ودعت ألمانيا اليوم المستشار الأسبق هيلموت شميت بمراسم رسمية في هامبورغ بحضور 1800 ضيف من داخل البلاد وخارجها. وبسبب التدابير الأمنية ولم يتمكن سكان هامبورغ من توديع المواطن الشرفي للمدينة إلا بعد انتهاء مراسم التأبين.
إعلان
شيعت ألمانيا اليوم (الاثنين 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) مستشارها الأسبق هيلموت شميت بكنيسة القديس ميشائيل في مدينة هامبورغ شمال البلاد بمشاركة حوالي 1800 ضيف من داخل البلاد وخارجها. وقد أقيمت لشميت مراسم تشييع حاشدة حضرها رئيس الدولة والمستشارة الألمانية يوأخيم غاوك والمستشارة انغيلا ميركل ورئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت، كما حضرها من الخارج صديق شميت لأعوام طويلة، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر الذي ألقى كلمة أيضا بهذه المناسبة.
ومن بين الضيوف أيضا الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان والرئيس الإيطالي الأسبق جيورجيو نابوليتانو. ونظرا لاحتياطات الأمن المشددة لم يتمكن أهل هامبورغ من وداع شميت وهو مواطن شرفي للمدينة الكبيرة إلا بعد انتهاء المراسم الرسمية التي أقامتها الحكومة.
وعزفت الأوركسترا السيمفونى الرسمية في هامبورغ بقيادة كينت ناجانو الجزء الموسيقي من مراسم تشييع شميت، وعقب ذلك رافق حرس الشرف العسكري جثمان شميت.
وحمل الجثمان جنود من الجيش الألماني مروا على تشكيل من رجال حرس الشرف أمام الكنيسة المذكورة إلى أن وضع الجثمان في سيارة رافقتها أيضا فصيلة من حرس الشرف للشرطة الألمانية حيث سارت ببطء نحو مجلس المدينة ثم سارت عبر شوارع المدينة إلى مقابر أولسدورف، حيث يتم حرق الجثة ووضع الرماد في مقبرة العائلة هناك.
وكان شميت أحد أقطاب الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا قد توفي في العاشر من تشرين ثان /نوفمبر الجاري عن عمر ناهز 96 عاما. شغل شميت منصب مستشار ألمانيا خلفا لفيلي برانت في الفترة من 1974 حتى1982.\
ح.ز/ ع.ج.م (د.ب.أ)
هيلموت شميت.. ولع بالسياسة والفنون
عُلقت صورته في بهو مقر المستشارية ببرلين بوصفه مستشار ألمانيا الأسبق. وإضافة إلى ولعه بالتدخين المتواصل فقد عُرف عنه أيضاً حبه الكبير للموسيقى والفنون.
صورة من: picture alliance/Geisler-Fotopress
كان الرصيد المعرفي لهيلموت شميت مبهرا، وتحليلاته لأزمات هذا العالم كانت عميقة، كما أن نظرته للعالم كانت مقياساً يستعان به لكثير من المستمعين والقراء.هيلموت شميت كانت له أيضاً قوة مغناطيسية في معارض الكتب والنقاشات السياسية.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت كان طموحاً، ورفيقته المفضلة هي هانلوره التي نالت دوماً إعجابه وطاب له أن يناديها بـ"لوكي". الاثنان زارا المدرسة في هامبورغ.
صورة من: Ullstein Bild/Sven Simon
في سن مبكرة أجاد هيلموت شميت لعبة الشطرنج، وبات التفكير العميق والاستراتيجي أحد مواطن القوة لديه كسياسي ومستشار. حافظ شميت دوما على هدوء تام حتى في أوقات الأزمات، مثل ما حصل أثناء الفيضانات عام 1962 في هامبورغ.
صورة من: picture-alliance/dpa
تزوج هيلموت شميت رفيقته المحبوبة منذ الصغر هانلوره غلازر. وقبلها بعام أي في 1941 تم استدعاؤه للجيش الى جبهة الشرق. في أبريل/ نيسان 1945 سقط في الأسر البريطاني، وأطلق سراحه في آب/ أغسطس من العام نفسه. وفي 1946 التحق كطالب بالحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: Ullstein Bild/Sven Simon
هيلموت شميت كان يلقي خاطابات نارية منذ أيامه الأولى، كما كان عليه الحال هنا في 1968 في مؤتمر الشبيبة الاشتراكية بفرانكفورت. شميت يتفاعل بحماس مع خصومه السياسيين وأعضاء حزبه.
