ألمانيا: دعوى قضائية بحق حراس نزل لاجئين بعد وفاة جنين
٢٤ يوليو ٢٠١٩
حدث مأساوي في نزل للاجئين في برلين بعد ولادة جنين متوفٍ لأم لاجئة، بسبب رفض حراس الأمن طلب سيارة إسعاف لها. القضية أخذت أبعادا قانونية ومطالب بوضع تعليمات لمنع تكرار الحادث الذي يعرض حياة اللاجئين وأطفالهم إلى الخطر.
صورة رمزيةصورة من: picture alliance/dpa/J. Büttner
إعلان
بعد وفاة جنين لأمرأة حامل في نزل للاجئين في برلين، رفعت دعوى جنائية ضد اثنين من موظفي خدمة الأمن وذلك لعدم تقديم المساعدة الضرورية للأم. وصرح المحامي المتخصص في القانون الطبي توبياز كيفيت أمس الثلاثاء (23 تموز/ يوليو 2019) لوكالة الأنباء البروتستانتية قائلا إن التهمة الموجهة قد تصل ضد هؤلاء إلى القتل بسبب الإهمال. ويمثل كيفيت العائلة الأرمينية أمام المحاكم في هذه القضية.
وكانت الأسرة تقطن في نزل للاجئين تابع لجمعية رعاية العمال AWO. ووفقا للمحامي، فقد كانت المرأة الأرمينية البالغة من العمر 21 عامًا حاملًا في الشهر التاسع، وحدث أن عانت المرأة آلاما شديدة ونزيف في ليلة 23 يونيو/ حزيران فطلب زوجها من الحارسين استدعاء سيارة الإسعاف، بيد أنهما رفضا هذا الطلب وأعطيا بدلا من ذلك توجيهات للزوجين بضرورة التوجه إلى المشفى بعد أن وصفا لهما الطريق.
وما إن وصل الزوجان إلى العيادة الطبية بعد أن سارا لمسافة طويلة على الأقدام، حتى أنجبت الأم طفلا ميتا. وأوضح المحامي أن موكليه تعرضا لصدمة شديدة واكتئاب منذ فقدان الجنين
من جهته أعرب مانفريد نوفاك، رئيس جمعية AWO المسؤولة عن نزل اللاجئين الذي أقامت به العائلة الأرمينية، عن أسفه للحادث "المأساوي للغاية".
ولا يرى نوفاك أية قواعد كافية للتعامل مع هذه المواقف الحساسة في منازل اللاجئين. وقد طلبت هيئة إرشاد اللاجئين في برلين بعد معرفتها بهذه الحالة بضرورة وجود إرشادات واضحة في منازل اللاجئين من أجل عدم تكرار هذا الأمر وضمان حياة أفضل للاجئين المقيمين.
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو