ألمانيا- دعوة للحذر بعد إصابة العشرات بحادث دهس في الكرنفال
٢٤ فبراير ٢٠٢٠
أصيب عشرات الأشخاص بعضهم إصابتهم جسيمة بعد قيام قائد سيارة ألماني بدهس حشد في مسيرة للكرنفال في بلدة بولاية هيسن قبل أيام الصوم الكبير المسيحية. وتضاربت المعلومات حول ما إذا كان هذا الحادث قد وقع عمدا.
وتشرف رئاسة الشرطة في فرانكفورت على فريق المحققين في الواقعة. وهرعت سيارات الشرطة والإسعاف إلى موقع الحادث في فولكمارسن، وهي بلدة صغيرة في شمال ولاية هيسه على بعد 420 كيلومترا غربي برلين.
وقالت شرطة شمال هيسن على تويتر "نحن على الأرض بأعداد كبيرة. والتحقيق جار". وذكرت أن الواقعة حدثت حوالي الساعة 2:45 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (1345 بتوقيت غرينتش).
هل كان هجوما مقصودا؟
وقال شاهد عيان لقناة (هيسنشاو) إن السيارة واصلت اختراق الحشد لمسافة 30 مترا تقريبا قبل أن تتوقف. وأظهرت صور التقطها هواة ونشرت على الإنترنت أفرادا من الشرطة بجانب سيارة فضية من طراز مرسيدس-بنز يبدو أن لها علاقة بالواقعة. وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن السائق تعمد اختراق حواجز بلاستيكية نصبتها الشرطة حول منطقة المسيرة.
وقال متحدث باسم رئاسة الشرطة في شمال هيسن إنه لا يمكنه التأكيد بأن السائق تعمد صدم الحشد بسيارته. وتابع حسب وكالة رويترز "لا أعرف من أين جاء الخبر بأن (هذا العمل) كان هجوما" متعمدا.
ودعت شرطة ولاية هيسن في تغريدة على موقع تويتر إلى عدم نشر فيديوهات تخص الحادث. وقالت الشرطة في تغريدتها: "نعرف أن هناك رغبة كبيرة في الحصول على معلومات شاملة، لكننا نحث كل من يتوفر على صور أو مقاطع فيديو تخص حادثة فولكمارسن بعدم نشرها والكف عن تداول التكهنات"، مؤكدة في نفس الوقت بفتح موقع خاص للإدلاء بأي معلومات تخص الحادث.
وألغت الشرطة جميع العروض الكرنفالية في ولاية هيسن، حيث تقع فولكمارسن، كإجراء احترازي، لكنها قالت إنها ليست على علم بوجود أي خطر يهدد مناطق أخرى بألمانيا.
ومن جهته قال فولكر بوفير رئيس وزراء ولاية هيسن، التي تقع بها فولكمارسن، إن خلفيات هذا العمل غير معلومة، داعيا إلى عدم التكهن حول الدوافع المحتملة له. وأضاف بوفير مساء الإثنين "هذه ساعة المحققين، الذين يعملون، وسط ضغوط قوية، على توضيح (ملابسات) هذا العمل العنيف.
ويحظى الكرنفال بشعبية كبيرة في مناطق بغرب ألمانيا، خاصة في مدن منطقة راينلاند مثل كولونيا ودوسلدورف، وماينز، حيث تبلغ المهرجانات ذروتها في اليوم الذي يطلق عليه اسم "اثنين الورود" إذ يحضر عشرات الآلاف عروضا تقام بالشوارع وتشارك فيها عربات مزينة على نحو فكاهي أو ساخر.
ص.ش/ع.ش (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
"إثنَينِ الورود" - احتفالات كرنفالية "ذهبت مع الريح"
كثيرون في ألمانيا انتظروا بفارغ الصبر "إثنَينِ الورود" للرقص والغناء والاستمتاع بالعروض الكرنفالية. لكن سوء حالة الطقس، الذي صاحبته رياح وأمطار، أجبر العديد من المنظمين على إلغاء هذه العروض أو تقليصها بشكل كبير.
