ألمانيا تندد بإلغاء مشاركة مايسترو إسرائيلي في مهرجان بلجيكي
صلاح شرارة د ب أ
١٢ سبتمبر ٢٠٢٥
بعدما ألغى مهرجان بلجيكي عرضًا لأوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية بقيادة المايسترو الإسرائيلي لاهاف شاني، احتجت الحكومة الألمانية لدى الحكومة البلجيكية على تلك الخطوة، التي شجبها أيضا مسؤولون إسرائيليون ويهود ألمانيا.
برر منظمو المهرجان إلغاء دعوة شاني بعدم قدرتهم على تقديم "توضيح كافٍ بشأن موقفه" من الحكومة الإسرائيلية، رغم اعترافهم بأن شاني "دافع عن السلام والمصالحة مرات عدة". صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
إعلان
في مشهد يعكس التوتر بين الفن والسياسة، ألغى مهرجان فلاندرز الموسيقي في مدينة غنت البلجيكية عرضًا لأوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية بقيادة المايسترو الإسرائيلي لاهاف شاني، ما أثار موجة من الانتقادات الحادة وردود فعل رسمية من ألمانيا وإسرائيل، وسط اتهامات بمعاداة السامية وتقييد لحرية الفن.
وكان من المقرر أن تعزف أوركسترا ميونيخ الفيلهارمونية يوم 18 سبتمبر/أيلول في مهرجان فلاندرز بمدينة غنت البلجيكية، قبل أن يتم إلغاء دعوتها الأربعاء الماضي بسبب شاني، الذي سيتولى قيادة أوركسترا ميونيخ رسميًا في موسم 2026/2027، ويشغل حاليًا منصب المدير الموسيقي للأوركسترا الفيلهارمونية الإسرائيلية.
وبرر منظمو المهرجان الإلغاء بعدم قدرتهم على تقديم "توضيح كافٍ بشأن موقفه" من الحكومة الإسرائيلية على خلفية الحرب في قطاع غزة، مؤكدين أنهم يفضلون التعاون مع شركاء "ينأون بأنفسهم بشكل قاطع عن ذلك النظام"، رغم اعترافهم بأن شاني "دافع عن السلام والمصالحة مرات عدة".
أوركسترا برلين الفيلهارمونية تنظم حفلًا موسيقيًا للسلام
02:49
This browser does not support the video element.
تصريحات غاضبة من ألمانيا وإسرائيل
ومن جانبه وصف وزير الدولة الألمانية للثقافة، فولفرام فايمر، القرار بأنه "يُذكرنا بأحلك عصور القرن العشرين"، مضيفًا حسبما نقل موقع "دويتشلاند فونك": "لو انتشر هذا الشكل من معاداة السامية، لكانت نهاية عصر التنوير في أوروبا قد حلت".
وصرح الوزير فايمر، لقناة "فيلت" التلفزيونية بأنه وجّه رسالة إلى نظيره البلجيكي وقال إن الحكومة الألمانية لا تقبل بما حدث هناك.
وكان فايمر قد سبق واعتبر أن ما حدث "عار على أوروبا" ويمثل "مقاطعة ثقافية تحت ستار انتقاد إسرائيل.
ومن جهته، أدان سفير إسرائيل لدى ألمانيا، رون بروسور، الخطوة واعتبرها "معاداة خالصة للسامية"، قائلاً: "المايسترو من إسرائيل هو الوحيد الذي يتم إقصاؤه – هذه معاداة خالصة للسامية"، وأضاف أن "الهجوم على الحرية الفنية يتم التستر عليه باسم انتقاد إسرائيل".
إعلان
انتقادات من المجلس اليهودي وخارجية بلجيكا
وبدوره، اعتبر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوزف شوستر، الإلغاء "هجومًا على القيم الديمقراطية والتنوع الثقافي"، وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "من يستبعد فنانًا بسبب جنسيته أو ديانته اليهودية، فإنه يدوس على قيم نظامنا الديمقراطي الحر".
