أعلنت ألمانيا أنها ستتوقف عن إعادة المهاجرين إلى المجر، ما لم تحترم بودابست التي تحتجزهم، التوجيهات الأوروبية على صعيد استقبال اللاجئين. وذلك ردا على القرار المجري بوضع جميع اللاجئين في معسكرين مقفلين على الحدود.
إعلان
قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية اليوم الثلاثاء (11 نيسان/أبريل 2017) "ما لم نحصل على تأكيد" من السلطات المجرية بأنها ستحترم التوجيهات الأوروبية على صعيد استقبال اللاجئين، "فلن نعيد أحدا إليها"، مشيرا إلى أن إيقاف إعادة اللاجئين إلى المجر سيطبق "حتى إشعار آخر". وأضاف المتحدث أن السلطات الألمانية "تريد الحصول على تأكيد (من السلطات المجرية) بأن الشخص المنقول سيعنى به طبقا للتدابير"الأوروبية، وأن "طلب اللجوء الذي يقدمه سيتم درسه حسب الإجراءات" الأوروبية.
على صعيد متصل، أشار الوزير المفوض في وزارة الخارجية الألمانية والمنتدب للشؤون الأوروبية مايكل روث خلال لقاء مع السفير المجري في برلين بيتر غيوركوس، "إلى شكوك كبيرة" حول تطابق وضع اللاجئين في معسكرات مقفلة في المجر مع "القانون الأوروبي والدولي".
ورأت منظمة "برو أزول" للدفاع عن حقوق اللاجئين أن ما يحصل هو في الواقع تأجيل حول عمليات إعادة طالبي اللجوء إلى المجر. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال أحد مسؤولي المنظمة كارل كوب "عندما نقرأ بالتفصيل، نرى أن ذلك وقف لعمليات الأبعاد" إلى المجر.
وكانت المجر بدأت في أواخر شهر آذار/مارس الماضي بتطبيق قانون مثير للجدل ينص على أن يحتشد جميع طالبي اللجوء الموجودين في البلاد أو الذين يصلون إليها، في معسكرين مقفلين على الحدود الصربية. فيما ينص الاتفاق الأوروبي المسمى "اتفاق دبلن" على درس طلب اللجوء من قبل البلد الذي عبره المهاجر لدخول الاتحاد الأوروبي أو أول بلد يسجل فيه.
وتفيد إحصاءات رسمية أن ألمانيا أعادت 11 ألفا و998 طالب لجوء إلى البلد الذي دخلوا منه الاتحاد الأوروبي في 2016، لكن 294 فقط إلى المجر. ويقيم حوالي 400 مهاجر فقط الآن في المجر، كما تقول منظمة "لجنة هلسنكي" غير الحكومية، ويحتجز القسم الأكبر منهم في مخيمات مغلقة. وقال كارل بوب من "برو أزول" "سيكون من المفيد جدا أن تتوقف في كل البلدان الأوروبية عمليات الإبعاد إلى المجر بسبب الإساءات المعروفة لحقوق الإنسان".
ز.أ.ب/ح.ع.ح (أ ف ب)
في صور: لاجئون تقطعت بهم السبل على حدود المجر
يواجه اللاجئون ظروفا قاسية على طول حدود المجر الجنوبية رافضين العودة إلى مواقع انطلاقهم، رغم تزايد صعوبة العبور إلى أوروبا الغربية يوما بعد يوم. دييغو كوبولو زار مخيم كيليبيا الصربية المتاخمة للحدود مع المجر.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم فشل الاستفتاء في المجر الذي دعا إليه رئيس الوزراء فيكتور أوربان حول خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللاجئين على الدول الأعضاء لانخفاض نسبة المشاركة فيه، إلا أن الأخير أكد بأنه لن يقبل باستقدام اللاجئين إلى بلاده. يذكر أن المجر قامت قبل عام كأول دولة في أوروبا بوضع حواجز على حدودها. بيد أن العديد منهم ينتظرون في بلدة كيليبيا الصربية العبور إلى المجر ثم إلى أوربا الغربية.
