ألمانيا خسرت مباراتها أمام أميركا وكسبت لاعبا كبيرا
١١ يونيو ٢٠١٥خالف المنتخب الألماني لكرة القدم التوقعات أمس الأربعاء (10 يونيو/ حزيران 2015) ولم ينجح في تقديم هدية الفوز لجمهوره في آخر مباراة يخوضها المانشافت على أرضه هذا الموسم، وخسر أمام منتخب الولايات المتحدة بـهدف مقابل هدفين في مباراة أقيمت في كولونيا.
وصحيح أن المدير الفني يوآخيم لوف أقحم بعض العناصر الاحتياطية كحارس فريق هانوفر روبرت تسيلر ومدافع فالينسيا شكودران مصطفي بالإضافة إلى نجم مونشنغلادباخ باتريك هيرمان، الذي يرتدي لأول مرة قميص الفريق الألماني الأول، إلا أنه أشرك أيضا الكثير من العناصر الأساسية يتقدمها القائد شفاينشتايغر، وصاحب هدف الفوز في نهائي مونديال البرازيل ماريو غوتسه. ورغم الطابع الودي لهذه المواجهة كان المنتخب الألماني يرغب في الفوز كما أكد شفاينشتايغر للقناة الألمانية الأولى بعد نهاية المباراة حيث قال " دخلنا المباراة وكنا عازمين على الفوز، لكن تضيعينا للكثير من الفرص في الشوط الأول حال دون ذلك".
ومرة أخرى تظهر لدى المانشافت بعض الصعوبات، التي أصبح يعاني منها بعد نهائيات كأس العالم الأخيرة، وهي ضعف فعالية الهجومية. فمنذ اعتزال ميروسلاف كلوزه وتراجع أداء لوكاس بودولسكي أصبحت كتيبة المدرب يوآخيم لوف تعجز في أحيان كثيرة عن ترجمة الفرص التي تتاح لها إلى أهداف، وهو أمر فطن له لوف: "أتيحت لنا الكثير من الفرص الحقيقية للتسجيل في الشوط الأول لكننا للأسف لم نستغلها بالشكل المطلوب". وأكد المدير الفني الألماني على ضرورة تصحيحه وأن طاقم عمله سيركز على هذه النقطة كثيرا في الأيام المقبلة حتى يتحسن أداء مهاجميه في المباريات المقبلة.
باتريك هيرمان أقنع في أول مباراة
الربح الكبير للمانشافت في هذه المباراة هو الأداء القوي والمتميز للاعب باتريك هيرمان الذي يخوض أول مباراة له مع المنتخب الألماني. لاعب مونشنغلادباخ خطف الأضواء في الشوط الأول حيث ناور وأزعج مدافعي المنتخب الأمريكي وكان وراء تمريرة الهدف الأول بعد أن تلاعب بمجموعة من المدافعين، ليقدم كرة على طبق من ذهب لزميله غوتسه الذي لم يتردد في إسكانها الشباك.
وعن مباراته الأولى بألوان المانشافت قال هيرمان "إنه حلم بالنسبة لي، فقد كنت دائما أحلم باللعب مع المنتخب". وأضاف اللاعب، الذي سجل 11 هدفا لناديه هذا الموسم في الدوري الألماني: "رغم سعادتي بالمستوى الذي قدمته اليوم إلا أنني حزين بسبب نتيجة المباراة"، مؤكدا أن الفرصة سانحة أمام ألمانيا لتعويض ذلك وتحقيق الانتصار في المباراة الرسمية التي سيجريها المانشافت أمام جبل طارق السبت المقبل (13 يونيو/ حزيران) ضمن تصفيات بطولة أمم أوروبا 2016.
قائد المنتخب الألماني باستيان شفاينشتايغر أثنى هو أيضا على زميله الجديد وقال عنه "جيد جدا. لقد شاهد الجميع الإمكانيات التي لدى هيرمان وسرعته الكبيرة".
