ألمانيا تندد بمنع زيارة نواب الى قاعدة عسكرية في تركيا
١٥ مايو ٢٠١٧
عقب الحظر الجديد الذي فرضته تركيا على زيارة نواب من البرلمان الألماني للجنود الألمان في قاعدة "إنجرليك" الجوية التركية، تدرس برلين سحب قواتها المتمركزة هناك.
إعلان
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر اليوم الاثنين (15 مايو/أبريل 2017) إن الحكومة الألمانية لن تقبل مطلقا بعدم تمكن نواب من البرلمان الألماني من زيارة قوات الجيش الألماني، وأضاف: "في ظل هذا الوضع يتعين علينا أن نفكر كيف ستسير الأمور".
وبحسب بيانات شيفر، يعتزم وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل العمل على تهدئة الخلاف خلال زيارته المنتظرة للولايات المتحدة بعد غد الأربعاء. ومن المخطط إجراء محادثات بين ممثلي التحالف الدولي لمكافحة "داعش" على هامش الزيارة. فيما ألمحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال حوار صحفي عقدته ظهر الاثنين مع رفيق حزبها أرمين لاشيت الفائز في الانتخابات المحلية يوم أمس الأحد في ولاية رينانيا ويستفاليا، أنه من غير المستبعد أن يتم نقل هذه القوات إلى الأردن.
وكان ممثلو لجنة لشؤون الدفاع يخططون لزيارة الجنود الألمان في إنجرليك غدا الثلاثاء، وتم الإعلان عن هذه الزيارة قبل أسابيع.
وانتقدت الخارجية الألمانية بشدة التحرك التركي واصفة الحظر الجديد الصادر عن أنقرة بأنه "أمر غير مقبول تماما". ودعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في حكومة الائتلاف الكبير، إلى جانب حزب اليسار (معارضة) إلى سحب فوري للقوات الألمانية من القاعدة التركية. وصرح رئيس الكتلة النيابية عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي لشؤون الدفاع، فولفغانغ هيمليش للوكالة الفرنسية أنه "الآن سيتم تطبيق استعدادات فعلية باتجاه سحب القوات" من تركيا.
ويتعين أن يوافق البرلمان الألماني (بوندستاغ) على كافة المهام الخارجية المسلحة التي يقوم بها الجيش الألماني بتكليف من الحكومة، لذلك تتمسك الحكومة الألمانية والبرلمان بحق نواب البرلمان في زيارة الجنود في تلك المهام.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني يشارك في المهمة الدولية لمكافحة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق بست طائرات استطلاع من طراز "تورنادو" وطائرة تزود بالوقود انطلاقا من قاعدة "إنجرليك". ويوجد بالقاعدة نحو 260 جنديا ألمانيا.
وكانت تركيا رفضت العام الماضي زيارة نواب من البرلمان الألماني للجنود في قاعدة إنجرليك، وذلك في أعقاب تصويت البرلمان الألماني لصالح قرار يصنف الجرائم التي ارتكبت في حق الأرمن إبان الدولة العثمانية على أنها "إبادة جماعية". وسمحت تركيا بعد ذلك للنواب بالزيارة.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ، ا ف ب)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.