ألمانيا تنتخب ـ فوز ميركل مرجح و"البديل" قد يحقق مفاجأة
٢٣ سبتمبر ٢٠١٧
فيما تشير كل استطلاعات الرأي إلى أن فوز المستشارة ميركل بولاية رابعة شبه مؤكد، فإن المفاجأة قد تكون النسبة التي سيحصل عليها اليمين الشعبوي. فمعظم استطلاعات الرأي تضع "حزب البديل من أجل ألمانيا" في المركز الثالث.
إعلان
يتوجه الناخبون الألمان الأحد (24 أيلول/ سبتمبر 2017) إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس النواب الجديد "بوندستاغ" ومن ثم تحديد ملامح الحياة السياسية خلال الأعوام الأربعة المقبلة. ودعت السلطات الألمانية حوالي 61.5 مليون مواطن ألماني، منهم أكثر من مليون ونصف مليون مسلم، إلى الإدلاء بأصواتهم. وبالفعل قام عدد كبير من المواطنين بالإدلاء بأصواتهم عن طريق الخطابات البريدية.
وتستعد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للفوز بفترة رابعة، فيما حث منافسها مارتن شولتس، الذي يمثل يسار الوسط أنصاره على مواصلة النضال من أجل كسب أصوات في الوقت الذي لم يحسم فيه ثلث الناخبين موقفهم.
فحسب استطلاعات الرأي فإن فوز حزب ميركل (المسيحي الديمقراطي) في هذه الانتخابات شبه مؤكد. لكن الأوساط السياسية والصحفية تترقب بصفة خاصة حصيلة الأصوات التي سيحصل عليها "حزب البديل من أجل ألمانيا" حيث يتوقع أن تكون هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الحزب اليميني الشعبوي إلى قاعة البرلمان.
ومن المقرر أن يجتمع البرلمان الجديد بعد 30 يوما على انتخابه، أما قرار تشكيل الحكومة الجديدة فيصدر بعد عدة أسابيع وربما عدة أشهر. ومن بين التكهنات تكوين ائتلاف كبير في ألمانيا في الفترة المقبلة أي يجمع بين الحزبين الكبيرين وهما حزب ميركل (الاتحاد المسيحي الديمقراطي) والحزب الاشتراكي الديمقراطي كما هو الحال الآن.
كما يتوقع المراقبون أن يتشكل ائتلاف يطلق عليه ائتلاف جامايكا (نسبة إلى علم جامايكا) الذي يضم ألوانا تجمع بين رايات كل من حزب ميركل والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) وحزب الخضر (الأسود - الأصفر - الأخضر). وفي كلتا الحالتين تظل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في منصبها.
وتبين الاستطلاعات الأخيرة أن حزب ميركل سيحقق بين 34 إلى 36 % من أصوات الناخبين، بينما تتوقع حصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي على ما بين 21 إلى 22 % من الأصوات . كما تبين الاستطلاعات أن حزب البديل من أجل ألمانيا سيحقق على الأرجح ما بين 11 إلى 13 % ليصبح ثالث قوة في البرلمان الألماني.
أما حزب اليسار المعارض فيتوقع أن يحتل المرتبة الرابعة بما نسبته ما بين 9.5% من الأصوات إلى 11 %، والحزب الديمقراطي الحر ما بين 9 إلى 5ر9 % من أصوات الناخبين. أما الخضر فيرجح أن يحصلوا على ما بين 7 إلى 8% من أصوات الناخبين الألمان.
وكان حزب ميركل قد حقق في انتخابات 2013 نسبة 41.5 % والحزب الاشتراكي الديمقراطي 25.7% واليسار 8.6 من أصوات الألمان، بينما حقق الخضر نسبة 8.4%. فيما أخفق كل من الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) والبديل من أجل ألمانيا في تخطي حاجز الخمسة بالمائة اللازمة كحد أدنى لدخول البرلمان في عام 2013، حيث حصل كل منهما على 4.8% و4.7% على التوالي.