ويشتهر هيرمان بإصراره واجتهاده في التدريبات، فبعد استدعائه من قبل يوآخيم لوف للمشاركة في مباراة أمريكا، قطع اللاعب عطلته واتصل بالمعد البدني في فريق مونشنغلادبلاخ وطلب منه إجراء تدريبات بدنية خاصة، حتى يكون في كامل لياقته عندما يلتحق بكتيبة المانشافت. ويبدو أن هيرمان حصد ما زرعه من اجتهاد ونال رضى المدرب، الذي قال في تصريح للقناة الألمانية الأولى: "أنا سعيد جدا بمستوى باتريك هيرمان، الذي أظهر مدى استمتاعه باللعب وقدرته على اقتحام دفاع الخصم وخلق الفرص والتمرير من المساحات الضيقة". و قد تكون هذه التصريحات إشارة إلى أن اللاعب قد يتواجد ضمن التشكيلة الأساسية التي ستواجه منتخب جبل طارق السبت المقبل.
خضيرة وبودلسكي بعيدان عن مستواهما
وعلى عكس باتريك هيرمان لم يقدم المخضرمان سامي خضيرة ولوكاس بودولسكي أداء جيدا في المباراة، وظهرا بعيدين عن مستواهما الحقيقي. ويرجع ذلك إلى غيابهما عن المنافسة، فخضيرة ظل لفترة طويلة خارج حسابات المدرب أنشيلوتي وهو ما دفع اللاعب إلى ترك ريال مدريد والبحث عن تغيير للأجواء، حيث وقع مؤخرا عقدا مع يوفنتوس الإيطالي يمتد لأربعة أعوام.
أما بودولسكي الذي سعد كثيرا باللعب في الملعب الذي احتضنه منذ الطفولة في مدينة كولونيا، فظهر عليه بطء في الحركة وضعف في التركيز. كل ذلك جعل الكثير من المحللين يعتقدون أن بودولسكي، الذي توج مع ألمانيا بكأس العالم 2014، أصبحت أيامه معدودة مع المنتخب الألماني، خصوصا في ظل وجود منافسة كبيرة على المركز الذي يلعب فيه، والذي يضم أيضا لاعبين بمهارات عالية مثل ماركو رويس، توماس مولر، كريم بلعربي والوافد الجديد على المنتخب الألماني باتريك هيرمان.
وحتى على صعيد الأندية عانى بودولسكي كثيرا في حجز مكان في تشكيلة الفرق التي يلعب لها، فبعد إعارته من أرسنال إلى إنتر ميلانو، لم ينجح ابن مدينة كولونيا في تقديم الإضافة وهو ما جعل المسؤولين عن الفريق الإيطالي يرفضون تجديد مدة الإعارة ليجد اللاعب البالغ من العمر 30 عاما نفسه مضطرا إلى العودة إلى ملازمة دكة البدلاء في فريق الأرسنال الذي يرتبط معه عقد حتى 2016.
فرصة للعودة للانتصارات
بعد كبوته أمام الولايات المتحدة الأمريكية ستكون أمام المنتخب الألماني فرصة مواتية لإنهاء موسمه الكروي بفوز مهم أمام جبل طارق ضمن تصفيات أمم أوروبا 2016. وتحتاج كتيبة يوآخيم لوف لهذا الفوز لتحسين مركزها في المجموعة الثالثة التي تضم أيضا منتخبات قوية مثل بولندا وإيرلندا واسكتلندا. ويحتل المانشافت حاليا المركز الثالث بفارق نقطة واحدة فقط عن صاحب المركز الأول المنتخب البولندي.
وكما عودنا المنتخب الألماني دائما، فإن مستواه يتحسن كثيرا في المباريات الرسمية مقارنة مع المباريات الودية و تبدو المواجهة محسومة لصالح ألمانيا بسبب الفرق الكبير في القدرات الفنية والبدنية بين المنتخبين.