ألمانيا- طالبو اللجوء المرفوضون أيضا لهم حقوق يجب مراعاتها
٩ فبراير ٢٠١٩
في خضم النقاش الحامي في ألمانيا عن ضرورة تشديد قواعد ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، تشدّد منظمات إنسانية وحقوقية على ضرورة مراعاة حقوقهم، فما هي هذه الحقوق؟
إعلان
في وقت يزداد فيه عدد طالبي اللجوء المرفوضين الذين تقوم ألمانيا بترحيلهم، حسبما أعلنت وزارة الداخلية، تقول منظمات إنسانية، مثل "بروأزول" إن الحكومة الألمانية قامت بترحيل طالبي لجوء مرفوضين "دون وجه حق" ودون أن تراعي بعض حقوقهم. لطالبي اللجوء الذين رفضت طلباتهم في ألمانيا حقوق منها:
حق الحصول على الاستشارة القانونية
في حال رفض طلب اللجوء لشخص ما، يصدر المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (بامف) مذكرة تتضمن رفض طلب اللجوء وقراراً بالترحيل، تبين فيها الفترة الزمنية التي سيرحل بعدها طالب اللجوء، وتحذر فيها من أن الشرطة سترحل الشخص رغماً عنه في حال رفضه الامتثال للقرار. يحق لطالب اللجوء المرفوض طلب المشورة من محامٍ أو من مركز استشارات ليعرف كيفية التعامل مع قرار الرفض.
حق الطعن عدة مرات
يمكن لطالب اللجوء الذي رفض طلب لجوئه تقديم طعون على القرار لدى السلطة القضائية. هناك عدة مراحل للطعن، الذي يتم تقديمه في البداية للمحكمة الإدارية في مدينته، وفي حال رفضه، يطعن في الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا في الولاية، وبعدها تأتي المحكمة الإدارية الاتحادية، وبعد ذلك يمكن للشخص تقديم طعن واعتراض على قرار رفض اللجوء إلى المحكمة الدستورية العليا، أو المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ، في حال اعتقاد طالب اللجوء أن القرار ينتهك حقه الذي تضمنه له اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية.
تصريح إقامة مؤقت لمنع الترحيل عند وجود أسباب تعيق الترحيل
يمكن أن يتم ترحيل طالب اللجوء، فقط عندما يكون ممكنًا فعلاً وليس محظورًا بموجب القانون. لذلك، قبل الترحيل، يتم فحص جميع العقبات المحتملة (القانونية أو العملية)، فإذا كان الترحيل محظوراً بموجب القانون أو غير ممكن لأسباب عملية، يتم منح تصريح إقامة مؤقت لمنع الترحيل (دولدونغ) من قبَل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
الحق بتقديم "طلب لجوء لاحق" ("Asylfolgeantrag")
يحق لطالب اللجوء المرفوض تقديم هذا الطلب إذا كانت هناك أدلة جديدة بخصوص إمكانية تعرضه للاضطهاد أو حدوث ظروف جديدة (مثل تغيير الحكومة في البلد الذي هرب منه).
كما يمكن تقديم "طلب اللجوء اللاحق" إذا كان الشخص يعاني من صدمة حادة في حالة الحرب لم يتم اكتشافها من قبل أو إذا كان لديه مرض شديد غير قابل للشفاء أو المداواة في البلد الأصلي.
2018
الحق بتقديم طلب يبين فيها أنه من ذوي "الحالات الصعبة"
طالبو اللجوء المرفوضون الذين يرون أن ترحيلهم يضعهم في مواجهة وضع صعب للغاية، مثل الذين اندمجوا في ألمانيا بشكل جيد (يذهبون للمدرسة أو يتحدثون الألمانية بشكل جيد)، يمكنهم محاولة تقديم طلب لإحدى لجان "الحالات الصعبة"، والتي توجد في جميع الولايات الألمانية منذ عام 2005. وعندما تقرر اللجنة أن حالة ذلك الشخص "صعبة" بالفعل، ترسل توصيات إلى وزارة الداخلية بعدم ترحيله، لكن الوزارة قد ترفض ذلك.
عدم الاحتجاز للترحيل إلا بشروط وأدلة
قبل أن يقرر المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين وضع طالب لجوء مرفوض في مركز احتجاز ما للترحيل، يجب استيفاء شروط محددة، وهي:
- أن يكون الشخص ملزماً بمغادرة ألمانيا قانونياً، ويكون أمر الترحيل قابلاً للتنفيذ.
- أن يكون طالب اللجوء قد تجاوز المدة المحددة له للمغادرة طوعاً.
- أن تكون هناك أدلة واضحة أن الشخص يحاول عرقلة عملية ترحيله، مثلاً عندما يحاول الاختباء لمنع ترحيله ويغير عنوان إقامته دون إخبار السلطات بذلك.
حقوق خلال فترة الاحتجاز
لا يجوز احتجاز القُصَّر والأُسر التي لديها أطفال قُصَّر إلا في حالات استثنائية ولفترة قصيرة قبل الترحيل. كما أنه لا يجوز فصل أفراد العائلة عن بعضهم أثناء فترة الاحتجاز من أجل الترحيل.
ويحق للأشخاص المحتجزين بقصد الترحيل، استقبال الزوار وكذلك إجراء المكالمات الهاتفية. كما أنه لهم الحق في الاتصال مع محامي.
أثناء هذا الاحتجاز، يوضع الأفراد عادة في مراكز احتجاز خاصة بدلاً من سجن عادي. وفي حال تم وضعهم في سجن عادي، يجب أن يتم فصلهم عن النزلاء الآخرين.
حقوق حتى بعد الترحيل
بعد أن يتم ترحيل طالب لجوء مرفوض في ألمانيا يمكنه توكيل محامٍ للتأكد من أن الترحيل كان مبرراً بما فيه الكفاية من الناحية القانونية. وقد حصلت بعض الحالات في ألمانيا اعترفت فيها السلطات بترحيل طالبي لجوء مرفوضين عن طريق الخطأ، مثلاً عندما تم الترحيل خلال فترة انتظار جواب المحكمة على الطعن الذي قدمه طالب اللجوء.
وفي حال إثبات أن الترحيل كان غير مبرر من الناحية القانونية، يمكن لطالب اللجوء العودة إلى ألمانيا.
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش