أكدت الحكومة الألمانية عدم وجود مخاطر مباشرة على البلاد في الوقت الحالي جراء ظهور مرض أنفلونزا الخنازير في المكسيك. وشدد كلاوس فاتر المتحدث باسم وزارة الصحة الألمانية اليوم الاثنين (27 ابريل/ نيسان 2009) في برلين على عدم وجود خطورة مباشرة على ألمانيا، مؤكدا على أن السلطات المعنية اتخذت مجموعة من الإجراءات الوقائية، من بينها توزيع كتيبات في المطارات تحتوي على مجموعة من التعليمات الخاصة بتجنب المرض ودرء مخاطره.

أول حالة إصابة أوروبية ظهرت في أسبانيا

وكانت هناك حالة اشتباه واحدة في ألمانيا، لكن الإصابة بالفيروس لم تتأكد. من ناحية أخرى أكد خبراء ألمان أنه من غير المستبعد ظهور الفيروس في ألمانيا. وقال ميشائيل بفلايدرير خبير الفيروسات في معهد باول ايرليش في تصريحات إذاعية اليوم: "أعتقد أنه من الممكن أن نرى الفيروس عندنا قريبا"، غير أنه حذر في الوقت نفسه من الهلع مؤكدا أن الأمر يتعلق بمخاطر صحية عالمية. جدير بالذكر أن اسبانيا أول دولة في أوروبا تؤكد ظهور حالة اصابة بانفلونزا الخنازير عندما اكتشف رجل عاد من رحلة بالمكسيك الاسبوع الماضي اصابته بفيروس H1N1 المسبب للانفلونزا، ولكن حالته ليست خطيرة.

في الوقت نفسه أكد خبراء عدم وجود لقاحات للحماية من فيروس أنفلونزا الخنازير حتى الآن، لكنهم أشاروا إلى أن الأبحاث جارية في الوقت الحالي لمعرفة ما إذا كانت اللقاحات الموجودة بالفعل والمستخدمة للحماية من الفيروس قد تكون فعالة في التصدي له.

تحذيرات أوروبية من السفر إلى المكسيك والولايات المتحدة

وبالرغم من حث المفوضة الأوروبية لشؤون الصحة اندرولا فاسيليو المواطنين الأوروبيين إلى تجنب السفر إلى المكسيك وأمريكا من أجل تقليل احتمال الاصابة بالانفلونزا، أكدت الخارجية الألمانية أنها مازالت لا ترى مبررا للتحذير من السفر للمكسيك بعد أنباء عن انتشار أنفلونزا الخنازير هناك.

وأعلن متحدث باسم الوزارة اليوم الاثنين في برلين أنها ستتابع تطور الوضع في المكسيك باهتمام وبالتنسيق مع المؤسسات المعنية مثل معهد روبرت كوخ الألماني لشئون الصحة. كما أنها ستصدر تحذيرات من السفر إلى المكسيك إذا رأت أن الأمر يستدعي ذلك.

الوضع في أمريكا والمكسيك

وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد قال اليوم الاثنين إن المسؤولين الأمريكيين يتابعون عن كثب حالات الإصابة بانفلونزا الخنازير في البلاد. وقال اوباما في اجتماع للاكاديمية الوطنية للعلوم: "هذا بالتأكيد سبب للقلق ويتطلب حالة تأهب مشددة. لكنه ليس مدعاة للخوف".

وأودت الانفلونزا حتى الآن بحياة 103 أشخاص في المكسيك وانتشرت إلى امريكا الشمالية وأوروبا. ولم تقع حتى الآن حالات وفاة خارج المكسيك، لكن المخاوف من انتشار المرض اشتدت بسبب قدرته على الانتقال بسرعة بين البشر.

وأعلن المسؤولون الأمريكيون عن خطوات لصرف بعض المخزونات الأمريكية من عقاري تاميفلو وريلينزا المضادين للانفلونزا. كما أوصوا بأن تخطط السلطات المحلية لاحتمال إغلاق المدارس. وفي المكسيك مركز تفشي الفيروس تباطأت وتيرة الحياة بصورة كبيرة في المدن حيث أغلقت المدارس وألغيت الاحتفالات بالمناسبات العامة للحد من انتشار المرض. وقضى الكثير من الأشخاص في العاصمة العطلة الأسبوعية في منازلهم أو ارتدوا أقنعة طبية زرقاء اللون وزعها جنود مكسيكيون في شاحنات حتى يتمكنوا من السير في الشوارع التي سادها الهدوء المريب. وتفكر سلطات المدينة في إيقاف حركة النقل العام.

هـ ع ا/د ب ا/رويترز/ا ف ب

تحرير: ابراهيم محمد