صورة من: DW/D. Cupolo
اللاجئون، الذين وصلوا إلى بلدة كيليبيا الصربية الصغيرة، مروا عبر هذه البوابة. الحكومتان الصربية والمجرية توصلتا إلى اتفاق يتم بموجبه السماح إلى ما يصل إلى عشرين طالب لجوء العبور يوميا إلى الطرف الآخر من الحدود. وبعدما تسجلهم السلطات الصربية، يحصل اللاجئون المحتملون على تاريخ محدد للذهاب إلى الحدود مع المجر، حيث يقوم موظفو مكاتب الهجرة المجرية باستجوابهم والتدقيق في طلباتهم للجوء.
صورة من: DW/D. Cupolo
بيد أن عملية التدقيق هذه لم تخل من أخطاء، على غرار ما يروي الشاب المصري جمال (ليس في الصورة). جمال، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، قال إنه التحق ببلدة كيليبيا عندما وجد اسمه على قائمة الناس الذين سيتم استجوابهم. ولكنه عندما تحدث مع السلطات الحدودية، قيل له أن الموعد حدد لشاب مصري آخر يحمل نفس الاسم وأنه لا يوجد ما يثبت دخوله إلى صربيا.
صورة من: DW/D. Cupolo
جمال وجد نفسه بعدها مجبرا أن ينتظر رفقة 100 شخص آخر في أحد مخيمات العبور الوقتية إلى أن يحصل على موعد مع السلطات المجرية. فقط حنفية مياه موجودة في المكان، فيما هي قليلة جدا المنظمات الإنسانية التي تزور المخيم وتزود ما انقطع به السبيل هنا بشيء من المساعدات. هذه الصورة لطفل من تسعة أطفال لأسرة أزيدية تقيم في المخيم منذ عدة أسابيع.
صورة من: DW/D. Cupolo
"سأجد طريقا آخرا (للخروج من هنا)"، يقول جمال لـDW. ويروي أنه تفاوض مع أحد مهربي البشر ودفع له مبلغ 1500 يورو قبل شهر لخرق السياج، لكنه قبض عليه وأرسل به مجددا إلى بلغراد. طائرات مروحية ودوريات على طول الحدود طيلة 24 ساعة في كل أيام الأسبوع جعلت عملية اجتياز الحدود المجرية أمرا صعبا للغاية. "صدقني إن كنت تستطيع الجري أسرع من رجال الشرطة، فسيرسلون وراءك الكلاب"، حسب ما يقول جمال.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال وليد خالد، وهو ميكانيكي من أربيل – عاصمة إقليم كردستان العراق- يلعبون بالقرب من السياج الذي مدته المجر على طول حدودها. ويقول خالد إنه وصل إلى هذا المخيم قبل شهرين وأن أسرته قد واجهت عدة انتكاسات نظرا لوقوع التباس حول وثائقهم الثبوتية. "الشرطة كانت تقول لنا كل مرة: لا أعرف، لا أعرف". المكان هنا سيء ولكنه أفضل حالا من غيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
كيليبيا تستضيف أحد مخيمي اللاجئين في المنطقة. هنا يقيم اللاجئون القادمون من الشرق الأوسط، فيما يقيم الأفغان والباكستانيون في مخيم في هورغوس. ويقول خالد إنه يفضل البقاء في هذ المخيم، على الرغم من أن حظوظه في اجتياز الحدود لم تتحسن، إلا أنه يؤكد أنه وأسرته تعرضوا للسرقة عدة مرات في مخيمات أخرى.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي الصباح التالي يقوم سائقو الشاحنات المتوجهة جنوبا بالتهكم على سكان المخيم من خلال محاكاة القردة عبر مكبرات الصوت. "في اليونان، عندما تتحدث إلى الأناس العاديين، فإنهم يظهرون تضامنهم"، على ما تقول سيدني فيرنانديز، وهي منسقة ميدانية للمنظمة الإنسانية الصربية "النجم الشمالي". وتضيف قائلة: "هنا السكان المحليون لديهم عقلية مختلفة ويرون بأنه كان يجدر بهؤلاء الناس البقاء في أوطانهم للدفاع عنها."