ألمانيا.. خلاف بين حكومة ميركل والولايات حول قيود كورونا
٢٥ مايو ٢٠٢٠
حسب وثيقة أشرفت عليها المستشارة ميركل شخصيا، تعتزم الحكومة الاتحادية الألمانية تمديد تدابير التباعد الاجتماعي حتى 5 تموز/يوليو. لكن حكومات بعض الولايات لها وجهة نظر أخرى فيما يتعلق بتدابير كورونا. فما أبرز وجوه الخلاف؟
واندلع الخلاف بعد أن قال بودو راميلو رئيس وزراء ولاية تورنغن الشرقية يوم السبت إنه سيلغي قواعد ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، معتمدا بدلا من ذلك على إجراءات محلية. وتحدد الولايات معظم القواعد التي تؤثر على الحياة اليومية في ألمانيا.
وعلى الرغم من أن اقتراحه يتماشى مع سياسة الحكومة الاتحادية، التي تتوخى الحذر في إعادة فتح الاقتصاد تدريجيا بينما تستجيب بسرعة لمواجهة تفشي العدوى وتتبع المخالطين لمن تثبت إصابتهم، يخشى المسؤولون من أن تقوض رسالته الانضباط العام.
وقال وزير الصحة الاتحادي ينس شبان لصحيفة بيلد "لا ينبغي بأي حال من الأحوال إعطاء الانطباع بأن الوباء قد انتهى"، مشيرا إلى أن الرسالة الواضحة بشأن التباعد الاجتماعي والنظافة وارتداء الكمامات ستحد من انتشار الفيروس.
وانخفضت أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس بشكل حاد خلال الشهر الماضي. وأعيد فتح المتاجر والحانات والمطاعم والمتاحف والكنائس، على الرغم من أن العديد من الألمان يواصلون العمل من المنزل ولا تزال وسائل النقل العام أقل ازدحاما من المعتاد. وشهدت ألمانيا أيضا احتجاجات تطالب برفع قيود كورونا بشكل أسرع.
مسائية DW: من هم المحتجون ضد إجراءات الإغلاق في ألمانيا؟
23:08
تمديد قواعد التباعد حتى 5 تموز/يوليو المقبل
وتعتزم الحكومة الألمانية تمديد تدابير التباعد الاجتماعي حتى 5 تموز/يوليو، مقدّرة أن وباء كوفيد-19 سيعاود الانتشار "بسرعة كبيرة" في غياب التدابير الاحترازية، وفق مشروع حكومي تحصلت عليه وكالة فرانس برس.
وأشرفت المستشارة أنغيلا ميركل على وضع الوثيقة التي يفترض مناقشتها مع الولايات الـ16، وهي تنصّ خاصة على إبقاء مسافة متر ونصف متر بين الأشخاص. وسيكون بمقدور عشرة أشخاص، أو عائلتين، التجمّع "في المنزل في أماكن مغلقة" أو في "أماكن عامة"، وفق مشروع القرار.
وتأتي هذه الوثيقة في وقت ترغب ولايتان شرق البلاد في رفع أغلب القيود اعتبارا من 6 حزيران/يونيو، ما أثار قلقا في بقية البلاد. لكن ينصّ المشروع الحكومي على "الإبقاء على مسافة دنيا بمتر ونصف متر" حتى بعد 5 حزيران/يونيو.
كما سيتم الإبقاء على إلزامية وضع كمامة في بعض الأماكن العامة، والالتزام قدر الإمكان بتنظيم "اللقاءات الخاصة في الهواء الطلق، لأن خطر العدوى فيها أضعف". وتحذّر الوثيقة من أن الفيروس "لا يزال موجودا، ودون تدابير مماثلة سينتشر بسرعة كبيرة".
ورصدت ألمانيا في الأيام الماضية بؤرا جديدة للعدوى في مناطق مختلفة من البلاد. وتأمل المستشارة ميركل باستمرار فرض القيود في حزيران/يونيو، وليس الاعتماد فقط على توصيات، وفق ما قال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت.
وسجلت ألمانيا حتى اليوم الاثنين 178570 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، بينها 8257 وفاة (10 جديدة) وفق معهد روبرت كوخ.
