ألمانيا: زعيم الخضر يجدد تأييده لمصادرة شقق الشركات الكبرى
١٣ أبريل ٢٠١٩
في خضم السجال الساخن الجاري حول أزمة السكن في المدن الألمانية الكبيرة، جدد زعيم حزب الخضر روبرت هابيك قبوله بفكرة مصادرة ما تملكه شركات الإسكان الكبيرة وتحويلها إلى ملكية البلديات أو الدولة، ما أثار غضب المحافظين.
إعلان
في خضم مطالبات شعبية ومساع لجمع تواقيع على عريضة عامة تهدف إلى تنظيم استفتاء شعبي حول نزع ملكية شركات الإسكان الكبرى وتحويل ممتلكاتها من شقق وبيوت إلى الدولة أو البلديات، كرد قانوني على ارتفاع الإيجارات بشكل جنوني في كل المدن الألمانية دوت استثناء، اعلن زعيم حزب الخضر روبرت هابيك عن قبوله بفكرة نزع الملكية أو تأميم شركات الإسكان الكبرى وعودة ملكيتها للمجتمع والدولة.
ورُفضت الفكرة من قبل شخصيات وأحزاب محافظة، بينها المستشارة ميركل وحزبها المحافظ. واعتبرها هؤلاء فكرة اشتراكية مرفوضة أولا، وأنها لا تحل المشكلة ثانيا، حسب ما نشرت صحف ألمانية.
لكن روبرت هابيك عاد وجدد قبوله بفكرة نزع ملكية شركات العقار للإسكان، وقال في حديث مع مجموعة صحف شبكة التحرير في ألمانيا اليوم السبت (13 نيسان/ابريل 2019) إن القانون الأساسي في البلاد (الدستور الألماني) يدعم توجهه، حسب تعبيره.
وتابع هابيك أن الملكية العقارية ملزمة، أي لها التزامات وتبعات قانونية، ولهذا، فإن المطالبة بعودة ملكية العقارات إلى المجتمع نابعة من صميم نظام اقتصاد السوق المرتبط بآليات اجتماعية معمول بها في ألمانيا. وقال هابيك إن النقاش الجاري حول فكرة نزع ملكية الشركات العقارية يعكس حجم مشكلة ارتفاع الإيجارات في عموم المجتمع وبات موضوعا مجتمعيا بامتياز.
من جانبها، قالت المستشار ميركل إن فكرة نزع ملكية الشركات خاطئة، حسب تعبيرها، مشيرة إلى أن "هذا الطريق خاطئ تماما مؤكدة في المقابل ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات المحددة في الإعمار السكني.
في المقابل، اعتبر الحزب الاجتماعي المسيحي، الحزب الشقيق لحزب مريكل في بفاريا أن الفكرة نابعة من الإرث الاشتراكي وأن هذه الفكرة لم تحل مشكلة السكن في الماضي ولن تحلها في الوقت الحاضر، حسب تعبير قيادة هذا الحزب الصغير في ألمانيا.
كيف نوفر السكن للجميع في ألمانيا؟
06:11
كما رفض الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم الفكرة جملة وتفصيلا مشيرا إلى ضرورة إلزام شركات البناء بتوفير شقق سكنية مناسبة لعموم السكان ووضع سقف للإيجارات قانونيا.
في غضون ذلك تمكنت المبادرة الشعبية لنزع ملكية شركات العقار في برلين وحدها من جمع أكثر من 20 ألف توقيع لتقديم طلب رسمي بشأن الإعداد لإجراء استفتاء شعبي حول مشروع نزع ملكية شركات العقار. ويطالب القانون بهذا الشأن أن يقدم أصحاب المبادرة ما لا يقل عن 20 ألف توقيع من مواطني العاصمة، كي يتم البت في طلبهم رسميا.
ح.ع.ح/أ.ح(د.ب.ا)
ابتكارات طلابية مختلفة للسكن بأسعار معقولة
يشهد عدد الطلاب في ألمانيا تزايدا، خاصة وأن بعض الولايات ألغت الرسوم الجامعية. وأمام العدد الكبير من الطلاب بدأت مشكلة السكن الجامعي تطفو على السطح. الأمر الذي دفع البعض إلى ابتكار طرق مختلفة لحل هذه الأزمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/LandProp SE
بحث مضن عن غرفة للسكن
كثيرا ما يواجه الطلاب مشكلة في إيجاد مسكن ذلك أن الطلب على السكن الجامعي كبير جدا وأكبر من قدرة الاستيعاب. وتعد كل من مدينتي ميونخ وفرانكفورات من أغلى المدن من ناحية الإيجار، حيث يبلغ معدل إيجار غرفة واحدة في شقة جماعية 493 يورو في ميونخ و421 يورو في فرانكفورت. يحاول الطلاب مساعدة بعضهم البعض من خلال إعلانات عن غرف شاغرة في بهو الجامعات.
صورة من: picture-alliance/dpa
السكن لدى الوالدين
يسكن نحو 27 بالمائة من الطلاب لدى آبائهم وأمهاتهم. ويُعتبر هذا النوع من السكن مريحا وأقل تكلفة: ذلك أن الطلاب يوفرون إيجار الغرفة بالإضافة إلى أنهم لا يولون هما لطبخ الطعام أو غسل الملابس. ولكن لكل شيء ثمنه: ذلك أن السكن لدى الوالدين يعني الرضوخ لتعاليمهما وقواعدهما في العيش والقليل من الحرية.
