ألمانيا تواصل تصدير الأسلحة لدول متورطة في النزاع الليبي
١٧ مايو ٢٠٢٠
أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية، أنه منذ استضافتها القمة المتعلقة بليبيا قبل أشهر، وافقت الحكومة على صفقات أسلحة بمئات الملايين من اليوروهات مع دول متهمة بالتورط في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا.
إعلان
بلغ قيمة صفقات الأسلحة التي وافقت ألمانيا على تصديرها إلى دول تتهم بدعم الأطراف المتحاربة في ليبيا أكثر من 330 مليون يورو، منذ انعقاد مؤتمر دولي بشأن الصراع الليبي قبل أشهر. وقالت وزارة الاقتصاد الألمانية ردا على استفسار من سياسي ألماني، إنه خلال الفترة من 20 كانون الثاني/ يناير إلى الثالث من أيار/ مايو 2020 تمت الموافقة على أسلحة لمصر وحدها بقيمة 308.2 مليون يورو. ووافقت الحكومة أيضا على شحنات أسلحة إلى تركيا بقيمة 15.1 مليون يورو وللإمارات العربية المتحدة بقيمة 7.7 مليون يورو.
واستضافت ألمانيا قمة ليبيا في كانون الثاني/ يناير، وخلال القمة وعدت الدول المشاركة في النزاع بالتوقف عن إمداد الفصائل المتحاربة بالأسلحة والمقاتلين. لكن الأسلحة استمرت في الوصول إلى ليبيا. وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، في حين أن القوات المنافسة لها في شرقي ليبيا بقيادة خليفة حفتر تلقى دعما من روسيا والإمارات ومصر.
ولا تزال المعارك محتدمة بين طرفي النزاع، فميدانيا قالت خدمات الطوارئ في ليبيا إن شخصين لقيا حتفهما اليوم السبت في مركز إيواء نازحين بمنطقة في العاصمة طرابلس تتعرض لقصف قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر الساعية للسيطرة على المدينة. وكان الجيش الوطني الليبي بدأ هجوما على طرابلس منذ 13 شهرا لانتزاع المدينة من حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي إن أربعة أخماس الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال الحرب في ليبيا في الربع الأول من العام الحالي لقوا حتفهم في عمليات للجيش الوطني الليبي المدعوم من الإمارات ومصر وروسيا.
وحققت حكومة الوفاق تقدما على الجيش الوطني الليبي هذا العام بعد حصولها على مساعدة جديدة من تركيا وأخرجته من عدة بلدات غربي طرابلس كما تضغط عليه في ترهونة بالشمال الغربي وفي قاعدة الوطية الجوية.
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Schwinghammer
9 صورة1 | 9
وذكر الجيش الوطني الليبي اليوم السبت أنه دمر طائرة مسيرة تركية في الوطية. وقالت حكومة الوفاق إنها دمرت منظومة مضادة للطائرات مقدمة من روسيا بنفس الموقع رغم نفي متحدث باسم الجيش الوطني لإعلان حكومة الوفاق.
وزاد القتال داخل وحول طرابلس من الظروف الصعبة التي يواجهها السكان الذين شهدوا الأسبوع الماضي انقطاع الكهرباء والمياه لفترات طويلة مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة.