سجل الدعم الألماني لبرنامج الأغذية العالمي رقما قياسيا، وتعد ألمانيا ثاني أكبر مانحي البرنامج وتذهب مساعداتها بشكل أساسي لسوريا واليمن وأفغانستان. من جانب آخر خفض برنامج الأغذية الحصص الغذائية لليمنيين بسبب نقص التمويل.
إعلان
دعمت ألمانيا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بمبلغ 1.2 مليار يورو في عام 2021. وأعلنت منظمة الأمم المتحدة في برلين الأربعاء (22 ديسمبر/ كانون الأول 2021) أن هذا رقم قياسي جديد لألمانيا وأنها ثاني أكبر مانح لبرنامج الأغذية العالمي في مكافحة الجوع وسوء التغذية في جميع أنحاء العالم.
ووسعت برلين دعمها للمساعدات الطارئة والتدابير المستدامة ضد الجوع في أكثر من 80 دولة، في ضوء الاحتياجات الإنسانية الهائلة الناجمة عن النزاعات وتغير المناخ وآثار الوباء.
وارتفعت المساهمة الألمانية الأساسية لبرنامج الأغذية العالمي وفقًا لذلك بمقدار 50 مليون يورو، كما ارتفعت المنح للمساعدات الطارئة السريعة بمقدار 10.5 مليون يورو. قال مارتن فريك، رئيس برنامج الأغذية العالمي في ألمانيا والنمسا وليختنشتاين: "نريد البناء بسلاسة مع الحكومة الاتحادية الجديدة والبرلمان والمجتمع المدني". وأضاف أن أزمة المناخ تسرع الجوع والصراع "ونحن نرحب بحقيقة أن هذا الموضوع على رأس جدول الأعمال السياسي".
وبحسب البيانات، فإن محور المساعدات الألمانية كان أزمات الغذاء في سوريا واليمن وكذلك الوضع الإنساني في أفغانستان.
أنفق برنامج الأغذية العالمي 8 مليارات دولار على الجوعى، فماذا سيفعل بالمليون دولار من جائزة نوبل للسلام؟
01:51
البرنامج يقلص الحصص الغذائية في اليمن
من جانب آخر، قال برنامج الأغذية العالمي الأربعاء إنه سيقلل الحصص الغذائية المقدمة لثمانية ملايين شخص في اليمن ابتداء من يناير/كانون الثاني بسبب نقص التمويل من المانحين وحذر من أن الخفض سيدفع بالمزيد إلى صفوف المهددين بالموت جوعا.
وقال البرنامج في بيان إن الأسر التي ستتلقى حصصا مخفضة ستحصل على نصف الحد الأدنى من الحصص اليومية التي يقدمها البرنامج. وأضاف أن مساعدات غذائية أخرى وبرامج معالجة سوء التغذية لدى الأطفال مهددة بالخفض كذلك.
وكانت وكالات تابعة للأمم المتحدة، منها برنامج الأغذية العالمي، قد حذرت في وقت سابق من خفض برامجها إذ لم تتلق سوى 2.68 مليار دولار من أصل 3.85 مليار دولار طلبتها هذا العام من المانحين حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت كورين فلايشر المديرة الإقليمية للبرنامج في بيان "مخزونات الغذاء التابعة للبرنامج في اليمن تنخفض إلى مستوى خطير". وأضافت "كل مرة نخفض فيها كميات الغذاء نعرف أن المزيد من الأشخاص، الذين يعانون بالفعل من الجوع ونقص الأمن الغذائي، سينضمون لصفوف ملايين يتضورون جوعا. لكن الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ إجراءات صعبة".
وتابع البرنامج أن خمسة ملايين شخص معرضون لخطر الانزلاق إلى المجاعة سيستمرون في تلقي حصصهم كاملة. ويطعم البرنامج 13 مليون شخص شهريا في اليمن.وقال برنامج الأغذية إن متوسط تكلفة أقل سلة غذاء ارتفع هذا العام بنسبة 140 بالمئة في جنوب اليمن و38 بالمئة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وفي يونيو/حزيران استأنف البرنامج مساعداته الغذائية الشهرية في الأجزاء التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن بعد تقليصها إلى كل شهرين اعتبارا من أبريل/نيسان 2020 بسبب انخفاض أموال المانحين فيما يرجع جزئيا إلى مخاوف تتعلق بتعطيل توصيل المساعدات.
وقال البنك الدولي أمس الثلاثاء إنه أقر منحا بقيمة 170 مليون دولار لليمن للبنية التحتية في الحضر ومقاومة تغير المناخ ومشروعات مكافحة نقص الغذاء في الريف.
ز.أ.ب/ع.ج.م (ك ن أ، رويترز)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..