حُكم على ناشطة مناخية ألصقت نفسها بالغراء بلوحة شهيرة في متحف للفنون في برلين العام الماضي بالسجن لمدة أربعة أشهر دون إمكانية إطلاق سراحها بشكل مشروط.
إعلان
قضت محكمة محلية في برلين الأربعاء (26 نيسان/أبريل 2023) بسجن ناشطة مناخية تبلغ من العمر 24 عاماً ألصقت نفسها بوحة فنية في برلين. وقالت المحكمة أن الناشطة تمسكت بالإطار الخشبي للوحة المسماة "الباقي على متن الرحلة إلى مصر" التي رسمها لوكاس كراناخ الأكبر عام 1504، مذنبة بإلحاق أضرار جنائية بالممتلكات.
وقالت متحدثة باسم المحكمة إن هذه هي المرة الأولى التي يحكم فيها على متظاهر مرتبط بجماعة "لاست جنيريشن" (الجيل الأخير) بالسجن في برلين لم يتضمن أي فترة إطلاق سراح مشروط.
وقالت القاضية سوزان وورتمان في حكمها إن أي نوع من الحكم مع وقف التنفيذ غير وارد لأن المتهمة تصرفت بشكل غير معقول ومن المرجح أن تستمر في المشاركة في أنشطة مماثلة.
وقال محامي الدفاع عن الناشطة إن الإطار الخشبي لم يكن عملا فنيا وتم شراؤه عام 1952 وليس له قيمة. واستأنف الحكم على الفور.
والاثنين الماضي انتقدت الحكومة الألمانية الاحتجاجات المتزايدة من جانب مجموعة "الجيل الأخير" المعنية بحماية المناخ في العاصمة الألمانية برلين. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت: "بالطبع نحن لا ندعم مثل هذه الأشكال من الاحتجاجات"، مؤكداً أن الحكومة الحالية بذلت من أجل حماية المناخ أكثر من أي حكومة قبلها. في الوقت نفسه، قال هيبشترايت إن هناك فرصاً للتعبير عن الانتقادات في النظام الديمقراطي البرلماني: "أما مثل هذه الاضطرابات الكبيرة في النظام العام، فإنني أشك فيما إذا كانت تخدم الغرض".
خ.س/أ.ف (د ب أ)
في شنقيط الموريتانية.. كنوز ثمينة تحت رحمة المناخ وكثبان الصحراء
في شمال غرب موريتانيا تقع شنقيط، وهي مركز تجاري تاريخي وتضم إرثا ثقافيا عالميا مسجلا في قائمة اليونيسكو. ويوجد في المدينة التي تقع وسط الصحراء عدد من المكتبات الخاصة التي تزخر بمخطوطات عربية ثمينة، لكنها مهددة بالاندثار.
صورة من: Marco Longari/AFP
الورق وورق الصمغ أو الجلد
المخطوطات القديمة تشمل مجالات الشعر والرياضيات وعلوم الشريعة الإسلامية والقرآن. وعلى غرار "كبسولة الزمن" هي تضم الثقافة والتطور في حقبتها. وغالبية المخطوطات هي من الورق أو ورق الرق، لكن بعض النصوص مكتوبة على جلد الغنم. والمداد يتكون من مزيج من الفحم والصمغ العربي.
صورة من: Marco Longari/AFP
عائلات "تحتفظ بذاكرة العالم"
عائلات محلية جمعت منذ أجيال الآلاف من المخطوطات. عائلة سيف الإسلام الأحمد محمود تملك واحدة من المكتبات الـ 13 في شنقيط. وخمس من تلك المكتبات مفتوحة أمام العموم؛ "نحن نحتفظ بذاكرة العالم التي مرت حينها من هذا الطريق"، كما قال أحمد محمود لوكالة الأنباء الفرنسية.
صورة من: Marco Longari/AFP
مخطوطات من مسافرين وحجاج
مكتبة أخرى تعود لملكية عائلة عبد الله حبوط. وقد جمعت نحو 1400 من المخطوطات عبر الأجيال، كما يقول. وبعضها خلال رحلة الحج إلى مكة أو مواقع أخرى. وبعضها حصل عليه أجداده من مسافرين توقفوا في المدينة وسط الصحراء.
صورة من: Marco Longari/AFP
شنقيط مركز الدين والتجارة
وأن تنشأ في المدينة بعض أهم مكتبات العصور الوسطى في غرب إفريقيا، فهذا له علاقة بموقع المدينة: ففي شنقيط كانت تلتقي أهم طرق التجارة التي تربط الشواطئ الغربية لإفريقيا مع مكة، مركز العالم الإسلامي. وعبر قرون من الزمن كان هنا موقع تجمع الحجاج إلى مكة من البلدان المغاربية.
صورة من: Marco Longari/AFP
تراجع عدد السكان
واليوم يعيش حوالي أربعة أو خمسة آلاف شخص في البيوت المكونة من الطين والحجر. وكان عدد سكان المدينة يفوق هذا العدد بأربع مرات في القرن الرابع عشر أثناء فترة ازدهار شنقيط. وتراجع عدد سكان المدينة زاد في حدته في السبعينات مع احتدام النزاع حول الصحراء الغربية مع المغرب.
صورة من: Marco Longari/AFP
خطر يهدد المدينة والتراث
واليوم تواجه الأرشيفات القديمة الخطر: فتغير المناخ يتسبب في الشتاء في فيضانات مفاجئة تهدد المباني والوثائق الموجدة فيها. وفي آن واحد تزحف الصحراء والمباني تغرق في الرمال ـ على غرار هذا المسجد.
صورة من: Marco Longari/AFP
"كيف سيكون العالم بدون شعر؟"
سيف الإسلام الأحمد محمود يخشى على المقتنيات التاريخية لعائلته: " إذا سقطت المكتبات فإن الذكريات القديمة ستمحى" ، ويضيف قائلا:" كيف سيكون العالم بدون شعر؟". أعده للعربية: م.أ.م