صورة من: picture-alliance/dpa
كخبير في شؤون السير والجيش اكتسب شميت سمعة كسياسي قدير. في 1961 تولى مسؤولية الشرطة في برلمان هامبورغ. وفي 1962 ادار بتفوق كارثة الفياضانات في شمال ألمانيا ليصبح بعدها سيناتور الشؤون الداخلية في البرلمان. 1964 استدعاه المستشار فيلي برانت ليلتحق بفريق حملته الانتخابية.
صورة من: AFP/Getty Images
كسياسي متحمس كان شميت أيضاً خطيباً بارعاً، عُرف بكلماته الدقيقة والبليغة لإقناع مستمعيه. وكان يهاجم خصمه بقوة واحترام.
صورة من: picture-alliance/dpa
نجم الأفلام هاردي كروغر كان ضيفاً مرحباً به في حفلات المستشار الراحل فيلي برانت. مشهد لهيلموت شميت من عام 1971. كروغر كان يمثل في فيلم حربي شخصية ضابط هرب من معتقل عسكري بريطاني، وهو موضوع حظي باهتمام هلموت شميت.
صورة من: picture-alliance/dpa
البرلمان كان بيته الثاني. هناك في 17 مايو/ أيار من 1974 أدى اليمين كمستشار لألمانيا الاتحادية. لحظة تاريخية في حياة هذا السياسي الذي قلما يترك المجال للاطلاع على مشاعره الشخصية. هنا في الأول من يوليو/ تموز 1999 اجتمع البرلمان الألماني للمرة الأخيرة عندما كان شميت خارج الخدمة.
صورة من: picture-alliance/dpa
خلال زياراته الى الخارج كان شميت دوماً مرفوقاً بعقيلته لوكي. خلال زيارته الى الصين عام 1975 زار قصر الامبراطور في بكين، لأنه كان يحب مع زوجته التعرف على ثقافة البلدان المضيفة.
صورة من: picture alliance / Heinrich Sanden
مستشارو ألمانيا الاتحادية يختارون فنانا يرسم صورة شخصية لهم. المستشار شميت زار خلال عطلة قصيرة الرسام الشهير أوسكار كوكوشكا في سويسرا. وسبق لكوكوشكا أن أبدع صورة شخصية للمستشار كونراد أدناور، غير ان المستشار شميت اختار رساما آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت كان لا يحب البدلات الداكنة، لأن ذلك كان يذكره بلباس الجيش خلال الحكم النازي. وحتى في المناسبات السياسية الرسمية، كما هو الحال هنا في مؤتمر الدول الصناعية السبع الكبرى في البندقية حين كان هيلموت شميت يرتدي بدلة بألوان زاهية، وكانت عقيلته "لوكي" تختار له دوما ربطة العنق.
صورة من: imago/S. Simon
هيلموت شميت كان قادراً على قضاء ساعات مع عقيلته في التفكير في تحريك استراتيجي لأحجار الشطرنج. هذا السياسي كان يعشق الشطرنج كوسيلة للترفيه وكتمرين خالص للعقل. كما أن الاستماع الى الموسيقى كان يشغل حيزاً من أوقات فراغه.
صورة من: picture-alliance/dpa
العزف على البيانو يعني الكثير لهيلموت شميت الذي وجد متنفساً أكبر للاعتناء بهذه الموهبة بعد انسحابه من السياسة وكافة الوظائف الحكومية. خلال حفل موسيقي في زوريخ السويسرية عام 1983 عزف أمام الجمهور على البيانو، وكانت تربطه علاقة صداقة مع عازفين كبار مثل ليونهارد بيرنشتاين ويوستوس فرانتس.
صورة من: picture-alliance/dpa
تقاعد بدون جدل سياسي لا يمكن تصوره بالنسبة الى المستشار الأسبق شميت. في 1983 بدأ يساهم في اصدار الصحيفة الألمانية الشهيرة "دي تسايت". وخلال نقاشات فريق التحرير يطلق العنان لحوارات مبدئية. يعكف منذ مدة على تدوين بعض الكتب والمقالات حول قضايا سياسية راهنة. رأيه يلقى التقدير على مستوى العالم، لاسيما عند فئة الشباب.
صورة من: ullstein bild - Beutner
في بهو مقر المستشارية الألمانية التي يرتادها الزوار نجد صورة شخصية لهيلموت شميت بريشة برنهارد هايزيش، وهو فنان من ألمانيا الشرقية السابقة، وتبدو في الصورة السيجارة التي لم تفارق هيلموت شميت. السياسي شميت من الحزب الاشتراكي الديمقراطي كان مستشاراً لألمانيا بين عامي 1974 و1982.