صورة من: DW/S. Gushcha
من الصعب على المرء في ألمانيا أن يتصور كرنفال "إثنَينِ الورود" (بالألمانية: Rosenmontag) بدون مواكب تتضمن عروضا كرنفالية ودمى وعربات مختلفة. بيد أن سوء الأحول الجوية، التي رافقتها رياح عاتية وأحيانا عواصف، أجبر العديد من المدن، وبينها معاقل الكرنفال ماينز ودوسلدورف، على إلغاء مختلف المواكب الكرنفالية.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
البعض أصر على الاحتفال بالكرنفال، على غرار هذا الرجل المتنكر بملابس الهنود الحمر في دوسلدورف، والذي يحاول الصمود أمام الرياح. لكن كيف سيكون الأمر إذا ما سقطت أغصان شجر أو أجزاء من الدمى الضخمة، التي تنقلها العربات في مواكب الكرنفال على جمع من الناس؟ الخوف حول سلامة المواطنين دفع السلطات في ماينز ودوسلدورف إلى إلغاء المواكب الكرنفالية.
صورة من: Reuters/R. Orlowski
في مدينة دوسلدورف قرر المنظمون عرض بعض العربات التي تحمل تماثيل كاريكاتورية، بدلا من السير في مواكب في الساحات العامة. هذه العربة مثلا تحمل تمثالا للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وقد ابتلعتها موجة كتب عليها "موجة اللاجئين".
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
منظمو كرنفال دوسلدورف بقوا على عهدهم في نقد الأوضاع السياسية عبر السخرية اللاذعة: فهذه العربة التي تتضمن تمثالين باللون الأزرق ثم تمثالا باللون البني عبارة عن تصوير ساخر لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي تأسس قبل عامين كحركة احتجاجية على سياسة ألمانيا في منطقة اليورو، ليتحول بمرور الوقت إلى حزب يميني متطرف. فاللون البني يرمز في ألمانيا إلى التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
في الواقع، من غير الصعب التعرف للوهلة الأولى عن الشخص المقصود بهذا التمثال الكاريكاتيري! وفي حال تعذر ذلك، فالإجابة هي: إنه المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، الذي كان أثار جدلا واسعا بتصريحاته الداعية إلى حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
هنا في مدينة ماينز بقيت العربات متوقفة في الصالات وعلى متنها أكياس وأكياس من الحلوى، التي كان من المقرر أن يلقيها المنظمون على الناس، الذين يقفون على حافة الطرق للتمتع بعروض مواكب الكرنفال. وطبعا السؤال هو ماذا سيفعل المنظمون الآن بتلك الحلوى؟
صورة من: picture-alliance/dpa/F. von Erichsen
مدينة كولونيا تتحدى الطقس السيئ وتقرر السماح بمواكب الكرنفال ولكن بدون أحصنة ولا تماثيل كبيرة ولا لافتات أيضا. ورغم الرياح والأمطار خرج سكان، كعادتهم كل سنة، متنكرين وهذه المرة مسلحين بمظلات مطر للاحتفال بالكرنفال.
صورة من: Getty Images/V. Hartmann
رغم الطقس السيئ، فإن البعض ينتظر هنا بفارغ الصبر مرور العربات متسلحا بملابس وأحذية تقي من البرد والأمطار على أمل أن يتمتع بعروض كارنفالية ممتعة وأن يحصل على قطع من الحلوى.
صورة من: Getty Images/V. Hartmann
عمدة مدينة كولونيا هينريته ريكه بدورها لم تغب عن الكرنفال رغم الأمطار والرياح والبرد، حيث خرجت مرتدية ملابس كرنفالية زاهية لتحيي سكان المدينة وزوارها من أحباء كرنفال "إثنَينِ الورود".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
ونظرا لما وقع في ليلة رأس السنة في كولونيا وكذلك الخوف من المخاطر الإرهابية الكامنة، تواجدت الشرطة في كولونيا بأعداد كبيرة لتأمين سير مختلف الفعاليات الكرنفالية ليوم "إثنَينِ الورود" في جو من الأمن والأمان.