تسع عشرة ساعة هي عدد ساعات صيام المسلمين في ألمانيا. لكن هذه المدة المتطاولة في الصيام لم تمنع صحفي أمريكي مقيم في ألمانيا من مشاركة المسلمين عبادتهم، فما الذي دفعه للقيام بذلك؟
إعلان
"لم أشعر بالجوع سوى في الساعات الأخيرة" هكذا أجاب ويسلي دوكري عندما سألناه عن تجربته بالصيام في ألمانيا. فالصحفي الأمريكي الذي يعمل لدى مؤسسة الـDW، أراد أن يجرب الصيام في ألمانيا. وهدفه من ذلك هو "التضامن مع المسلمين والتعرف على تقاليدهم في شهر رمضان".
ورغم أن ويسلي يدين بالمسيحية، لكنّ تجربة الصيام في رمضان، ليست الأولى بالنسبة له فهو قد صام قبل ذلك مع زملائه في الجامعة عندما كان في بلده الولايات المتحدة. وتعود علاقة ويسلي بالعالم العربي إلى اختصاصه. فهو درس في جامعة ميامي بأوهايو العلاقات الدولية باللغة العربية والألمانية. وشارك ويسلي في برنامج تبادل، ممول من الحكومة الأمريكية، لتطوير الديمقراطية في العالم العربي والتبادل الثقافي أيضا.
"خروج عن الروتين"
من خلال هذا البرنامج تعرف على شباب من ليبيا وتونس وفلسطين ومصر، إذ أصبح مستشارا للطلاب العرب في الجامعة، ليزداد اهتمامه بالعالم العربي والإسلامي.
أما أكثر ما يعجب ويسلي في شهررمضان فهو الخروج عن الروتين المألوف في تناول الطعام "تحديد أوقات الطعام مناسب جدا لأولئك الذين يفكرون بالطعام كثيرا". مشيرا إلى أن التعرف على الديانات الأخرى مهم جدا.
"مشاركة اللاجئين والمهاجرين"
عبر برنامج البحث "غوغل" تمكن ويسلي من معرفة موعد الإفطار، وينصح ويسلي أولئك الذين يرغبون بخوض تجربة الصيام أن يحسنوا اختيار وجبة طعام الإفطار " أخطأت في اختياري لوجبة الإفطار، إذ تناولت وجبة الكاري الهندية وهي وجبة حارة جدا ما دفعني إلى شرب كميات زائدة من الماء".
يقدر ويسلي جهد المسلمين الذين يصومون في بلدان غير مسلمة، فساعات الصيام طويلة جدا والأجواء مختلفة تماما "في اليوم الذي صمت فيه لم أشعر بالتعب كثيرا، لأنني لم أعمل، وبقيت في المنزل وكان الجومعتدلا".
تجربة الصيام بالنسبة لويسلي ربما لن تكون الأخيرة، فهو يفكر بالصيام مرة أخرى ولكنه ينوي "مشاركة بعض المهاجرين واللاجئين في إفطارهم" ليتعرف أكثر على تقاليد بلادهم في هذا الشهر.
لاجئون في اليونان..أجواء رمضانية في الخيام
يقضي الكثير من اللاجئين المسلمين في اليونان شهر الصيام في مخيمات اللجوء. 800 لاجئ من سوريا والعراق وأفغانستان يعيشون رمضان في مركز ريتسونا للجوء قرب العاصمة أثينا. جولة مصورة من داخل المخيم.
صورة من: DW/J. Hilton/Pulitzer Center
تقرأ اللاجئة فريدة من أفغانستان آيات من القرآن قبيل إعلان موعد الإفطار. لاشك أن قضاء رمضان في مخيمات اللجوء له وقع أخر على اللاجئين قد لا يتخيله إلا من ذاق مرارة اللجوء.
صورة من: DW/J. Hilton/Pulitzer Center
تساعد المنظمات الإنسانية اللاجئين وتوزع عليهم الطعام التقليدي لرمضان. وتحاول ستيفاني بوب من منظمة "إشو 100" مساعدة اللاجئ سليمان جنيد القادم من دمشق في رفع وتحميل 150 صندوقا من التمر لتوزيعها على اللاجئين في مركز اللجوء.
صورة من: DW/J. Hilton/Pulitzer Center
وتبرعت عدة دول عربية وإسلامية أيضا للاجئين في مخيمات اليونان، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة التي أرسلت سفارتها في اليونان أكثر من 100 كيلو من التمر للاجئي مخيم ريتسونا.
صورة من: DW/J. Hilton/Pulitzer Center
اللاجئة ناجا هورو من قامشلو السورية تحضر الطعام لشهر رمضان قرب خيمتها مستخدمة الطرق التقليدية المتاحة في الطبخ وهي موقد الخطب. وهي بالطبع لا تستطيع أن تحلم بأكثر من هذا في مكان كهذا.
صورة من: DW/J. Hilton/Pulitzer Center
أما رسول حسين زوج ابنة ناجا هورو فيقضي وقته مع زوجته وأطفاله الأربعة خارج الخيمة بانتظار موعد الإفطار، لتجتمع العائلة حول مائدة واحدة.
صورة من: DW/J. Hilton/Pulitzer Center
يكون موعد الإفطار حوالي الساعة التاسعة مساء بتوقيت اليونان. فرصة للاجئين للتجمع حول "موائد الرحمن" في مخيم ريتسونا وتناول طعام الإفطار. الطعام والشراب تتبرع به الحكومة اليونانية للاجئين.
صورة من: DW/J. Hilton/Pulitzer Center
التكيف مع الوضع وخلق أجواء رمضانية، حيث خصصت بعض الغرف في مركز اللجوء لتكون أمكان خاصة للصلات.
صورة من: DW/J. Hilton/Pulitzer Center
ومن يود تأدية بالصلاة قرب خيمته في مركز اللجوء فيمكنه بالطبع القيام بذلك، كما يفعل هذا اللاجئ