ألمانيا- رغم الخلافات تفاؤل بنجاح مفاوضات تشكيل الحكومة
١٧ نوفمبر ٢٠١٧
بعد فشل الأحزاب الألمانية المجتمعة في برلين حتى صباح الجمعة في الوصول إلى اتفاق من أجل تشكيل حكومة جديدة أكد وزير التنمية الألماني أنه واثق من نجاح المفاوضات بالرغم من العوائق. وقد تحدد موعد جديد لاستئناف المفاوضات.
إعلان
بعد مفاوضات طويلة في برلين دامت حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة (17 نوفمبر/ تشرين الثاني) دعا أرمين لاشيت، رئيس ولاية شمال الراين ويستفاليا أعضاء الأحزاب المختلفة التي شاركت في المفاوضات إلى الاتحاد. وكتب السياسي المنتمي لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، بقيادة ميركل على موقع تويتر "تصورات برامج أحزاب الاتحاد المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي والديمقراطي الحر والخضر مختلفة كثيرا ومتضادة غالبا، لكن مسؤولية سياسة الدولة تتطلب جدية كبيرة عند البحث عن حلول وسطى".
وكانت تلك الأحزاب قد شاركت طوال 15 ساعة كاملة حتى الرابعة من صباح الجمعة في مفاوضات استكشافية من أجل تشكيل حكومة ألمانية جديدة، غير أنها أوقفت المفاوضات وحددت الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الجمعة موعدا للقاء من جديد.
من جانبه أكد وزير التنمية الألماني غيرد مولر أنه واثق من نجاح المفاوضات في تشكيل حكومة جديدة. ووصف مولر تمديد مدة المشاورات بأنها ولادة صعبة لحكومة مرتقبة، وقال "حاول المجتمعون من كل الأحزاب التوصل إلى اتفاق إلا أنه كان من الصعب تجاوز الخلافات في مدة قصيرة، لذلك فإن المفاوضات ستستمر حتى التوصل إلى اتفاق".
ومن جهته صرح زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي (البافاري) هورست زيهوفر أن الساعات القادمة صعبة، وقال "إن الأحزاب الألمانية المشاركة في المفاوضات قدمت تنازلات من أجل نجاح تلك المفاوضات، إلا أنها لم تنجح في التوصل إلى اتفاق على جميع القضايا العالقة ومنها اللاجئين".
أما كريستيان ليندنر زعيم الحزب الديمقراطي الحر فقد صرح أمام الصحفيين بعيد إنهاء المفاوضات مباشرة أنه متفائل بالرغم من الصعوبة الظاهرة في الوصول إلى إتفاق. وقال ليندنر إن "موضوع اللاجئين والسياسة المالية مازالا يشكلان عائقا أمام التوصل إلى اتفاق".
