تحركت النيابة العامة وأرسلت فرقا أمنية خاصة إلى بلدة فرايتال بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا لاعتقال أفراد خلية إرهابية تُدعى "مجموعة فرايتال" المتهمة بتنفيذ اعتداءات إرهابية على لاجئين، وذلك بمتفجرات من تشيكيا المجاورة.
إعلان
عناصر "مجموعة فرايتال" شكلوا هذه الخلية في يوليو/ تموز 2015 على أبعد تقدير، وعددهم ثمانية أشخاص يتزعمهم شاب في الـ 27 من العمر يُدعى تيمو س. وصديقه باتريك ف. البالغ من العمر 24 عاما. المجموعة لم تطلق على نفسها هذا الاسم، بل هو يعود للتسمية التي أطلقتها النيابة العامة الألمانية على المجموعة، التي كانت في الحقيقة "مجموعة دفاع مدني".
تيمو س. وريكو ك. أصدقاء ضمن مجموعة الدفاع المدني
على صورة حساب موقع فيسبوك لمجموعة الدفاع المدني كُتب "تقليد في الشرق أن تنفجر المفرقعات قبل ليلة السنة الميلادية". ويلقى موقع فيسبوك للمجموعة تأييدا من مئات المعجبين، وربما انبهر الكثيرون بما فعله جزء من هذه المجموعة سراً، إذ يبدو أنهم نفذوا اعتداءات بالمتفجرات في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ضد دور للاجئين في بلدة فرايتال. كما اعتدت المجموعة على مشروع بناء بديل بمدينة دريسدن.
ويفيد عناصر المجموعة أن مجموعتهم للدفاع المدني تشكلت في أعقاب "تجاوزات في فرايتال وعلى حافلة نقل حضري". ويتهم أفراد المجموعة لاجئين بالوقوف وراء تلك التجاوزات، وهي تسعى لأخذ الثأر بيدها، لاسيما بعد أحداث ليلة رأس السنة الماضية في كولونيا التي أعقبها ظهور العديد من مجموعات الدفاع المدني التي تدعي أن "الدولة عاجزة عن حمايتنا" أو "مشكلة اللاجئين يجب أن نتولاها بأنفسنا". ويفيد المحققون أن أفراد هذه المجموعات ينحدرون من عدة أوساط كاليمينيين المتطرفين والهوليغانس وحزب "البديل من أجل ألمانيا".
فرايتال ليست حالة منفردة
وإلى جانب مجموعات الدفاع المدني التي هي في غالب الأحيان يمينية متطرفة توجد أيضا مجموعات محلية وأشخاص يحرضون ضد اللاجئين. ولم تصنف السلطات هؤلاء الأشخاص سابقا بأنهم يمينيون متطرفون. ولكن أعمال العنف صدرت أيضا من مواطنين عاديين احتجوا أمام دور لإيواء اللاجئين. وقد سجلت الشرطة الجنائية الألمانية في 2015 أكثر من 1000 اعتداء على دور للاجئين. كما دونت مؤسسة ألمانية أخرى هذا العام 311 اعتداء ضد مساكن للاجئين، 55 منها كانت اعتداءات بالحرق.
المتفجرات تأتي من شرق أوروبا
وكشفت التحريات أن مواد الحرق المستعملة من أولئك الأشخاص ليست مفرقعات عادية، بل هي مواد محظورة في ألمانيا تملك قوة انفجار هائلة. وتفيد النيابة العامة أن "مجموعة فرايتال" اقتنت "كمية كبيرة من المتفجرات بأنواع مختلفة من تشيكيا". ولذلك، فإن لائحة الاتهام يشمل أيضا "التسبب في اعتداءات بمتفجرات". وكشف برنامج تحقيق أنجزته قناة تلفزة ألمانية تحت عنوان "الإرهاب اليميني: التهديد الجديد"، كيف أنه من السهل الحصول على تلك المتفجرات في بولندا أو تشيكيا والذي يُظهر أيضا الآثار المدمرة لتلك المتفجرات.
