ألمانيا تودع مستشار "الوحدة" كول وتواريه الثرى في شباير
١ يوليو ٢٠١٧
ودعت ألمانيا مستشار "الوحدة" هيلموت كول الذي حكمها ستة عشر عاما. ووري كول الثرى في بلدة شباير بعد مراسم تأبين "أوروبية" وألمانية بمشاركة رؤساء وقادة سابقين وحاليين من مختلف أنحاء العالم، تصدرت المستشارة أنغيلا ميركل.
إعلان
ووري جثمان المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول الثرى اليوم السبت (الأول من تموز/ يوليو 2017) بالقرب من كاتدرائية شيدت منذ قرابة ألف عام في بلدة شباير بجنوب غرب ألمانيا بعد مشاركة قادة دوليين سابقين وحاليين في تأبين الرجل المعروف بلقب مهندس توحيد ألمانيا وبأنه وطني أوروبي.
وتوفى كول في 16 حزيران/يونيو الماضي عن عمر ناهز 87 عاما. وشغل كول منصب المستشار الألماني لمدة 16 عاما، ليصبح أطول حاكم للبلاد استمرارا في المنصب بعد الحرب العالمية الثانية. وقاد كول ألمانيا خلال توحيدها عام 1990 وشغل منصب مستشار ألمانيا الغربية ثم ألمانيا الاتحادية منذ 1982 إلى 1998. وينظر إلى المستشار الراحل باعتباره رمزا رئيسيا للوحدة الأوروبية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال الأسقف الكاثوليكي كارل هاينز وايزمان الذي قاد القداس الجنائزي في كاتدرائية شباير: "إننا نودع رجل دولة عظيم حقا". وقدم الأسقف تعازيه إلى مايكه كول-ريختر أرملة كول وأبنائه وأحفاده. وبعد القداس، تم تكريم كول في مراسم للجيش الألماني قبل أن يشهد دفنه مجموعة صغيرة من الأصدقاء والأقارب في مقبرة الكاتدرائية. وذكر شهود عيان أن مشيعي الجنازة غادروا المقبرة مساء اليوم السبت.
وبجانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، حضر المراسم رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر.
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشار الراحل بأنه صديق فرنسا الكبير، وقال: "هيلموت كول مد يده لنا"، معيدا إلى الأذهان تقارب البلدين في ثمانينيات القرن الماضي، وتقارب كول إلى الرئيس الفرنسي في ذلك الحين فرانسوا ميتران. وقال ماكرون: "بالنسبة لجيلي فإن كول جزء لا يتجزأ من التاريخ الأوروبي"، مؤكدا مجددا عزمه التعاون مع ألمانيا والمستشارة أنغيلا ميركل.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر خلال مراسم التأبين في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورج الفرنسية اليوم السبت إن عملاقا سياسيا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، رحل عن عالمنا بوفاة كول. وأعاد يونكر إلى الأذهان جهود كول في توحيد شطري ألمانيا ونمو أوروبا، وقال: "كول كان وطنيا ألمانيا وأوروبيا أيضا.. لأنه لم هناك تناقض بالنسبة له بين أن يكون المرء ألمانيا أو أوروبيا".
أ.ح (د ب أ)
المستشار الأسبق هيلموت كول.. محطات في حياة رجل عظيم
حكم هيلموت كول ألمانيا لمدة 16 عاماً، وهي المدة الأطول لمستشار ألماني حتى الآن. وأبرز محطات مسيرته سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا.
صورة من: Reuters/T. Schwarz
مراسم تأبين غير مسبوقة
أقيمت مراسم تأبين مهيبة وغير مسبوقة، داخل البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ لتأبين هيلموت كول، اعترافا بجهود المستشار الألماني الأسبق من أجل أوروبا.
صورة من: REUTERS
قادة العالم في وداع كول
مجموعة من قادة أوروبا والعالم حضروا مراسم تأبين هيلموت كول.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J.-F. Badias
فيلم تسجيلي
خلال مراسم التأبين في البرلمان الأوروبي، تم عرض فيلم يسلط الضوء على حياة كول، الذي تولى منصب مستشار ألمانيا لمدة 16 عاما.
