بينما يخلد الناس في العالم العربي إلى الهدوء والسكينة بعد سن الخمسين، يمارس الكثير من كبار السن الألمان حياتهم في الرقص والحب والرياضة في سن متأخرة. ما هي أسباب ذلك وخلفياته؟
إعلان
في الوقت الذي ترى فيه غالبية الناس في العالم العربي أن دخول العقد السادس من العمر يعني بداية عمر الشيخوخة، يقول الألمان أن "الحياة تبدأ في سن الستين". وهكذا فإن زائر النوادي الرياضية في ألمانيا يتفاجئ بأنها تعج بمن هم فوق سن الخمسين. أناس اختاروا منافسة الشباب على ممارسة الرياضة والرقص دون مركب نقص كما هي حال ايزابيلا التي تبلغ55 عاماً. في حديث مع DW عربية تقول ايزابيلا أن كل شيء تغير في حياتها بعد أن أنجبت أبنتها الوحيدة إذ أصبح يومها يسير بشكل روتيني وطغى البرود حتى على علاقتها مع شريك حياتها. غير أن ذلك اختلف بعد أن تأثرت بأشخاص في سنها أو أكبر عمرا منها يمارسون هوايات متعددة. وهكذا قررت مزاولة الرياضة في سن الثامنة والأربعين إذ بدأت بالجري وشاركت في سباقات الماراتون خلال السنوات الثلاث الأخيرة كما تقول وتضيف "أشعر الأن بأنني أكثر نشاطاً وحيويةً، كما استرجعت علاقتي مع زوجي دفئها وحيوتها".
"الرقص حياة"
تتوفر لكبار السن الكثير في ألمانيا الكثير من السبل للاستمتاع بالحياة وممارسة مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية والفكرية والتعليمية. ويأتي الرقص على رأس القائمة، لاسيما وأن الكثيرين أمثال ماري (59 سنة) ينظرون له كجزء من زادهم اليومي. "الرقص بالنسبة لي حياة، فهو يمدني بطاقة إيجابية تجعلني أقبل عليها بكل همة ونشاط "، تقول ماري التي تبدو كشابه مفعمة بالحيوية. وضع يدفعنا للتساؤل عن سر هذه الروح المفعمة بالشباب في ألمانيا لدى كبار السن مقارنةً بأقرانهم في المجتمعات العربية. خبراء علم الاجتماع يرون في غالبيتهم بأن الأمر مرتبط بالحياة الأسرية.
ففي الوقت الذي تعيش فيه الأسر العربية مجتمعة تحت سقف واحد يضم الجد إلى جانب الأبن والحفيد، نجد أن أفراد الأسر في ألمانيا والمجتمعات الغربية الأخرى يعيشون متباعدين عن بعضهم. هذا التطور فرض على كبار السن في هذه المجتمعات اللجوء إلى ممارسة هواياتهم المفضلة لتعويض الشعور بالعزلة بحسب ماري."بعد تقاعدي بدأت أشعر بملل الوحدة خاصة وأن ابنتاي تعيشان في ولايات بعيدة ولا نلتقي إلا في أعياد الميلاد، تقول ماري مضيفة: "كنت أعيش حياة فارغة مملة لا معنى لها حتى تعرفت على صديقة تمضي وقت فراغها بممارسة الرقص، أعجبتني الفكرة وبدأت الإشتراك في دورات الرقص معها وبدأ الشباب يدب إلى روحي من جديد".
عوائق مجتمعية
غير أن أبو طارق (62 عاما) لايرى بأن الأمر مرتبط فقط بحال العائلة، بل أيضا بأسباب أخرى مثل مستوى الدخل. "الرفاهية في المجتمعات الغربية تسمح للأشخاص بممارسة أنشطة تبدو ثانوية وغير مهمة بالنسبة للأشخاص في العالم العربي". غير أن المشكلة الأكبر حسب أبو طارق تكمن في "القيود الدينية والإجتماعية التي يفرضها المجتمع و التي ترى مثلا أن الغناء والرقص من المحرمات من جهة، وهي من جهة أخرى تفقد المرء هيبته ووقاره".
اللياقة والحب
أسلوب الحياة الصحية الذي تعتمده غالبية كبار السن في ألمانيا وأوروبا يجلب فوائد كثيرة لاتقتصر على اللياقة البدنية وتجنب الكثير من الأمراض وتوفير زيارة الطبيب وتكاليف الأدوية. فحسب دراسة أجرتها جامعة لايبزيغ الألمانية تبين بأن هذا الأسلوب يؤدي إلى تحسن النشاط الجنسي عند كبار السن بشكل ملحوظ. ويشمل هذا التحسن النساء ما بين 60 و 70 عاما بنسبة 42 بالمائة ، في حين تصل هذه النسبة عند الرجال في نفس العمر إلى 62 بالمئة. بدورها تقول الباحثة الألمانية مارلين هينغ بأن أسباب إرتفاع نسبة النشاط الجنسي عند كبار السن يعود إلى حفاظهم المستمر على نشاطهم الجسماني.