ع.أ. ج/ ص.ش (د ب ا، DW)
كيف تمول الأحزاب الألمانية حملاتها الانتخابية؟
لوحات الدعاية للمرشحين في الشوارع والمؤتمرات الانتخابية والشرح المفصل لبرامج الأحزاب، كلها أمور تكلف الأحزاب مبالغ طائلة. فمن أين تأتي الأحزاب الألمانية بالمال اللازم لتمويل حملاتها الانتخابية؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
اعتماد كبير على التبرعات
تلعب التبرعات –بالإضافة لدعم الدولة الذي تحصل عليه جميع الأحزاب الأخرى- دوراً مهماً في تمويل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل. وبلغت التبرعات التي حصل عليها الحزب في عام 2017 وحده، أكثر من مليوني يورو. أما تكاليف الحملة الانتخابية للحزب لانتخابات 2017 فقدرت بنحو 20 مليون يورو، وفقا لبيانات الحزب نفسه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
سرية تكاليف الحملة الانتخابية
أما حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي (الحزب البافاري)، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي، والذي يشكل معه ما يعرف بـ"الاتحاد المسيحي"، فلم يكشف عن تكلفة حملته الانتخابية لأسباب استراتيجية داخله. لكن توقعات الخبراء، التي تعتمد على حملة الحزب الأخيرة في عام 2013، تشير إلى أن تكلفة الحملة الانتخابية هذا العام تقدر بنحو تسعة ملايين يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
الحزب الاشتراكي يكسب أموالاً بنفسه
تكلفة الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال انتخابات عام 2013، تفوقت على كافة الأحزاب الأخرى وبلغت تحديداً 23 مليون يورو. وارتفعت إلى 24 مليون يورو خلال الحملة الانتخابية الحالية. وبدلا من الاعتماد بشكل كبير على التبرعات، يكسب الحزب الاشتراكي بنفسه أموالاً من خلال المشاركة في مؤسسات مختلفة، وهو ما يدر على الحزب سنوياً نحو مليوني يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
اعتماد أساسي على التبرعات
الحزب الديمقراطي الحر هو الآخر يعتمد بشكل كبير على التبرعات مثل الحزب المسيحي الديمقراطي، وتلقى الحزب خلال العام الجاري وحده، أكثر من 1.5 مليون يورو من كبار المتبرعين. ورغم قلة ميزانية الحملة الانتخابية للحزب مقارنة بالأحزاب الأخرى، والتي بلغت نحو خمسة ملايين يورو، إلا أن حملة الحزب هذا العام جذبت الاهتمام بشكل واضح.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Gollnow
حملة انتخابية بأقل تكلفة ممكنة
ميزانية الحملة الانتخابية لحزب الخضر كانت ضئيلة أيضا مقارنة بأحزاب أخرى، إذ بلغت هذا العام، بناء على أقوال الحزب ذاته، نحو 5.5 مليون يورو، مقارنة بنحو خمسة ملايين يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: picture alliance / dpa
أعضاء الحزب يمولون حملته الانتخابية
اختلاف واضح في طريقة تمويل حزب "اليسار"، الذي لا يعتمد على التبرعات وإنما على مساهمات الأعضاء، والتي تشكل نحو 34 بالمئة من مصادر دخل الحزب. وأنفق "اليسار" نحو 6.5 مليون يورو على الحملة الانتخابية لهذا العام، مقارنة بنحو 4.5 مليون يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: DW/P. Böll
حيلة مذهلة- بيع الذهب لأجل المال!
ابتكر حزب البديل من أجل ألمانيا، طريقة جديدة لتمويل نفسه، تعتمد على بيع الذهب للأعضاء بالحزب؛ بحجة أن الذهب أكثر أمناً من اليورو، الذي يعارضه الحزب أصلاً. وحصل الحزب من خلال عمليات البيع – التي تم منعها مؤخراً- على نحو مليوني يورو، تستخدم في تمويل الحملة الانتخابية، التي تشير تقديرات إلى أنها بلغت نحو ثلاثة ملايين يورو.
صورة من: DW/M. Sileshi Siyoum
تبرع غير مباشر
في الوقت نفسه يحقق الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، مكاسب أيضا من خلال "الرعاية". فعن طريقها تحصل أحزاب على دعم مالي من شركات ومؤسسات، يتمثل في توفير مساحات للوحات الدعاية والإعلان للحزب. ينتقد الكثيرون غياب الشفافية في هذه الطريقة. ويتخلى حزب "اليسار" تماماً عن فكرة "الرعاية"، التي تلعب دورا محدودا بالنسبة لأحزاب أخرى مثل الخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي).
صورة من: picture-alliance/F. May
مبلغ مقابل كل صوت!
تشارك الدولة أيضا في تمويل الحملات الانتخابية، لكن بعد انتهاء الانتخابات، إذ يحصل كل حزب على مبلغ معين (83 سنتاً) مقابل كل صوت يحصل عليه في الانتخابات. وهي طريقة يمكن للأحزاب من خلالها تعويض تكلفة الحملات الانتخابية. اعداد: تابيا برونته/ ابتسام فوزي