ألمانيا: دعوات لاستمرار عمليات التفتيش الحدودية المشددة
١٣ يوليو ٢٠٢٤
دعا الحزب الليبرالي (الحر الديمقراطي) الألماني إلى استمرار عمليات التفتيش المشددة على جميع الحدود الألمانية التي تم تطبيقها خلال بطولة أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2024) حتى إشعار آخر، وذلك للحد من الهجرة غير النظامية.
إعلان
دعا الحزب الديمقراطي الحر -واسمه أيضا الحزب الليبرالي الألماني وهو الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم في ألمانيا- إلى استمرار عمليات التفتيش المشددة على جميع الحدود الألمانية التي تم تطبيقها خلال بطولة أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2024) حتى إشعار آخر للحد من الهجرة غير النظامية.
وفي تصريحات لمجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية قال زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الليبرالي في البرلمان الألماني -كريستيان دور- موضحا السبب وراء هذه الدعوة إن عمليات التفتيش الشرطية أدت إلى "ضبط أولئك الذين يحاولون الدخول إلى البلاد بشكل غير قانوني بصورة فعالة للغاية".
وأضاف كريستيان دور أنه ليس لديه موعد نهائي محدد لهذه الإجراءات مشيرا إلى أنه لا يمكن إلغاء عمليات التفتيش على الحدود الداخلية إلا عندما يكون هناك نظام يحمي الحدود الخارجية الأوروبية بالكامل، وأردف: "لكن هذه أداة فعالة للغاية في الوقت الحالي".
يُذكَر أن الأمين العام للحلف الليبرالي بيان دير-ساراي كان طالب في نهاية يونيو / حزيران الماضي 2024 بتمديد عمليات التفتيش على جميع الحدود الألمانية من قبل الشرطة الاتحادية لمدة عام. وكانت الخطة الأصلية تنص على الإبقاء على هذه الإجراءات حتى وقت قصير بعد بطولة يورو 2024 في العطلة الأسبوعية الحالية.
ومنذ منتصف الشهر الماضي يونيو / حزيران 2024، كانت هناك عمليات تفتيش على الحدود مع الدنمارك وفرنسا ودول البنلوكس حيث لم يكن قد تم تطبيق هذه الإجراءات في تلك المناطق من قبل.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية أعلنت في نهاية مايو / أيار الماضي 2024 عن تمديد عمليات التفتيش الثابتة على الحدود البرية مع كل من بولندا والتشيك وسويسرا -وهي الإجراءات التي كانت سارية منذ خريف 2023- لمدة ستة شهور حتى منتصف ديسمبر / كانون الأول المقبل 2024. وبررت الوزارة تمديد هذه الإجراءات بهدف مكافحة جرائم التهريب والحد من الهجرة غير النظامية.
في الوقت نفسه دعا كريستيان دور إلى الحد من الهجرة بشكل كبير. وقال: "يجب أن يكون الهدف الفعلي -إن أمكن- هو ألا يأتي إلى ألمانيا أي شخص لا يحق له الحصول على اللجوء ولا يتمتع بوضع اللاجئ. نريد وقف الهجرة غير النظامية إلى أنظمة الضمان الاجتماعي. ونحن نرى أن الأعداد آخذة في التراجع".
وأعرب دور عن إصراره على نقل إجراءات اللجوء إلى دول ثالثة، وبحسب بيانات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا، وصل عدد الأشخاص الذين قدموا طلب لجوء لألمانيا لأول مرة إلى 329 ألف و120 شخصا في العام الماضي بزيادة تقارب نحو 50% مقارنة بالعام السابق عليه. وكان أغلب طالبي اللجوء من سوريا وتركيا وأفغانستان.
ووصل عدد الأشخاص الذين قدموا طلب لجوء لأول مرة لألمانيا في الربع الأول من العام الحالي 2024 إلى 65 ألف و419 شخصا بتراجع بنسبة نحو 19% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ع.م/ أ.ح (د ب أ)
أوروبا وبلدان شمال إفريقيا.. لعبة المصالح ومقايضة الهجرة بالمال
تحتاج دول الاتحاد الأوروبي لموافقة دول جنوب المتوسط من أجل وقف الأعداد القياسية للمهاجرين غير النظاميين. ولذلك سعت بروكسل لصفقات تبادل مصالح مع دول كمصر وتونس وموريتانيا، وتفاوض أخرى كالمغرب. اتفاقيات تعرضت لنقد شديد.
صورة من: Hasan Mrad/ZUMA Wire/IMAGO
رئيسة الحكومة الإيطالية تزور تونس للمرة الرابعة
تزور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تونس، للمرة الرابعة خلال عام. وتركز مرة أخرى على مكافحة الهجرة غير القانونية. وأكدت مصادر إيطالية قبل هذه الزيارة أن "التعاون في مجال الهجرة يظل جانبا أساسيا في العلاقة بين إيطاليا وتونس". وتأتي الزيارة قبل شهرين من الانتخابات الأوروبية التي تخاض في إطارها نقاشات ساخنة حول الهجرة.
صورة من: Slim Abid/AP/picture alliance
اتفاقية مع تونس
وكانت تونس وقعت في تموز/يوليو 2023 مذكرة تفاهم مع المفوضية الأوروبية لكبح موجات الهجرة المنطلقة من سواحلها وجرى تعميم الخطوة مع موريتانيا ومصر لاحقا. وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، التي زارت تونس مع رئيسي وزراء إيطاليا وهولندا، إلى أهمية التعاون في مجال مكافحة عصابات تهريب البشر وإدارة الحدود والبحث والإنقاذ عبر تمويل بقيمة 100 مليون يورو هذا العام.
