سجلت المانيا تراجعا بنسبة الثلثين في وصول طالبي اللجوء الجدد مع تسجيل 20 الف وافد جديد في آذار/مارس مقابل 60 ألفا في الشهر السابق، على ما أعلن وزير الداخلية توماس دي ميزيير.
إعلان
صرح وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير اليوم الجمعة (الثامن من أبريل/نيسان 2016) أن أكثر من 180 ألف شخص تقدموا بطلبات لجوء إلى ألمانيا خلال الربع الأول من العام الجاري في زيادة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وقال دي ميزير خلال مؤتمر صحفي إنه بالرغم من الزيادة السنوية، فإن عدد الوافدين تراجع بصورة حادة ما بين شهري شباط/فبراير وآذار/مارس نتيجة إغلاق الحدود على طول طريق غرب البلقان.
وأوضح الوزير أن عدد الوافدين الجدد تراجع بنسبة الثلثين من 61428 شخصا في شباط/فبراير إلى 20608 شخصا في آذار/مارس، مضيفا أن هذه الرقم ربما يكون أكبر من الحقيقي بسبب تسجيل المهاجرين أكثر من مرة في أنحاء مختلفة من ألمانيا.
وسجلت ألمانيا حوالي 1.1 مليون مهاجر في عام 2015، في أكبر موجة تدفق للمهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية. وقال دي ميزير إن قدرة ألمانيا على استقبال اللاجئين في عام 2016 "كبيرة". وأضاف قائلا: "كلما كنا أكثر ثقة في حريتنا وإرثنا، كلما كنا أكثر قدرة على التسامح والسماح بحدوث الاندماج".
وتراجع عدد الوافدين وتقلص كثيرا في مارس/آذار مع إغلاق مسار الهجرة من خلال جنوب شرق أوروبا. وهذا بالمقارنة بنحو عشرة آلاف شخص دخلوا البلاد كل يوم في ذروة الأزمة أواخر صيف العام الماضي. لكن نظرا للعدد الكبير من المهاجرين الذين ينتظرون في مراكز الإيواء للتقدم بطلب لجوء سجلت السلطات الألمانية نحو 60 ألف طلب في مارس/آذار أي بزيادة 87 في المئة مقارنة بالشهر نفسه عام 2015 وبانخفاض 11.5 في المئة عن فبراير/شباط.
ش.ع/ح.ح (أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)
من حلب إلى بريمرهافن - متحف يعرض قصة فرار أسرة سورية
أصبحت قصص هروب اللاجئين السوررين من وطنهم إلى ألمانيا، على غرار قصة أسرة كوتو من حلب، جزءا من قصص الفرار واللجوء والهجرة التي يعرضها متحف "منزل المهاجرين" في مدينة بريمرهافن الألمانية. اخترنا بعضا من محطاتها في صور.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
صورة تذكارية من عام 2006 لعائلة كوتو: الأب خليل والأم حميدة والأطفال منان ودولوفان وأياس ونيرفانا. لا أحد منهم كان يتوقع ما ستشهده سوريا بعد سنوات فقط من ذلك التاريخ من حرب أهلية ودمار وقصص هروب ولجوء كلها معاناة وحزن.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
اتخاذ القرار بالفرار
عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان خليل كوتو، وهو مهندس كهربائي، يدير فرعا لوزارة الطاقة السورية في موطنه الأصلي في مدينة عفرين، شمال غرب سوريا. ومع اشتداد الأزمة في بلاده فقد خليل عمله، كما شحَّ الماء والغذاء. وفي أبريل/نيسان من عام 2014 أصبح الوضع خطيرا جدا إلى درجة أن عائلة كوتو وجدت نفسها مجبرة على الفرار – في البداية إلى تركيا حيث تعيش أم خليل.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي تركيا باءت محاولات خليل بإيجاد عمل يوفر منه قوت أسرته بالفشل، عندها قررت العائلة في يوليو/تموز عام 2014 السفر إلى ألمانيا، بتأثير أيضا من شقيق خليل الذي كان حينها يعيش في لندن. لكن الأسرة أجبرت على قضاء الأشهر الست التي تلت قرارها بالرحيل من تركيا في أحد مراكز اللاجئين في بلغاريا. ومن هناك أخذ معه خليل هذه الملعقة كتذكار.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي دورتموند، غربي ألمانيا، كانت المحطة قبل الأخيرة في رحلة الفرار الطويلة والشاقة لعائلة كوتو، حيث قدمت هناك طلبها في اللجوء قبل أن يتم توجيهها إلى ولاية بريمن، شمالي ألمانيا. وفور وصوله إلى المدينة الساحلية حصل خليل على هدية من امرأة هي عبارة عن بنطلون من الجينز، وهو أول قطعة ملابس يحصل عليها في ألمانيا. وأخيرا وفي مدينة بريمرهافن تم إيواء الأسرة السورية في أحد المراكز المخصصة للاجئين.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
مستقبل يكتنفه الغموض
أصبحت عائلة كوتو تعيش في بريماهافن منذ خريف عام 2014. الأطفال التحقوا بمدارس، فيما يتعلم خليل وزوجته اللغة الألمانية وكله أمل في العثور قريبا على عمل. ورغم معاناتها، إلا أن عائلة كوتو تحب أن تتحدث عن ذكرياتها في وطنها سوريا. أياس مثلا، الطفل الأصغر في العائلة، جلب معه هويته الخاصة برياض الأطفال الذي كان يتردد عليه في حلب كتذكار. بيد أن لا أحد يعرف ما إذا كانت رحلتهم قد انتهت في ألمانيا...