تسعة أشياء لا يمكن القيام بها في ألمانيا
لكل بلد تقاليده وأعرافه. وإذا أردت أن لا تقع في موقع حرج عليك التعرف على تسعة أشياء من الأفضل أن لا تقم بها إطلاقا في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/I.Wagner
النظر في العينين
معروف عن الألمان عشقهم للبيرة، لكنهم أيضا يستهلكون نسبا عالية من النبيذ. ومهما اختلفت أنواع المشروبات الكحولية المعروضة على الطاولة، إلا أن النظر في أعين الجليس عند رفع كأس البيرة أو النبيذ للتحية، هو أمر ضروري. وإلا فإنك مهدد بسبع سنوات من حياة جنسية بئيسة، حسب المعتقدات السائدة في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/I.Wagner
الإشارة الحمراء
الانضباط واحترام القوانين، من الصفات الأساسية التي تشملها الصور النمطية للألمان حول العالم. وإذا تعلق الأمر بالإشارة الحمراء في قانون السير، فإن ذلك حقيقة ثابتة وليست صورة نمطية. فيجب في ألمانيا احترام الإشارة الحمراء خصوصا مع تواجد الأطفال الصغار. فالكبار يجب أن يكونوا دائما قدوة ومن لم يلتزم باحترام هذه الإشارة سيواجه سهاما من نظرات التوبيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa
الوقيد كمصدر رزق
أن توقد سيجارتك بالوقيد أو بواسطة شمعة متقدة على الطاولة، فإن الأمر سيّان بالنسبة للمدخنين. ولكن ليس في ألمانيا، فهذا يقطع الرزق على الصيادين. كيف ذلك؟! لأن هؤلاء قديما كانوا يعيلون أنفسهم في فصل الشتاء عبر بيع الوقيد، فيما لم يكن لديهم أي مصدر رزق آخر في هذا الفصل.
صورة من: picture-alliance/ dpa
الأحد يوم الهدوء
رغم أن مشاغل الحياة ازدادت، وساعات العمل امتدت، إلا أن يوم الأحد يبقى مقدسا لدى الألمان. في هذا اليوم لا يجب القيام بالأشغال المنزلية. فالجيران سيشكونك إذا ما قمت بكنس البيت أو أشعلت ماكنة الغسيل. ولا يهم إذا كان يوم العطلة هذا فرصتك الوحيدة للقيام بالأعمال المنزلية.
صورة من: Colourbox/D. Drobot
فرز النفايات
في ألمانيا فرز النفايات أمر لا نقاش فيه. ومن يقوم برمي النفايات دون فرزها بالطريقة الصحيحة فعليه تحمل صراخ الجيران وصاحب المنزل. لذلك انتبه جيدا! الحاوية الصفراء للبلاستيك، والزرقاء أو الخضراء للورق. أما البنية فلبقايا الطعام والمواد العضوية. أما الرمادية فهي حاوية لجميع النفايات المتبقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
لكل مقام وردة
إهداء الورود في ألمانيا يخضع لقوانين خاصة، ومن يجهلها قد يقع في موقف حرج. الورود الحمراء لا تهد إلا بين العشاق. أما الورود البيضاء فتستخدم لتزيين القبور وعند الجنازات. وأفضل طريقة لتجنب المواقف الحرجة الاستعانة بنصائح بائعة الورود.
صورة من: colourbox/Ekaterina Paladi
الالتزام بالمواعيد
دقة المواعيد من الخصائص التي تميز الألمان. ومن يصل متأخرا ينظر إليه على أنه غير مهذب أو إنسان مستهتر. خمس دقائق من التأخير كافية لأن تواجه مشاكل كبيرة حتى وإن تعلق الأمر بحفلة في بيت أصدقاء. وقبل السقوط في هكذا موقف من الأفضل الاتصال بالهاتف والإخبار بأمر تأخرك.
صورة من: ArTo - Fotolia
للتهنئة أيضا مواعيد
الاحتفال بعيد الميلاد لا يتم في ألمانيا إلا في يومه المحدد، وإذا بادرت من حسن النية إلى تهنئة شخص قبل موعد عيد ميلاده ولو بدقيقة، فإنه قد يفهم أنك تريد له سوءا. كيف ذلك؟! لأن الألمان يعتقدون أن الحصول على تهنئات لعيد الميلاد قبل موعدها هو فأل سيء ينذر بحدوث بسوء.
صورة من: Fotolia/sommersprossen
ماء الصنبور ليس للشرب
إذا طلبت كأسا من ماء الصنبور في أحد المطاعم، فاعلم أنك قمت بسلوك غير لائق. لماذا؟! لأن الماء العذب في ألمانيا بثمن. وماء الصنبور عادة لا يشرب. وفي حال كنت مدعوا عند أحد الأشخاص، وطلبت ماءً من الصنبور فسيرد عليك "لدينا ماء" في المنزل، والمقصود الماء الذي يشترى من السوبر ماركت. الكاتب: أنا صوفي براندلين/و.ب