صورة من: Fotolia/Jeanette Dietl
النوم في قاعات الرياضة
لكن أولئك الذي يدرسون في جامعات بعيدة عن مقر سكن والديهم يضطرون للبحث عن سكن جماعي. وفي بعض المدن الكبيرة التي يكثر الطلب على جامعاتها، مثل ميونخ أو كولونيا أو فرانكفورت، فإن إيجاد سكن يمكن دفع إيجاره أصبح أمرا صعب المنال كالفوز في اليانصيب. وحتى لا ينامون في الشارع يضطر البعض إلى النوم بصفة جماعية في قاعات للرياضة تابعة للجامعة إلى أن يجدوا سكنا لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa
السكن الجامعي
يقيم نحو 12 بالمائة من الطلاب في ألمانيا بالسكن الجامعي. وفي المبيتات الجامعية الجديدة تبلغ مساحة الغرفة الواحدة 17 مترا مربعا. أما في المبيتات القديمة فإنها أصغر بكثير. وقد أصبح من النادر أن يسكن الطالب لوحده في غرفة لوحده، حيث غالبا ما يسكن ثلاثة أو أربعة طلاب مع بعضهم البعض. ويبلغ معدل الإيجار في السكن الجامعي نحو 230 يورو وهو سعر لا يمكن إيجاده في القطاع الخاص.
صورة من: picture-alliance/dpa
قصدير من الخارج وسجاد في الداخل
الغرف القصديرية ليست بالأمر الجديد، فقد تم استخدامها في الثمانينات في ألمانيا عندما كان الطلب على السكن الجامعي أكبر بكثير من العرض. حينها كانت هذه الغرف حلا مؤقتا للطلاب. وقد تم اعتماد هذه الغرف في مدينة ميونخ الألمانية حيث الأسعار عالية والطلب كبير على السكن. وقد تعتمد مدن أخرى هذا الحل لطلابها في حال لم يتم إيجاد سكن مناسب لهم.
صورة من: Manfred Kovatsch
غرف على شكل مكعبات
في غرف صغيرة جدا على شكل مكعبات لا تتجاوز مساحتها نحو سبعة أمتار مربعة يمكن للطلاب في مدينة ميونخ السكن في قرية "او تو/ O2 Village). توفر الغرفة المرافق الضرورية للحياة كحمام ومطبخ ومكان للجلوس والنوم. ويبلغ إيجار الغرفة الواحدة 150 يورو شهريا.
صورة من: cc-by-nc-sa3.0/Church of emacs
سكن في بيت تاريخي
في مدينة غوتنغن الألمانية قامت مصالح شؤون الطلبة بإعادة ترميم هذا البيت القديم جدا وتحويله إلى سكن جامعي يتهافت عليه الطلاب نظرا لجماليته وكونه يجمع بين التاريخ والعيش المريح في قلب الطبيعة.
صورة من: picture alliance/dpa
سكن للطلاب على شكل ثكنة عسكرية
في هذا السكن الجامعي في مدينة بون، والذي بني على شكل ثكنة عسكرية يتقاسم الطلاب المطبخ والحمام يحاول الطلاب التأقلم مع هذا النوع من السكن. الشيء الذي يتميز به هذا السكن أنه يقدم خدمات في مختلف المجالات للطلاب الأجانب الجدد.
صورة من: picture-alliance / Helga Lade Fotoagentur GmbH, Ger
أجيال مختلفة تحت سقف واحد
تسكن الطالبة سارة لدى السيدة المتقاعدة كلارا فورست. ومقابل الحصول على غرفة للسكن تقوم سارة بمساعدة كلارا في البيت والحديقة وتقوم بالتبضع وغسل الأواني مثلا. ومنذ عام 1992 هناك مكاتب متخصصة في التوسط لهذا النوع من السكن الجماعي الذي يجمع بين أجيال مختلفة. وفي بعض الأحيان يتحول هذا النوع من السكن إلى صداقة حقيقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعمال الحراسة مقابل السكن
عندما تبقى المصانع القديمة أو المستشفيات أو المدارس فارغة، فإن مالكيها يخشون من أن يتم العبث بها من قبل غرباء أو تتعرض للنهب. ومنذ عام 2010 يمكن للطلاب التقدم لوظيفة حارس لهذه البنايات مقابل السكن فيها. كما أن هناك قواعد تنظم هذا النوع من السكن، حيث لا يحق للحارس التدخين أو أن تكون له حيوانات تعيش معه أو إقامة حفلات لأكثر من عشرة أشخاص.
صورة من: DW/L.Heller
العيش في دير تابع للكنيسة
في دير فارغ بمدينة أولم الألمانية يعيش منذ 2012 سبعة وعشرون طالبا من جنسيات مختلفة. ومن لا يستطيع دفع الإيجار من الطلاب الأجانب، فإن الكنيسة توفر عشر غرف للسكن بدون مقابل. ولكن عقود الإيجار محددة زمنيا كما أن الكنيسة لم تحدد ما الذي ستفعله بالدير مستقبلا.
صورة من: DW/V. Wüst
فكرة مستقبلية لحل أزمة السكن الجامعي
بعض المسامير والبراغي تكفي لإنشاء غرفة – هذا الرسم على شاشة الكمبيوتر يعكس فكرة لإحدى الشركات السويدية إنتر إيكيا حول إمكانية إنجاز غرف وسكن للطلاب في ألمانيا. ولكن ذلك لا يزال حبرا على ورق أو رسما على جهاز الكمبيوتر.