التهمة: محاولة القتل
وفي بلدة فرايتال ألقى الجناة تلك المتفجرات عبر نوافذ دور لإيواء لاجئين، وقالت النيابة العامة إنه لم تحصل إصابات بليغة أو قاتلة، لأن المقيمين في تلك الدور "نجحوا في وقت مناسب في تأمين حياتهم بالمسكن". وحدثت اعتداءات بمتفجرات في دور أخرى، إلا أنه لحسن الحظ لم تحصل إصابات خطيرة. وتقول النيابة العامة إن كميات المتفجرات المستعملة من قبل الجناة كانت كافية لقتل أشخاص.
السياسة علمت بالإنذار
وسارعت سلطات التحقيق بالتحرك لتعزز الشكوك حول وجود مجموعة إرهابية في بلدة فرايتال، وتولى النائب العام الألماني بنفسه الملف من النيابة العامة في دريسدن. وعبر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير عن ارتياحه لإلقاء القبض على عناصر المجموعة، وتحدث عن ضربة موجعة ضد شبكة إرهابية يمينية في المنطقة. واعتبر أن تدخل الشرطة منع حصول اعتداءات أخرى محتملة للمجموعة ضد دور للاجئين ومعارضين سياسيين. وقال وزير الداخلية: "هذا يوضح أن دولة القانون تتحرك بحزم ومبكرا ضد بنيات متطرفة يمينية وجناة".
وسبق للنيابة العامة الألمانية أن تحركت في هذا العام ضد مجموعة إرهابية يمينية سيمثل أعضاؤها الأربعة الأسبوع المقبل أمام محكمة ميونيخ بتهمة تنفيذ اعتداءات ضد دور للاجئين. كما أن وزير الداخلية الألماني حظر في مارس الماضي النادي اليميني المتطرف باسم "الذئاب البيضاء فريق الإرهاب"، وأعضاؤه متهمون أيضا بالاعتداء على لاجئين.
عمليات القتل النازية بحق الأجانب - تسلسل زمني في صور
بعد إرجاء الموعد، ستنطلق اعتبارا من آيار/ مايو القادم جلسات محاكمة بيآته شيبه، العضوة في خلية نازية سرية، والمتهمة رفقة أربعة من مساعديها بالضلوع في عمليات قتل بحق عشرة أشخاص، بينهم ثمانية أتراك ما بين عامي 2000 و2007.
صورة من: picture-alliance/dpa
قتلة مجهولين لسنوات
لسنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه مونلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته شيبه. ضحاياهم: ثمانية أشخاص من أصل تركي ويوناني بالإضافة إلى شرطية. دافعهم المحتمل في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.
صورة من: privat/dapd
كشف النقاب عن مدبري عمليات القتل
في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011 تم كشف النقاب عن سلسة عمليات القتل التي راح ضحيتها ثمانية أتراك ويوناني بالإضافة إلى شرطية. في ذلك اليوم حاول أوفه موندلوز ورفيقه أوفه بونهارت سرقة بنك بمدينة آيزناخ، ولكن العملية باءت بالفشل. وعندما حاولا الفرار في شاحنتهما، تتبعتهما الشرطة وحاصرتهما. عندها قام موندلوز بقتل رفيقه بونهارت قبل أن يضرم النار في الشاحنة وينتحر، وفقا لتحريات الشرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
بيآته شيبه تسلم نفسها للسلطات
بعد مقتل أوفه موندلوز وأوفه بونهارت انفجرت الشقة التي كانا يسكنا فيها رفقة بيآته شيبه في بلدة تسفيكاو بشرقي ألمانيا. بعدها بأربعة أيام سلمت شيبه نفسها للسلطات الألمانية التي تقول إن المتهمة أضرمت النار عمدا في المنزل لإخفاء أدلة تدين الثلاثي في عمليات القتل. ولا تزال شيبه في الحبس التحفظي إلى حين مثولها أمام القضاء.
صورة من: Getty Images
اعترافات بالقتل
وجد المحققون في حطام المنزل، الذي كان يسكن فيه موندلوز ومونهارت رفقة بيآته شيبه، شريط فيديو يتضمن اعترافات الثلاثي الذي يطلق على نفسه اسم "الخلية النازية السرية" بقيامه بعمليات القتل. ويعرض شريط الفيديو، الذي يبلغ طوله 15 دقيقة، أماكن وضحايا عمليات القتل التي نفذتها الخلية في ألمانيا ما بين عامي 2000 و2007.
