حملة مداهمات ضد حركة "مواطني الرايخ" المتطرفة بألمانيا
٢٣ نوفمبر ٢٠٢٣
شنت قوات أمنية ألمانية حملة تفتيش واسعة اليوم لعدة عقارات في ثماني ولايات على خلفية تحقيقات ضد حركة "مواطني الرايخ" اليمينية المتطرفة، في عملية منسقة تمت تحت إشراف الادعاء العام في مدينة ميونخ.
إعلان
قامت قوات أمنية بألمانيا اليوم الخميس (23 نوفمبر/تشرين الأول 2023) بحملة تفتيش لعدة عقارات في ثماني ولايات على خلفية تحقيقات ضد حركة "مواطني الرايخ" اليمينية المتطرفة، بحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية.
وبحسب المعلومات، شارك نحو 280 فرد شرطة في المداهمات، يتم اتهام 20 شخصا بتشكيل منظمة إجرامية.
وتمت الاستعانة في حملات التفتيش بأفراد شرطة، من بينهم قوات خاصة، في كل من ولاية بافاريا وبادن-فورتمبرغ وهيسن وشمال الراين-فيستفاليا وشليزفيغ-هولشتاين وبراندنبورغ وهامبورغ وسكسونيا السفلى، وتم ذلك تحت إشراف الادعاء العام في مدينة ميونخ بجنوب ألمانيا، وفقا للمعلومات.
وحسب بيان مشترك لوزارتي الداخلية والعدل في ولاية بافاريا، فقد عثر المحققون حلال عملية التفتيش من بين أشياء أخرى، على أجهزة تخزين بيانات وبندقية صوت، كما تم ضبط أجهزة مواد مهيجة.
وبحسب المعلومات فإن المشتبه بهم قامموا بوضع خطط في عدة قنوات لخدمة الرسائل القصيرة ومنها خدمة المراسلة تيليغرام والتي تخضع للمراقبة من قبل السلطات منذ بداية العام، بعد أن تمت ملاحظتها منذ بداية عام 2021.
وسبق أن تم إلقاء القبض على مشغل هذه القنوات وكان قد تم اعتقاله بالفعل في نوفمبر 2021، وهو شخص يبلغ من العمر 58 عامًا من أولشينغ بالقرب من ميونيخ. تم توجيه التهم إليه في أبريل 2022 ومازالت الإجراءات مستمرة.
تجدر الإشارة إلى أن أعضاء حركة "مواطني الرايخ " لا يعترفون بالدولة الألمانية الحديثة التي تأسست بعد انهيار النازية، ولا بقوانينها، ويمتنعون عن دفع ضرائب ومخصصات اجتماعية، ويصرّون على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة.
وبحسب الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بألمانيا)، بلغ عدد الأشخاص الذين ينتمون لحركة "مواطني الرايخ" وحركة "الإداريين الذاتيين"، التي يعتبر أنصارها أنفسهم أنهم لا ينتمون لجمهورية ألمانيا الاتحادية أيضا ولكنهم لا يتمسكون بفكرة الإمبراطورية، نحو 23 ألف شخص على مستوى ألمانيا في 2022، ويزيد ذلك بنحو ألفي شخص على ما تم رصده في عام 2021
ع.ح./ع.ج.م.(د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)