أ.ح (د ب أ، رويترز)
كيف تمول الأحزاب الألمانية حملاتها الانتخابية؟
لوحات الدعاية للمرشحين في الشوارع والمؤتمرات الانتخابية والشرح المفصل لبرامج الأحزاب، كلها أمور تكلف الأحزاب مبالغ طائلة. فمن أين تأتي الأحزاب الألمانية بالمال اللازم لتمويل حملاتها الانتخابية؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
اعتماد كبير على التبرعات
تلعب التبرعات –بالإضافة لدعم الدولة الذي تحصل عليه جميع الأحزاب الأخرى- دوراً مهماً في تمويل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل. وبلغت التبرعات التي حصل عليها الحزب في عام 2017 وحده، أكثر من مليوني يورو. أما تكاليف الحملة الانتخابية للحزب لانتخابات 2017 فقدرت بنحو 20 مليون يورو، وفقا لبيانات الحزب نفسه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
سرية تكاليف الحملة الانتخابية
أما حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي (الحزب البافاري)، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي، والذي يشكل معه ما يعرف بـ"الاتحاد المسيحي"، فلم يكشف عن تكلفة حملته الانتخابية لأسباب استراتيجية داخله. لكن توقعات الخبراء، التي تعتمد على حملة الحزب الأخيرة في عام 2013، تشير إلى أن تكلفة الحملة الانتخابية هذا العام تقدر بنحو تسعة ملايين يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
الحزب الاشتراكي يكسب أموالاً بنفسه
تكلفة الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال انتخابات عام 2013، تفوقت على كافة الأحزاب الأخرى وبلغت تحديداً 23 مليون يورو. وارتفعت إلى 24 مليون يورو خلال الحملة الانتخابية الحالية. وبدلا من الاعتماد بشكل كبير على التبرعات، يكسب الحزب الاشتراكي بنفسه أموالاً من خلال المشاركة في مؤسسات مختلفة، وهو ما يدر على الحزب سنوياً نحو مليوني يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
اعتماد أساسي على التبرعات
الحزب الديمقراطي الحر هو الآخر يعتمد بشكل كبير على التبرعات مثل الحزب المسيحي الديمقراطي، وتلقى الحزب خلال العام الجاري وحده، أكثر من 1.5 مليون يورو من كبار المتبرعين. ورغم قلة ميزانية الحملة الانتخابية للحزب مقارنة بالأحزاب الأخرى، والتي بلغت نحو خمسة ملايين يورو، إلا أن حملة الحزب هذا العام جذبت الاهتمام بشكل واضح.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Gollnow
حملة انتخابية بأقل تكلفة ممكنة
ميزانية الحملة الانتخابية لحزب الخضر كانت ضئيلة أيضا مقارنة بأحزاب أخرى، إذ بلغت هذا العام، بناء على أقوال الحزب ذاته، نحو 5.5 مليون يورو، مقارنة بنحو خمسة ملايين يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: picture alliance / dpa
أعضاء الحزب يمولون حملته الانتخابية
اختلاف واضح في طريقة تمويل حزب "اليسار"، الذي لا يعتمد على التبرعات وإنما على مساهمات الأعضاء، والتي تشكل نحو 34 بالمئة من مصادر دخل الحزب. وأنفق "اليسار" نحو 6.5 مليون يورو على الحملة الانتخابية لهذا العام، مقارنة بنحو 4.5 مليون يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: DW/P. Böll
حيلة مذهلة- بيع الذهب لأجل المال!
ابتكر حزب البديل من أجل ألمانيا، طريقة جديدة لتمويل نفسه، تعتمد على بيع الذهب للأعضاء بالحزب؛ بحجة أن الذهب أكثر أمناً من اليورو، الذي يعارضه الحزب أصلاً. وحصل الحزب من خلال عمليات البيع – التي تم منعها مؤخراً- على نحو مليوني يورو، تستخدم في تمويل الحملة الانتخابية، التي تشير تقديرات إلى أنها بلغت نحو ثلاثة ملايين يورو.
صورة من: DW/M. Sileshi Siyoum
تبرع غير مباشر
في الوقت نفسه يحقق الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، مكاسب أيضا من خلال "الرعاية". فعن طريقها تحصل أحزاب على دعم مالي من شركات ومؤسسات، يتمثل في توفير مساحات للوحات الدعاية والإعلان للحزب. ينتقد الكثيرون غياب الشفافية في هذه الطريقة. ويتخلى حزب "اليسار" تماماً عن فكرة "الرعاية"، التي تلعب دورا محدودا بالنسبة لأحزاب أخرى مثل الخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي).
صورة من: picture-alliance/F. May
مبلغ مقابل كل صوت!
تشارك الدولة أيضا في تمويل الحملات الانتخابية، لكن بعد انتهاء الانتخابات، إذ يحصل كل حزب على مبلغ معين (83 سنتاً) مقابل كل صوت يحصل عليه في الانتخابات. وهي طريقة يمكن للأحزاب من خلالها تعويض تكلفة الحملات الانتخابية. اعداد: تابيا برونته/ ابتسام فوزي