أعلنت نقابة إي.في.جي لعمال السكك الحديدية في ألمانيا أنّ أكثر من 30 ألف من العاملين لدى "دويتشه بان" يشاركون في  الإضراب الكبير لعمال قطاع النقل في ألمانيا  الذي بدأ صباح اليوم الاثنين (27 مارس/آذار 2023).

وقال كريستيان لوروش عضو فريق التفاوض في النقابة إن "الرغبة في الإضراب قوية للغاية، وهناك حالة من الغضب بين العمال بسبب الجمود الكبير من جانب أصحاب العمل".

فيما قال متحدث باسم دويتشه بان اليوم "ملايين الركاب الذين يعتمدون على الحافلات والقطارات يعانون من هذا الإضراب المبالغ فيه".

وأُلغيت  الرحلات الجوية في معظم مطارات ألمانيا ، وعلق اثنان من أكبر المطارات في ألمانيا، وهما ميونيخ وفرانكفورت، الرحلات الجوية، في حين ألغت شركة "دويتشه بان" المشغلة لخدمات السكك الحديدية رحلات المسافات الطويلة. وأطلق عمال مشاركون في الإضراب يرتدون سترات حمراء أبواقا وصفارات في محطة قطار خالية في ميونيخ.

وتسبب "الإضراب الكبير"، كما وصفته وسائل الإعلام الألمانية والذي  دعت له نقابة "فيردي" العمالية  ونقابة إي.في.جي لعمال النقل، في إصابة  مطار فرانكفورت ، أكبر المطارات الألمانية، بالشلل شبه التام.

وأعلن متحدث باسم شركة فرابورت المشغلة للمطار عن عدم وجود رحلات ركاب في المطار، مشيرا إلى أنه لا يوجد سوى عدد "محدود للغاية" من رحلات الطوارئ الطبية أو رحلات نقل المساعدات.

وتوقعت فرابورت أن تظهر تداعيات الإضراب على نحو ملموس بعد انتهائه وقال المتحدث إن من الممكن أن تكون هناك طوابير انتظار طويلة في المطار غدا الثلاثاء، وطالب الركاب بالاستعداد لتأخيرات في مسارات العمل في المطار وبالتحقق من وضع رحلاتهم في وقت مبكر وتخصيص وقت كاف لها.

وكان المطار قد أعلن بالفعل أنه لن تكون هناك رحلات منتظمة لنقل الركاب  اليوم بسبب الإضراب التحذيري، وكان عدد الرحلات المجدولة في المطار اليوم يبلغ بالأساس نحو 1170 رحلة سفر ووصول بعدد إجمالي من الركاب يبلغ قرابة 160 ألف راكب.

وقدر اتحاد المطارات الألمانية (ايه دي في) عدد الركاب الذين لن يتمكنوا من القيام برحلاتهم بسبب الإضراب بنحو 380 ألف راكب من ركاب الرحلات التجارية والرحلات الخاصة. وندّد الاتحاد باستراتيجية "تصعيد الإضرابات عملًا بنموذج فرنسا" حيث تتوالى أيام التعبئة  ضدّ إصلاح نظام التقاعد .

وكانت فرابورت قد ناشدت الركاب الاتصال بشركات الطيران الخاصة بهم والعدول عن السفر من المطار. وأثر الإضراب التحذيري أيضا على رحلات الترانزيت.

ويطالب منتسبو النقابات، مثلهم مثل المضربين في العديد من الدول الأوروبية التي تعاني من ارتفاع مستويات  التضخم وسط الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة، بزيادة الأجور في قطاع النقل.

وهذا الإضراب هو الأحدث في إضرابات مستمرة لشهور أضرت بالاقتصادات الأوروبية الكبرى حيث أثر ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة على مستويات المعيشة.

ويعتبر الإضراب، الذي من المقرر أن يوما كاملا تقريبا، من أكبر الإضرابات منذ تسعينيات القرن الماضي. في العام 2015، سُجّل أكثر من مليوني يوم إضراب عن العمل خلال العام، وهو رقم قياسي بالنسبة لألمانيا.

ع.ج.م/أ.ح (د ب أ، رويترز)