صورة من: DW/B. Riegert
توفي المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول عن 87 عاماً في منزله بلودفيغسهافن في جنوب غرب ألمانيا، تاركاً إرثاً سياسياً ضخماً أبرزه توحيد شطري ألمانيا ووضع الأسس العملية لتوحيد القارة الأوروبية.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
أصبح هيلموت كول مستشارا لألمانيا في أول أكتوبر/ تشرين الأول 1982، وبقي في منصبه 16 عاماً، وهي أطول مدة لمستشار ألماني. وخسر الانتخابات عام 1998، فاستقال من رئاسة حزبه.
صورة من: dapd
بدأ ظهور كول على الساحة السياسية في عهد المستشار آديناور. فانضم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي عام 1947، ودرس القانون أولا ثم التاريخ وعلم نظم الدولة.
صورة من: picture alliance / dpa
1966 أصبح رئيسا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية راينلاند بفالتس وبعدها بعامين حل محل رئيس وزراء الولاية ثم حصل لحزبه على الأغلبية المطلقة في انتخابات 1971.
صورة من: AP
في يونيو/ حزيران 1973 انتخب رئيسا للحزب الديمقراطي المسيحي، وبقي في هذا المنصب 25 عاماً. ابتسامة تعبر عن سعادته عند اختياره في بون، وبجواره الأمين العام الجديد للحزب كورت بيدنكوبف.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 1982 حدث خلاف بين شركاء الحكم، الحزب الاشتراكي والحزب الليبرالي. وتحالف الليبراليون مع المسيحيين فأسقطوا المستشار هيلموت شميت، الذي توجه لتهنئة خليفته هيلموت كول.
صورة من: picture-alliance/dpa
صورة لتصالح تاريخي. كول يضع يده في يد الرئيس الفرنسي ميتران خلال احتفال بالمصالحة الألمانية الفرنسية عام 1984 في مقبرة الجنود قرب فيردون، التي شهدت 1916 قتالا عنيفا بين جنود البلدين.
صورة من: MARCEL MOCHET/AFP/Getty Images
بعد سقوط جدار برلين في 1989 نجح كول في إعادة توحيد ألمانيا في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 1990. وفي أكبر لحظاته السياسية يلوح كول وزوجته آنذاك هانيلورا إلى الجماهير من شرفة مبنى البرلمان المحلي في برلين.
صورة من: picture alliance/dpa
في التسعينات كان كول يستقبل بحماس أسطوري في شرق ألمانيا، كصانع للوحدة. لكنه بعد ذلك لاقي انتقادات عديدة بسبب عدم تنفيذ وعده بأن يجعل من "شرق ألمانيا" أرضا مزدهرة من جديد.
صورة من: picture alliance/dpa
بدون هيلموت كول، كان سيصعب تصور النجاح الحالي للمستشارة أنغيلا ميركل، فقد كان مرشدا لها، وعين ميركل القادمة من الشرق وزيرة للأسرة ثم بعدها وزيرة للبيئة.
صورة من: picture alliance / dpa
في سبتمبر/ أيلول 1998 خسر المسيحيون بقيادة كول الانتخابات البرلمانية، تاركا السلطة لأول حكومة من الخضر والاشتراكيين بزعامة غيرهارد شرودر، ليودع كول منصبه باستعراض عسكري كبير.
صورة من: picture-alliance/dpa
أثرت فضيحة تبرعات داخل الحزب عام 2000 على كول بشدة. وتعرض الحزب بسببها لغرامة قدرها 40 مليون مارك. ووقع خلاف داخله، فتخلى كول عن رئاسته الشرفيه للحزب.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عام 2001 انتحرت زوجته هانيلورا كول التي كانت تعاني من مرض شدة الحساسية تجاه الضوء. دام زواجهما 41 عاما أسفر عن ولدين هما فالتر وبيتر اللذين أحاطا بوالدهما أثناء الجنازة.
صورة من: AP
وبعد أربع سنوات من موت هانيلورا وجد كول شريكة حياة جديدة هي مايكه ريشتر التي تصغره بـ 34 عاما. وتزوجا عام 2008 خلال إقامة كول في مستشفى للتأهيل الصحي.
صورة من: AP
في زيارته لألمانيا في سبتمبر/ أيلول 2012 كان البابا السابق بنديكت السادس عشر يريد زيارة شخص واحد في ألمانيا هو مستشار الوحدة هيلموت كول. والتقى الرجلان ومعهما مايكه كول.
صورة من: dapd
لأجل جهوده لصالح ألمانيا وأوروبا تم تكريم هيلموت كول عام 2012 بإصدر طابع بريدي يحمل صورته. شرف كبير، فأشخاص قليلون جدا هم من أصدرت طوابع بصورهم وهم على قيد الحياة.