ألمانيا.. زيادة عدد التلاميذ الذين يحضرون حصة تربية إسلامية
٣٠ أبريل ٢٠١٨
كشف استطلاع للرأي زيادة عدد التلاميذ الذين يتلقون حصة التربية الدينية الإسلامية على ما كان عليه قبل عامين، إذ وصل عددهم نحو 55 ألف تلميذ. فما سبب الإقبال المتزايد على حصص التربية الدينية الإسلامية في المدارس الألمانية؟
إعلان
كشف استطلاع ألماني حديث، توصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بنسخة منه، أن نحو 55 ألف تلميذة وتلميذ يحضرون حصة تربية دينية إسلامية في ألمانيا. وجاء في الاستطلاع الذي أجرته الهيئة الإعلامية المعنية بتقديم معلومات عن الهجرة واللجوء والدمج في ألمانيا وشمل وزارات التعليم في الولايات الاتحادية الستة عشر، أن أكثر من 800 مدرسة تقدم هذه الحصص المدرسية.
وكشف الاستطلاع زيادة عدد الفتيات والفتيان الذين يتلقون حصة التربية الدينية الإسلامية على ما كان عليه قبل عامين. ويذكر أن نحو 42 ألف طفل ومراهق كانوا يتلقون هذه الحصص المدرسية قبل عامين، وفقا لتقييم مؤتمر وزراء التعليم بالولايات الاتحادية في ألمانيا حينها. وكانت دراسة سابقة تمت بتكليف من مؤتمر الإسلام الألماني، أشارت إلى أن الطلب على هذه الحصص لا يزال غير مغطى، حيث أعرب 76 بالمئة من المسلمين الذين تزيد أعمارهم على 16 عاما عن أملهم في تلقي حصة تربية دينية إسلامية في المدارس العامة، وكان ذلك في عام 2008.
وأوضحت الدراسة أن نحو 650 ألف تلميذ بين 6 إلى 18 عاما، قالوا إنهم كانوا يحضرون آنذاك حصة تربية دينية إسلامية إذا وجدوا عروضا مناسبة لذلك. ويتفاوت تأثير الروابط الإسلامية ذات الأغلبية السنية، على محتوى دروس التربية الإسلامية من ولاية إلى أخرى، فبينما تبقى ولايات مثل بافاريا وشليزفيغ هولشتاين، هذه الروابط بعيدا عن الدروس، فإن ولاية برلين تنيط مسؤوليتها إلى رابطة "الاتحاد الإسلامي في برلين" وحدها، بينما تتعاون روابط دينية مع هيئات حكومية في كل من ولايتي هيسن وسكسونيا السفلى.
وهناك تجارب نموذجية مع شركاء إسلاميين في ولايات شمال الراين فيستفاليا وبادن فورتمبرغ وراينلاند بفالتس وزارلاند، فيما تعتمد ولايتا هامبورغ وبريمن على دروس التربية الدينية المتعددة الطوائف لكل الطلاب من كل الاتجاهات الدينية، وتخلو الولايات الخمس مِكلنوبورغ فوربومرن وبراندنبورغ وسكسونيا وسكسونيا آنهالت وتورينغن الواقعة شرقي ألمانيا من عروض للطلاب المسلمين.
ويبدي مسلمون ليبراليون وساسة من التيار اليميني المحافظ ممن لهم تحفظات على الحصص الدينية، اعتراضهم على أن يكون للروابط ذات الأغلبية المحافظة، مزيدا من التأثير على دروس التربية الإسلامية. ومن بين الحجج التي تساق في هذا الإطار، هو مخاطرة نشوء تأثير سياسي أجنبي على الطلاب، ولاسيما في الدروس التي يشارك فيها الاتحاد التركي الإسلامي (ديتيب) القريب من الحكومة التركية.
وعلى الرغم من خلو الخطط التدريسية من مثل هذه المحتويات السياسية، إلا أن أصحاب التحفظات يرون أن من غير المستبعد أن يتم طرحها من قبل مدرسين أثناء الدرس. ويرى بعض علماء الدين الإسلامي مثل إسماعيل يافونتسكان من ولاية توبينغن أن دورس التربية الإسلامية في المدارس يمكن أن تكون وسيلة مضادة "للأمية الدينية"، وقال إن هذه الدروس يمكن أن تحمي الشباب من دعوات الاستقطاب من قبل المتطرفين.
يشار إلى أن الجدل حول مقدار الحذر، الذي يجب أن تتحلى به المدارس حال التصورات الدينية للمسلمين، مثار منذ سنوات وبغض النظر عن دروس التربية الإسلامية، وجزء من هذا الجدل كان قد أثير بشكل حاد، ومن بين المواضيع التي تناولها الجدل خلو قائمة الطعام للطلاب من لحوم الخنزير وما إذا كان يتعين على الطالبات المسلمات المشاركة في حصص السباحة، بالإضافة إلى مسألة السماح للمدرسات بارتداء غطاء الرأس.
ز.أ.ب/ع.ش (د ب أ)
يوم المسجد المفتوح في ألمانيا... فعاليات للتعريف بالإسلام
في يوم الوحدة الألمانية المصادف الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تفتح المساجد في ألمانيا أبوابها فيما يعرف بـ"يوم المسجد المفتوح"، في خطوة تهدف لتعريف الزوار بالإسلام عن كثب من خلال إقامة العديد من النشاطات.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا". وفي هذه السنة يتوقع أن يبلغ عدد زوار المساجد 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ولعقد اللقاءات والندوات أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/Paul Zinken
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في العام الماضي وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
صورة من: picture-alliance/dpa
يحصل الناس أحياناً على بعض الهدايا الرمزية في هذا اليوم، كالصبي الصغير الذي يظهر في الصورة، والذي حصل على مَسبَحة في يوم المسجد المفتوح في منطقة بونامس بفرانكفورت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
هيلينا فايزه/ محي الدين حسين