صورة من: picture-alliance/dpa
كراهية اللأجانب
ويتضمن الفيديو الذي صور على شكل صور متحركة رسائل معادية للمهاجرين ومقاطع تحتقر ضحايا عمليات القتل. ويقال إن بيآته شيبه قد قامت، قبل إلقاء القبض عليها، بإرسال هذا الفيديو إلى أشخاص آخرين.
صورة من: dapd
الغموض يشوب القضية
إلى يومنا هذا لا تزال دوافع عمليات القتل وكذلك القاتلين والمتورطين فيها والمدبرين لها في كنف الغموض. وفي البداية كانت هناك تخمينات بأن القتلة ربما من تجار المخدرات، ولكن شريط الفيديو الذي عثر عليه خلال عمليات التحري أظهر أنهم من اليمنيين المتطرفيين أو بالأحرى النازيين الجدد...
صورة من: picture-alliance/dpa
قنبلة المسامير في كولونيا عام 2004
في 10 من يونيو/حزيران عام 2004 أي بعد يوم من عملية اعتداء بقنبلة مسامير في أحد شوارع مدينة كولونيا الألمانية الذي تقطنه غالبية تركية أسفرت عن جرح 22 شخصا، قال وزير الداخلية الألماني آنذاك أوتو شيلي إن كل الأدلة تشير إلى أن الدوافع إجرامية. وبعدها بسنوات، أي عام 2011 تبيَّن أن المدبرين ليسوا مجرمين عاديين وإنما من النازيين الجدد...
صورة من: picture alliance/dpa
إحياء ذكرى الضحايا في برلين
في 23 من فبراير/شباط عام 2012 أقيمت في برلين مراسم إحياء ذكرى ضحايا عمليات القتل اليمينية المتطرفة. وقد شارك في هذه المراسم أهالي الضحايا وعدد من كبار المسؤولين الألمان على غرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي اعتذرت لأهالي الضحايا، مؤكدة لهم العمل على كشف ملابسات هذه العمليات ومحاسبة المسؤولين عنها.
صورة من: Bundesregierung/Kugler
مظاهرات تضامنية مع الضحايا
في الرابع من نوفمبر/تشرين الأول عام 2012، أي بعد كشف النقاب عن الخلية النازية السرية بسنة، خرج الناس في عدة مدن ألمانية تضامنا مع أهالي ضحايا عمليات القتل النازية، منددين باليمين المتطرف. كما طالبوا بكشف الحقيقة عن المدبرين والمنفذين لها ومحاسبتهم، موجهين انتقادات للسلطات الألمانية بالتباطئ في عمليات التحري والتحقيق.
صورة من: picture-alliance/dpa
اختفاء بعض الملفات
فشلت السلطات الألمانية في الكشف عن عمليات القتل النازية، ذلك أن ملفات مهمة بهذا الشأن إما ظهرت بشكل متأخر أو اختفت بعد التخلص منها. وهو الأمر الذي أدى إلى تعطيل عمل لجنة التحريات حول الخلية النازية السرية التي يرأسها النائب عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي في البرلمان الألماني زيباستيان إيداتي.
صورة من: Getty Images
نصب تذكاري لمحمات كوباسيك
"دورتموند مدينة متنوعة ومنفتحة ومتسامحة وضد التطرف اليميني"، هذا ما قاله رئيس بلدية مدينة دورتموند أولريش زيراو خلال تدشين النصب التذكاري الذي أقامته المدينة لإحياء ذكرى محمات كوباسيك، أحد ضحايا الخلية النازية السرية، في سيبتمبر/أيلول عام 2012. ويوجد هذا النصب بالقرب من الكشك الذي كان يعمل فيه كوباسيك حين تم اغتياله في الرابع من أبريل/نيسان عام 2004.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد تغييبها، الصحافة التركية تتابع المحاكمة
أثار عدم حصول وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة منها التركية على مقاعد لمتابعة أحداث المحاكمة، على الرغم من أن ثمانية من إجمالي الضحايا العشرة من أصول تركية، جدلا واسعا داخل ألمانيا وخارجها. ولكن، المحكمة الدستورية الألمانية أصدرت في وقت لاحق قرارا بوجوب السماح لوسائل الإعلام الأجنبية "التي لديها ارتباط خاص بالضحايا" بتغطية محاكمة بيآته شيبه وأربعة متهمين آخرين.