كشف استطلاع ألماني حديث عن زيادة عدد اللاجئين الذين يقومون بالتدريب المهني في الشركات الألمانية. ومازال "الموضوع الأساسي" في الحصول على فرصة تدريب هو إتقان اللغة.
إعلان
بحسب استطلاع لغرفة التجارة والصناعة الألمانية تم نشره اليوم الخميس (15 آب/أغسطس 2019) فإن 16 بالمئة من الشركات الألمانية تقوم بتدريب لاجئين. وأشار الاستطلاع إلى أن نسبة هذه الشركات كانت تبلغ 14 بالمئة العام الماضي، و 7 بالمئة قبل عامين.
وبشكل إجمالي هناك نحو 25 ألف لاجئ يتدربون حالياً في شركات مسجلة لدى غرفة التجارة والصناعة بألمانيا، وإذا تم حساب المهن اليدوية بجانب ذلك، سيبلغ عددهم حينئذ 44 ألف لاجئ، بحسب الاستطلاع.
وأضاف الاستطلاع أن هناك حالياً 1,3 مليون متدرب بشكل إجمالي في ألمانيا. وبحسب غرفة التجارة والصناعة الألمانية فإن القطاعات التي يتم فيها تدريب العديد من اللاجئين هي المطاعم والبناء والنقل.
ويقول نائب رئيس الغرفة، أخيم ديركس، إن الشركات تخبرهم بأن اللاجئين يظهرون حافزاً كبيراً في التدريب، لكنه أشار إلى أن الموضوع الأساسي لا يزال ضرورة إتقان اللغة الألمانية، ويضيف: "يجب أن يتم استكمال التدريب بتدريس اللغة والمتابعة المستمرة قدر الإمكان عند الانتقال إلى التدريب".
وترى غرفة التجارة والصناعة الألمانية أن الاتجاه المتراجع في عقود التدريب بألمانيا، توقّف في الوقت الحالي، على الرغم من التطور الديموغرافي و"الميل للدراسة" لدى كثير من الشباب. وقال نائب رئيس الغرفة، إنه من المتوقع أن يظل عدد عقود التدريب المبرمة مستقراً هذا العام، ولكنه أشار إلى أن الأوساط الاقتصادية لا تزال تواجه صعوبة في سدّ جميع أماكن التدريب الشاغرة، وأكد أن هناك حاجة كبيرة لقوى عاملة.
لم يكن السوري حيدر درويش يتخيل، في عام 2016 ، أنه سيعيش بعد عامين من هذا التاريخ في برلين وأنه سيؤدي هناك عروضا راقصة. في هذه الصور نعرض قصة ثلاثة لاجئين وجدوا ضالتهم في برلين.
صورة من: Reuters/A. Cocca
كأنه رجل أعمال
عندما يمشي يوسف صليبا في شوارع برلين، قد يعتقد المرء أنه رجل أعمال. وبالفعل كان رجل أعمال قبل مجيئه إلى ألمانيا. وعندما كان في التاسعة من عمره، أرسله والده إلى دمشق للعمل عند صديق في معالجة الخشب. وهذا ما جلب له متعة كبيرة، مما جعله يستقل في عمله، الذي ازدهر إلى حين تفجرت الحرب في سوريا في عام 2011.
صورة من: Reuters/F. Bensch
فنان يصعد إلى المنبر
يوسف صليبا كان يخشى أن يساق إلى الجيش السوري ـ وهكذا فر قبل ثلاث سنوات إلى أوروبا. وعندما ـ لاحقا في ألمانيا ـ قام ضمن دروس تعلم الألمانية برحلة استكشافية في كاتدرائية برلين شعر فورا بارتباط ما بالمكان. وعرض أن يساعد بشكل تطوعي في أعمال الترميم. وبعدها بسنة عرضت عليه الكنيسة عملا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
الكنيسة كوطن
وتحولت كاتدرائية برلين بسرعة إلى موطن صليبا بخلاف ألمانيا. ولا تريد سلطات برلين إصدار هوية شخصية له وتحيله على السفارة السورية في برلين. لكنه يرفض دخول سفارة البلد الذي هرب من حكومته، ولهذا قدم شكوى ضد ألمانيا. ولا يُعرف كيف سيستمر الوضع بالنسبة إليه في ألمانيا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
طلب اللجوء يوم مصيري
علي محمد رضائي لا يعرف تاريخ ميلاده. لكن الشاب البالغ من العمر 26 عاما يعرف تاريخا آخر: الـ 15 من أكتوبر 2015 حين وصل الأفغاني إلى برلين وقدم طلب لجوء. وبرلين كانت وجهة سفره، الذي استمر شهرين من أفغانستان عبر البلقان إلى ألمانيا حيث عمل أشياء كثيرة منها عزف الموسيقى.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الموسيقى والدراجات النارية
علي محمد رضائي التحق بفرقة موسيقية تعرف فيها على كريس فاخهولتس، التي استضافته في منزلها للطبخ هناك مع زوجها وتعلم الألمانية. وتبين أن علي محمد رضائي وزوج كريس لهما نفس الشغف ـ الدراجات النارية. وارتبط علي بالزوجين اللذين يعتبرهما كأمه ووالده.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مقهى اللغة
في ألمانيا قام علي محمد رضائي ببعض الدورات التدريبية، لكنه لم يحصل على عمل ـ في دار عجزة وفي مخبزة وفي فنادق ومطاعم. وفي وقت الفراغ يحاول تحسين لغته الألمانية مثلا داخل مقهى برليني يقدم دروسا في هذا المجال.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الخوف من الترحيل
عندما لا يحضر علي محمد رضائي الأكل في صالة استراحة لوفتهانزا في مطار برلين أو ينظف، فإنه يلتقي مع أصدقاء في حانة. إلا أن خطر الترحيل يطارده :" لدي شقة وأعرف الكثير من الناس اللطفاء. وإذا رحلوني، فإنني سأخسر كل شيء". لأنه تم رفض طلب لجوئه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
من وابل القنابل إلى الحياة الليلية
الغالبية لا تتخيل لاجئا سوريا مثل حيدر درويش. لكنه لاجئ. في 2016 هرب من الحرب. وعندما بدأ يرقص في 2017 داخل نادي للمثليين، تحدث إليه جودي لاديفانا، طالب إسرائيلي عرض عليه المشاركة في عرضه. وفي سوريا لم يسبق لحيدر درويش أن رقص فوق حلبة.
صورة من: Reuters/A. Cocca
أعمال غير عادية
جودي لاديفانا أقنعه، ومنذ ذلك الحين تسير الأمور جيدا. ويقول بافتخار: "الكثير من الناس يسألون متى وأين أقدم عروضي كي يحضرونها". ولتحسين راتبه، فإنه يعمل في متجر للموضة وأدوات الجنس للمثليين. وصاحب المتجر سبق وأن زار عرضه الفني.
صورة من: Reuters/A. Cocca
الانفتاح
حيدر درويش (يسار) يساعد رئيسه فرانك ليتكه (يمين) في تظاهرات المثليين في برلين. وحياته في سوريا كانت ستكون مختلفة عما هي عليه الآن في برلين: متنوعة ومتحررة وخالية من الخوف. وبإمكانه في برلين أن ينطلق أكثر. وبرلين زادت بقسط في تنوعها.