أمّا وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفو، فقد وصف القرار بأنه "مبالغ فيه"، مشددًا على ضرورة عدم الخلط بين المجتمع اليهودي وسياسات الحكومة الإسرائيلية.
السفارة الألمانية تنهي تعاونها مع مهرجان فلاندرز
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أنهت السفارة الألمانية في بلجيكا تعاونها مع مهرجان فلاندرز. وقالت متحدثة باسم السفارة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه تم سحب شعار السفارة من موقع المهرجان الإلكتروني، وإزالة الإشارات إلى الحفلات من قنوات السفارة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان السفير الألماني في بلجيكا، مارتن كوتهاوس، قد انتقد قرار إلغاء الحفل في منشور على منصة "إكس"، وكتب الدبلوماسي الألماني أن"القرار والتبرير غير مفهومين". وأوضحت المتحدثة باسم السفارة أن التعاون السابق مع المهرجان اقتصر أساسا على الترويج للحفلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إ. ف.
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.. سلسلة طويلة من محاولات تحقيق السلام
تسعى الدول العربية لوضع خطة واقعية لمستقبل غزة في مواجهة ترامب الذي يدعو لطرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. جولة مع أبرز مبادرات السلام منذ حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيناء وغزة.
صورة من: Oded Balilty/AP Photo/picture alliance/dpa
1967 - قرار مجلس الأمن رقم 242
في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في حزيران/ يونيو 1967 وأسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قراره رقم 242. ودعا القرار إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع في الآونة الأخيرة" مقابل احترام جميع الدول لسيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها واستقلالها.
صورة من: Getty Images/Keystone
اتفاقية كامب ديفيد - 1978
اتفقت إسرائيل ومصر على إطار عمل ضمن اتفاقية كامب ديفيد أدى في 1979 إلى معاهدة برعاية الولايات المتحدة تلزم إسرائيل بالانسحاب من سيناء. وكانت هذه أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
مؤتمر مدريد للسلام - 1991
حضر ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرا للسلام بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات مهمة، لكن المؤتمر فتح الباب أمام إمكانية اتصالات مباشرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Hollander
اتفاقات أوسلو - 1993-1995
توصلت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق في محادثات سرية بالنرويج بشأن اتفاق سلام مؤقت يعترف فيه كل طرف بحقوق الآخر. ودعا الاتفاق إلى انتخابات فلسطينية وحكم ذاتي لمدة خمس سنوات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ومفاوضات لتسوية دائمة. تعتبر اتفاقية أوسلو التي تمَ توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أوَّل اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
اتفاق إسرائيل والأردن - 1994
أصبح الأردن ثاني بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية، وانتشرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على نطاق واسع في الأردن.
صورة من: Wilfredo Lee/AP Photo/picture alliance
قمة كامب ديفيد - 2000
في هذه القمة تباحث الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات. وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 تموز/ يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن القمة انتهت بدون اتفاق. واندلعت انتفاضة فلسطينية أخرى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 ولم تتوقف فعليا إلا في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة عقد في قمة شرم الشيخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
مبادرة السلام العربية - 2002
في عام 2002 قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام مدعومة من جامعة الدول العربية، تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتأسيس دولة فلسطينية. مقابل ذلك، تعرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
صورة من: Courtney Kealy/Getty Images
قمة أنابوليس – 2007
فشل الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق في قمة أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي عُقد في الولايات المتحدة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، ورغم المساعي الكبيرة للتوصل إلى اتفاقية سلام وإحياء خارطة الطريق بهدف قيام دولة فلسطينية، إلا أنه لم يكلل بالنجاح، لتندلع بعدها حرب غزة في 2008.
صورة من: AP
اتفاقيات أبراهام - 2020
اتفق زعماء إسرائيل والإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر 2020. وفي الشهر التالي، أعلنت إسرائيل والسودان أنهما ستطبعان العلاقات، وأقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. سميت اتفاقيات أبراهام بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، للإحالة إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسلمين.