؤكد، يسود نوع من الترقب بشأن نتيجة الانتخابات، التي يشارك فيها 1260 عضوا هم مجموع أعضاء الجمعية الاتحادية، وبشأن عدد المؤيدين والمعارضين له في الجولة الأولى.
يشار إلى أن الجمعية الاتحادية، وهي الهيئة الناخبة لمن يحتل أرفع منصب شرفي في البلاد (رئيس الدولة)، تتألف من من نواب البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) وعدد مماثل من الأعضاء تنتخبهم برلمانات الولايات. ويصل عدد ناخبي الجمعية في هذه الدورة 1260 ناخبا.
أ.ح/ ع.م (د ب أ)
الرئيس يواخيم غاوك ـ محطات حياة حافلة
لا يرغب الرئيس الألماني يواخيم غاوك في الترشح لولاية ثانية. وستستمر ولايته الحالية لتسعة أشهر. ويشكل هذا المنصب لخمس سنوات أعلى منصب في الدولة. وستعقد "الجمعية الاتحادية" جلستها في فبراير المقبل لانتخاب رئيس جديد.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Macdougall
تولى يواخيم غاوك إدارة وثائق جهاز المخابرات لألمانيا الشرقية سابقا (ستازي) وحتى الآن يطلق على تلك الإدارة إسم " إدارة غاوك". قبل ذلك تم انتخابه عام 1990 كناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في مجلس الشعب الأخير لجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس الألماني هورست كولر عام 2010 من منصبه، اقترح الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر يواخيم غاوك كمرشح لمنصب الرئاسة. وصنفته وسائل الإعلام آنذاك كمرشح الشعب. لكن الجمعية الاتحادية صوتت في الدورة الثالثة لصالح كريستيان فولف مرشح الحزبين المسيحي والليبرالي لمنصب الرئاسة الإتحادية.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مرور نحو ثلاث سنوات استقال الرئيس كرستيان فولف، واقترحت أحزاب المعارضة مجددا غاوك لشغل منصب الرئاسة، وهذه المرة بدعم من الحكومة. وكشف استطلاع قبل تصويت الجمعية الاتحادية أن نسبة 69 في المائة تساند ترشيح غاوك. وكانت النتيجة في 18 مارس 2012 أكثر وضوحا، حيث حصل غاوك على 991 صوت من مجموع 1228.
صورة من: picture-alliance/dpa
بموجب القانون الأساسي يتمتع الرئيس الاتحادي باستقلالية عن السلطات الحكومية. غاوك هو أول رئيس في هذا المنصب الذي لم ترافقه عقيلته في المناسبات الرسمية، بل رفيقة حياته دانييلا شات، والتي ارتبط بها منذ عام 2000. قبل 25 عاما انفصل غاوك عن زوجته غيلهيلد غاوك التي أنجبت له أربعة أطفال.
صورة من: Picture-alliance/dpa/W. Kumm
الموضوع المحوري المفضل لدى غاوك هو الحرية. ويعتبر منتقدوه بأنه يتحدث عن ذلك في صياغة ساذجة مناهضة للشيوعية، في حين يرى آخرون أن تمجيده للحرية يعبر عن مناصرة للرشد: فالحرية لا تعني بالضرورة السعادة أو الفرحة، بل هي مسؤولية واقعية لاتنطلق من أشكال سلطة الدولة فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
كممثل لجمهورية ألمانيا الاتحادية قام يواخيم غاوك بزيارة العديد من البلدان كما قابل رؤساء الدول والحكومات وغيرهم. ولم يلتزم غاوك دوما بالتحفظ الدبلوماسي: ففي تركيا انتقد حكومة رئيس الوزراء اردوغان مطلع 2014 واعتبر أنه ينهج توجها رقابيا وتأثيرا قضائيا وأسلوبا متسلطا.
صورة من: Reuters
في مارس 2016 تحدث غاوك أمام طلبة جامعة شنغاي عن تأثيرات انعدام الثقة بين الدولة والمواطنين، مشيرا إلى ضرورة حصول أية حكومة على الشرعية من خلال الانتخابات الحرة. ولم يأخذ ذلك من حفيظة الحكومة الصينية، لأن غاوك تحدث عن تجربة ألمانيا الشرقية سابقا، حيث إنه ينحدر منها.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
بعد مرور شهرين على زيارته لتركيا 2014 حيث تفقد أيضا مخيما للاجئين على الحدود مع سوريا، لفت غاوك الانتباه إلى العدد المتزايد من اللاجئين الفارين عبر البحر ودعا إلى ضرورة التحرك والتضامن مع الشركاء الأوروبيين لتحقيق ما يمكن تحقيقه سياسيا على أرض الواقع. بعد 14 شهرا أكدت المستشارة أنغيلا ميركل مقولتها في هذا الشأن: "سننجح في ذلك".
صورة من: picture alliance/AA
بإعلانه أنه لن يترشح لولاية رئاسية ثانية عام2017 أطلق الرئيس يواخيم غاوك جدلا حول هوية الرئيس المقبل. غاوك برر قراره بأن سنه المتقدم لم يعد يسمح له بتقديم "الطاقة والحيوية" المطلوبتين في مثل هذا المنصب. لمنصب الرئيس في ألمانيا الاتحادية صبغة فخرية ومعنوية، غير أن غاوك لم يتردد في إعلان مواقفه في السياسات الداخلية، مثل دعم استقبال اللاجئين أو التأكيد على المسؤوليات التاريخية للبلاد.