ألمانيا.. خلاف حول مشروع قانون الخدمة العسكرية الجديد
محي الدين حسين د ب أ، أ ف ب
٤ أكتوبر ٢٠٢٥
نشب خلاف بين طرفي الائتلاف الحاكم بألمانيا حول مشروع قانون بشأن الخدمة العسكرية، ما أدى إلى تأجيل مناقشته بالبرلمان. وفيما يعوّل وزير الدفاع، الاشتراكي بيستوريوس، على الخدمة التطوعية، يطالب حزب المستشار بـ"خدمة إلزامية".
كان من المقرر أن تتم مناقشة مشروع القانون، الذي يهدف إلى جعل الخدمة العسكرية أكثر جذبًا للشباب، في قراءة أولى أمام البرلمان الخميس المقبلصورة من: Björn Trotzki/IMAGO
إعلان
وجّه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس انتقادات حادة إلى الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي بعد مقترح الأخيرة بتأجيل مناقشات البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) حول مشروع قانون الخدمة العسكرية الجديد.
وقال الوزير المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي في تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية في عددها الصادر اليوم السبت (الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2025): "سلوك الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي غير مسؤول، لأنه قد يؤدي إلى تأخير تطبيق نظام الخدمة الجديد، وبالتالي تأجيل إعادة العمل بإجراءات تسجيل المجندين"، مطالبًا شركاءه في الائتلاف الحاكم بـ"التمسك بالجدول الزمني والمشاركة في النقاش وفق ما ينص عليه النظام البرلماني".
وكان من المقرر أن تتم مناقشة مشروع القانون، الذي يهدف إلى جعل الخدمة العسكرية أكثر جذبًا للشباب، في قراءة أولى أمام البرلمان يوم الخميس المقبل، إلا أن الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، المنتمي إليه المستشار فريدريش ميرتس، طالبت أمس الجمعة بتأجيل الجلسة، مشيرة إلى أن النص المقترح لا يحدد بوضوح كيفية إمكانية تحويل الخدمة التطوعية إلى إلزامية، وهو ما يطالب به سياسيون بارزون من حزب المستشار.
ورغم الخلافات، شدد بيستوريوس على أن الإجراءات البرلمانية تتيح آليات متعددة للتعديل والنقاش، مثل تقديم مقترحات التعديل أو الاستماع إلى الخبراء لضمان عدم تجاهل أي آراء.
تأجيل ومناقشات حول: تطوعي أم إلزامي!
واتفقت كتلتا الائتلاف الحاكم في البرلمان على البدء بمناقشات قانون الخدمة العسكرية الجديد في الأسبوع ما بعد المقبل، وذلك حسب ما أعلنه متحدثون باسم الكتلتين، ردًا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
إعلان
وقال متحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي: "نطمح إلى إنجاز سريع لقانون الخدمة العسكرية بما يتناسب مع الوضع الأمني المتوتر على نحو مستمر. وستجري المشاورة الأولى في البرلمان خلال الأسبوع ما بعد المقبل، وثمة توافق على ذلك بين قيادات كتل التحالف الحاكم".
من جهته أكد متحدث باسم الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي أن الجانبين يجريان مفاوضات جيدة بشأن قانون الخدمة العسكرية، وذلك منذ الاجتماع المغلق الذي أجراه الائتلاف الحاكم في مدينة فورتسبورغ، مضيفًا أن "رئيسي كتلتي الائتلاف كانا اتفقا قبل أيام على إجراء المشاورة الأولى في البرلمان في الأسبوع ما بعد المقبل".
وزير الدفاع بيستوريوس وحزبه الاشتراكي يعولان على الخدمة التطوعية، بينما يريد حزب المستشار ميرتس الخدمة الإلزاميةصورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
ليس الخلاف الأول
وقد شهدت الحكومة بالفعل توترات مشابهة قبيل إقرار القانون في مجلس الوزراء، حين سحب وزير الخارجية المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، يوهان فاديفول، اعتراضه على مشروع القانون في اللحظة الأخيرة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الجدل حول أمن ألمانيا بعد الانتهاكات الروسية الأخيرة للمجال الجوي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بطائرات مسيرة ومقاتلات. وأكد فاديفول مطلبه بالإسراع في إعادة العمل بالخدمة الإلزامية، كما رأى زعيم الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، ينس شبان، أنه يتعين "التعامل مع ملف الخدمة العسكرية بقدر أكبر من الطموح".
وانتقد بيستريوس ربط تأجيل مناقشة القانون بحوادث اختراق المجال الجوي، واصفًا موقف التحالف المسيحي بالمتناقض، وقال: "ما علاقة تحليق الطائرات المسيرة بموضوع الخدمة العسكرية؟ هذا يبقى سرًا لدى ممثلي التحالف المسيحي"، محذرًا من أن هذه الخطوات تضر بسمعة الحكومة وتضعف الثقة العامة بدلًا من تعزيزها.
تحرير: عماد حسن
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.