بتهم تتعلق بغسيل الأموال والاحتيال الضريبي، شنت السلطات الألمانية مجدداً حملة مداهمات ضد أفراد عشيرة إجرامية في أربع مدن بغرب البلاد، فمن هي تلك العشيرة وما التهم الموجهة لأفرادها بالضبط؟
إعلان
شنت السلطات الألمانية حملة مداهمات وتفتيش كبيرة ضد عشيرة إجرامية في ولاية شمال الراين-ويستفاليا غربي ألمانيا بتهم تتعلق بغسيل الأموال والاحتيال الضريبي. وأعلن الادعاء العام في مدينة دوسلدورف اليوم الأربعاء (الرابع من أيار/مايو 2022) أن نحو 100 من رجال الشرطة والنيابة العامة ومحققي الضرائب فتشوا 14 عقاراً في مدن زولينغن ولايشلينغن وفوبرتال وأونا.
وأوضحت السلطات أن الحملة استهدفت 5 متهمين ينتمون لعائلة إجرامية كبيرة للاشتباه في تربحهم ملايين اليورو عبر صفقات غير مشروعة، من بينها الإتجار في تبغ الشيشة "النرجيلة"، إلى جانب الحصول على أموال عامة عبر الاحتيال، مشيرة إلى أن التحقيقات جارية منذ عام 2019. ونقلت صحف ألمانية أن المتهمين ينتمون لعائلة "الزين" اللبنانية. ونقلت صحيفة "بيلد" عن الاعاء العام في دوسلدورف أنه لم تتم أي اعتقالات خلال حملة المداهمات.
وتتهم السلطات المشتبه فيهم بجني الملايين من البيع غير القانوني لتبغ الشيشة، ثم "غسل الأموال" عبر أفراد العائلة والمعارف والشركات التابعة، من خلال قروض وهمية. وأوضح المحققون أنه "على أية حال، تبدو المعاملات مشكوك فيها من وجهة نظر اقتصادية". وذكرت السلطات أنه وفي حالات أخرى، "تلقى المشتبه فيهم مدفوعات بالملايين من منطقة الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أنهم وزعوا الأموال "على حسابات مختلفة دون سبب مفهوم" وأسسوا شركات مزيفة في قطاع العقارات. كما يتهم المشتبه فيهم بالحصول على قروض و"مساعدات كورونا" طارئة بوثائق مزورة.
ورغم أن المشتبه فيهم مدينون للخزانة بأكثر من مليون يورو، بحسب السلطات، إلا أنهم أخفوا وجود حسابات مصرفية وملكية ممتلكات. ومن أجل منع مكتب الضرائب من الوصول إلى مصادر أموالهم، تتهمهم السلطات بتم تحويل الأموال إلى حسابات أفراد آخرين من العائلة. وبالإضافة إلى أفراد العائلة، فإن التحقيقات تشمل محامياً تم تفتيش مكتبه أيضاً. ويشتبه في تورطه بغسيل الأموال من خلال توفير الحسابات وإرسال المدفوعات والعمل كمدير لشركة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تجري فيها مداهمات ضد أفراد عائلة "الزين" الإجرامية. ففي يونيو/حزيران 2021، تمت مداهمة مقار للعائلة في مدينة ليفركوزن بتهمة الاحتيال في مدفوعات الضمان الاجتماعي بمبالغ تصل إلى مئات آلاف اليوروهات. ومن المقرر أن تبدأ المحكمة في هذه القضية في منتصف شهر حزيران/يونيو المقبل، بحسب صحيفة "بيلد" الألمانية.
م.ع.ح/إ.ف (د ب أ ، أ ف ب)
عندما يتحول عضو عصابة إجرامية إلى خباز!
الانتماء إلى عصابة إجرامية والعيش في أحضانها أمر خطير جداً. في السلفادور، تمكن ويلفريدو غوميز، بعد قضاء عشر سنوات في السجن، من توديع حياة الجريمة ليتحول إلى خباز مندمج في حياة سلمية بعيدة عن الإجرام.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
هذه الأيادي قامت من قبل بتهريب المخدرات واستعمال أسلحة في عمليات إجرامية لخدمة عصابة "الشارع الثامن عشر". والآن فهي تعجن خبزاً في سان سلفادور. يدير ويلفريدو غوميز مخبز كنيسة "ابن عيزر" في العاصمة السلفادورية. غوميز عضو سابق في عصابة الشارع الثامن عشر، ويعمل معه في المخبز عشرة أعضاء سابقين في العصابة تخلوا عن الجريمة لصالح حياة سلمية جديدة.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
من بين واجبات ويلفريدو غوميز إنجاز حسابات المخبز. وكان غوميز، البالغ من العمر 40 عاماً، قد انضم كمراهق إلى عصابة الشارع الثامن عشر في لوس أنجلوس الأمريكية. هذه العصابة، ذات الهياكل الشبيهة بهياكل المافيا، هي واحدة من عصابات الشباب الإجرامية الأكثر شهرة وتُعرف باسم "ماراس". ويقول غوميز إن السلاح والنساء دفعاه إلى الانتماء إلى هذه العصابة الإجرامية.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
خوليو ماروكين، العضو السابق في العصابة الإجرامية، تخلى عن حياة الإجرام ويساعد الآن في إجراء القداس في كنيسة "ابن عيزر" بحي "دينا" في العاصمة سان سلفادور. غالباً ما تواجه أعضاءاً سابقين في العصابات الإجرامية عقبات عديدة في البحث عن مسكن ووظيفة. لذلك تقوم الكنيسة بتوفير الطعام والملجأ لهم.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
روبيرتو رينديروس هو الآخر ترك العصابة. لكن وشمه اللافت للنظر لا يزال يذكر بالأيام التي قضاها في عالم الجريمة ويترك المجال لشبهات المسؤولين الأمنيين حول شخصيته. ففي شهر أكتوبر/ تشرين الأول، ألقت الشرطة القبض على جميع عمال المخبز بحجة الاشتباه في تأسيسهم لمنظمة غير شرعية، والسبب في ذلك وشومهم التي تذكر بحياتهم السابقة في العصابة. بعد ذلك تم الإفراج عنهم جميعاً دون توجيه أي تهمة لهم.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
كان راؤول فالاداريس يعرف باسم "الظل" في عصابة الشارع الثامن عشر. لكن هذا الاسم واسم العصابة، الموشوم على وجهه، أصبحا في طي الماضي. وعلى الرغم من تهديد العصابة بتصفية أي شخص يزيل وشم انتمائه إليها، إلا أن فالاداريس قرر التخلص من هذا الوشم في وجهه وإزالته بالليزر.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
"فقدت بيتي وزوجتي وابني وفقدت أفضل سنوات عمري بالاعتقاد في أيديولوجية لا معنى لها". هكذا لخص الخباز ويلفريدو غوميز حياته ضمن عصابة الشارع الثامن عشر. زملاؤه في المخبز يشاطرونه الرأي. لقد أصبح المخبز الآن ليس مكاناً للعمل فقط، بل منبعاً لأحلام مستقبلية أيضاً: "في يوم ما سنتمكن من تأسيس محل نملكه وننافس به بيتزا هت". يوليا فيرجين وشتيفاني إينغليرت/ عبد الكريم اعمارا