ع.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
حقبة ميركل: المرأة كسرت احتكار الرجل لأعلى المناصب
حدث تاريخي شهدته ألمانيا في عام 2005 مع وصول أنغيلا ميركل إلى كرسي المستشارية. منذ ذلك الحين برزت إلى جانب أول امرأة تتولى هذا المنصب وجوه نسائية تبوأت مناصب كانت حكرا على الرجال. نظرة على أبرز هذه الوجوه في حقبة ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Yuqi
أقوى نساء ألمانيا
تصدرت هذه الصورة وسائل الإعلام الألمانية اليوم، ففي حضور المستشارة أنغيلا ميركل، قام عمدة برلين ونائب رئيس مجلس الولايات (بوندسرات)، ميشائيل مولر، بتسليم آنيغريت كرامب- كارينباور (على يسار الصورة)، أوراق تعيينها كوزيرة للدفاع خلفا لأورسولا فون ديرلاين (وسط الصورة)التي ستتولى رئاسة المفوضية الأوروبية. تولي نساء هذه المناصب القيادية كان محور معظم التعليقات على الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Yuqi
نساء على رأس قيادة الجيش الألماني
تسير آنيغريت كرامب-كارنباور، بخطوات واثقة في حياتها المهنية، إذ تولت الرئيسة السابقة لحكومة ولاية سارلاند، رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي خلفا لميركل. السياسية المعروفة اختصارا في ألمانيا بـ "أ.كا.كا"، تعتبر من المقربات للمستشارة ميركل وتولت بشكل مفاجئ وزارة الدفاع الألمانية خلفا لأورزولا فون دير لاين.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مناصب سياسية رفيعة وسبعة من الأبناء!
أصبحت أورزولا فون دير لاين أول امرأة تترأس المفوضية الأوروبية، كما كتبت اسمها في التاريخ كأول وزيرة للدفاع في ألمانيا. تولت السياسية والأم لسبعة أبناء، قبل ذلك عدة حقائب وزارية، كما كانت عضوة في البرلمان عن ولاية سكسونيا السفلى.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Weihs
وزيرة في عطلة أمومة
بروز الوجوه النسائية على الساحة السياسية بجانب ميركل، كان واضحا خلال السنوات الماضية. السياسية الألمانية الشابة كريستينا شرودر تولت في الفترة بين عامي 2009 و 2013 منصب وزيرة الأسرة الالمانية، وهي لم تتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر. أخبار زواج وإنجاب الوزيرة ودخولها في عطلة أمومة، كانت من الأنباء المتداولة بشدة وقتها خاصة في المناقشات حول الجمع بين العمل والحياة العائلية.
صورة من: dapd
امرأة على رأس الحزب الاشتراكي للمرة الأولى
آندريا ناليس..أول امرأة تتولى رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (استقالت في حزيران/يونيو 2019)، كما كانت أول امرأة تتولى رئاسة الكتلة البرلمانية للاشتراكيين لنحو عامين تقريبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
الأحزاب اليمينية واستقطاب النساء
رغم أن المشهد الذكوري هو المهيمن عادة على الأحزاب اليمينية الشعبوية، إلا أن دراسة ألمانية أظهرت مؤخرا زيادة استقطاب تلك الأحزاب بشكل متزايد للنساء ليس كعضوات فحسب، بل للأدوار القيادية أيضا. آليسا فايدل، الرئيس المشارك للكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، اسم بارز في هذا السياق.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Kästle
تواجد نسائي على قمة المناصب السياسية ولكن!
رغم أن أعلى منصب سياسي في ألمانيا بيد امرأة منذ سنوات ورغم التمثيل النسائي الواضح سواء على مستوى الأحزاب أو الوزارات، إلا أن الإحصائيات تشير إلى تراجع الحضور النسائي على مستوى الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات خاصة بعد انتخابات 2017، إذ بلغت نسبة النساء بين نواب البرلمان أقل من 31 بالمائة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
روت وميركل..خلاف سياسي لا يفسد للود قضية
السياسية الألمانية البارزة في حزب الخضر، كثيرا ما انتقدت قرارات سياسية لميركل، لكنها أقرت للمستشارة في الوقت نفسه بأنها "سياسية غير ملتصقة بكرسي السلطة". تولت كلاوديا روت رئاسة حزب الخضر للمرة الأولى خلال حقبة المستشار السابق غيرهارد شرودر ثم عادت مرة أخرى لقيادة الحزب قبيل وصول ميركل لكرسي المستشارية. وتتولى روت منذ عام 2013 منصب نائب رئيس البرلمان الألماني.