صورة من: Freek van den Bergh/ANP/picture alliance
ثلثا المهاجرين يصلون إيطاليا عبر تونس
ومن بين أكثر من 150 ألف مهاجر وصلوا إلى السواحل الإيطالية القريبة في 2023، انطلق قرابة ثلثي العدد من سواحل تونس وأغلبهم من سواحل صفاقس التي تضم الآلاف من مهاجري دول إفريقيا جنوب الصحراء، والحالمين بالوصول إلى دول التكتل الأوروبي الغني. وتوفي أكثر من 1300 مهاجر قبالة سواحل تونس عام 2023، أي ما يفوق نصف عدد الوفيات في البحر المتوسط، المصنف كأخطر الطرق البحرية للهجرة غير النظامية.
صورة من: Ferhi Belaid/AFP/Getty Images
اتفاقية مع مصر
رئيسة المفوضية الأوروبية زارت القاهرة أيضا، برفقة رؤساء حكومات بلجيكا وإيطاليا واليونان. ووقعت اتفاقية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدف إقامة شراكة مع السلطات المصرية لمساعدة هذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية خطيرة، والذي يقع على حدود حربين في قطاع غزة والسودان، وحيث يوجد نحو 9 ملايين مهاجر ولاجئ - بما في ذلك أربعة ملايين سوداني و 1,5 مليون سوري - بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
صورة من: Dati Bendo/dpa/EU Commission/picture alliance
مساعدات لموريتانيا مقابل التعاون في مجال الهجرة
كما وقعت موريتانيا مع بروكسل إعلانا للتعاون المشترك بينهما في مجال محاربة الهجرة غير النظامية يشتمل على نقاط متفرقة منها منع المهاجرين من التدفق نحو السواحل الأوروبية، وخاصة إسبانيا، وإعادة المهاجرين الموريتانيين غير النظاميين. والتعاون في مجال اللجوء، ومساعدة موريتانيا على إيواء طالبي اللجوء الأجانب على أراضيها مع احترام حقوقهم الأساسية. ولقي الاتفاق انتقادات واسعة في موريتانيا.
صورة من: BORJA PUIG DE LA BELLACASA/AFP
العبور من المغرب
يعتبر المغرب أحد أهم الوجهات للعبور إلى الاتحاد الأوروبي. إلا أن الرباط تشدد رقابتها على المنفذين البريين في سبتة ومليلة، إضافة للعبور بحرا. واعترضت السلطات المغربية 87 ألف مهاجر حاولوا الانطلاق من المغرب إلى أوروبا في 2023، وأنقذت 22 ألف مهاجر تقطعت بهم السبل في البحر أثناء محاولة العبور.
صورة من: Bernat Armangue/AP Photo/picture alliance
تقارب إسباني مغربي
التقارب الأوروبي مع المغرب تدفع به خصوصا إسبانيا، التي أعلنت في مارس/آذار 2022 تأييد موقف المغرب فيما يتعلق بالصحراء الغربية. وزار رئيس الوزراء الإسباني سانشيز المغرب أكثر من مرة. وعملت الرباط ومدريد على توثيق التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية. واحتلت قضية الهجرة موقعا مهما في المحادثات.
صورة من: /AP Photo/picture alliance
سعي أوروبي لاتفاق قريب مع المغرب
هناك اتفاقيات ثنائية بين دول أوروبية والمغرب بخصوص الهجرة. ولكن هناك مفاوضات تجريها المفوضية الأوروبية مع الرباط، منذ سبع سنوات، ومن المقرر أن يتم التوقيع على الاتفاق نهاية 2024. التعاون مع المغرب ثمنه ليس ماليا، وإنما سياسي، بحسب مصادر أوروبية مطلعة، كما نقلت صحيفة "كرونه" النمساوية، حيث تشترط الرباط دعم بروكسل بخصوص الصحراء الغربية. وفي المقابل، يدعم المغرب السياسة الأوروبية المتعلقة باللاجئين.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
انتقادات حقوقية لهذه الاتفاقيات
انتقد نواب في البرلمان الأوروبي "الوضع الكارثي للديموقراطية وحقوق الإنسان في مصر". كما تعرضت مذكرة التفاهم مع تونس لانتقادات من قبل اليسار الذي يدين "استبداد" الرئيس التونسي سعيد، والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون من جنوب الصحراء في بلده.
ودان المجلس الأوروبي للاجئين "الاتفاقات المبرمة مع الحكومات القمعية".
صورة من: Mahmud Turkia/AFP
تبقى ليبيا
ومع هذه الاتفاقيات المتتالية مع دول شمال إفريقيا للحد من الهجرة غير النظامية، تبقى دولة واحدة بمثابة العقدة أمام المنشار. حيث تستغل ميليشيات مسلحة في ليبيا الانقسام في البلد، لتحقق ثروات طائلة من خلال تهريب المهاجرين على قوارب مكتظة باتجاه اليونان وإيطاليا. وعجزت الجهود الأوروبية حتى الآن عن إيجاد حل للمعضلة، التي تفاقمت في يونيو/حزيران 2023 مع تسجيل واحد من أكبر حوادث غرق المهاجرين على الإطلاق.