في مباراة هي الأكثر إثارة وسخونة في بطولة العالم الحالية تغلب المنتخب الأرجنتيني على نظيره المكسيكي بصعوبة بالغة بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما. وبعد أن أخفق أي من الفريقين في حسم النتيجة لصالحه في التسعين دقيقة الأولى احتكم الفريقان إلى شوطين إضافين استمر كل منهما 15 دقيقة. وفي الدقيقة الثامنة والتسعين أحرز ماكسي رودريغيس هدف الفوز لبطل العالم مرتين من تسديدة بعيدة رائعة سكنت الزاوية اليُسرى للمرمى المكسيكي. شهدت المباراة التي جمعت الفريقين اللدودين على ملعب مدينة لايبزغ بداية قوية وصاخبة من كلا الفريقين اللذين سعى كل منهما إلى فرض سيطرته على وسط الملعب وعلى المباراة بأكملها. لكن أياً من الفريقين لم ينجح في ذلك وبقيت المباراة مفتوحة حتى اللحظات الأخيرة.

من المؤكد أن المشجعين على المدرجات وأمام شاشات التلفزيون تساءلوا: ما الذي فعله مدرب المنتخب المكسيكي ريكاردو دا فولبه الأرجنتيني الأصل، مع فريقه؟ ما هي الكلمات التي جعلت لاعبيه يُقدّمون هذا الأداء القوي الرائع أمام المرشح الأكبر للظفر بكأس العالم 2006؟ إذ شكّل المهاجمان المكسيكيان بورغيتي وباردو خطورة كبيرة على أكبر وأقوى المدافعين العالميين، مثل أيالا وهاينتسه وغيرهما من نجوم الفريق الأرجنتيني. شاهد مشجعو الفريق المكسيكي الذين فاق عددهم العشرين ألف مشجع، شاهدوا بداية قوية لفريقهم الذي تقدم في الدقيقة الخامسة بهدف حمل توقيع قائد الفريق رفائيل ماركويس الذي كان تلقى الكرة من صربة حرة مباشرة نفذها باردو. وبذلك بدا أن الفريق المكسيكي سيُحقق كبرى مفاجآت المونديال حتى الآن.

بورغيتي يُسجل بطريق الخطأ في مرماه

وبعد تقدمهم واصل المكسيكيون هجماتهم على مرمى الحارس الأرجنتيني أبوندانتسيري سعياً منهم لتعزيز التقدم بهدف آخر. لكن هدف المباراة الثاني سكن شباك مرماهم في الدقيقة العاشرة بعد أن سدد بورغيتي كرة رأسية سكنت شباك فريقه بطريق الخطأ. على الرغم من ذلك لم ييأس المكسيكيون الذين واصلوا هجماتهم على المرمى الأرجنتيني بلا هوادة، لكن أحداً منهم لم ينجح في هز شباك أبوندانتسيري. وتوفرت العديد من الفُرص على كلا الجانبين، إذ أهدر المهاجم الأرجنتيني النجم هيرنان كريسبو فُرصة جيدة في الدقيقة الـ 23. وعلى الجانب الآخر أضاع بورغيتي فُرصة واعدة في الدقيقة الـ 25.

أداء متكافئ للفريقين

وبقي أداء الفريقين متكافئاً في الشوط الثاني أيضاً حيث قدّم المكسيكيون أفضل ما لديهم، وكان إصرارهم على هزيمة الخصم الأرجنتيني اللدود واضحاً عبر الهجمات غير المنقطعة على المرمى الأرجنتيني. لكن قائد الفريق بورغيتي أضاع في الدقيقة الـ 54 فُرصة محققة عندما فشل في قهر الحارس الأرجنتيني أبوندانتسيري من مسافة قريبة. وفي المقابل فشل رودريغيس في إيداع الكرة في مرمى الحارس المكسيكي سانشيز في الدقيقة الـ 57. وبعد دقيقتين أنقذ سانشيز فريقه من هدف محقق عندما تألق في التصدي لكرة المهاجم خافيير سافيولا الذي انفرد به. ومع مرور الوقت تراجع أداء الفريقين بعض الشيء، إذ لم يكُن أي منهما مستعداً للمغامرة، لا سيما أن أي خططأ يُمكن أن يكون حاسماً ويُكلّف أن يعني الخروج من البطولة. وهكذا انتهى الشوطان الأول والثاني بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما ليحنكم الفريقان إلى شوطين إضافيين.

وقبل 7 دقائق على نهاية الشوط الإضافي الأول أحرز رودريغيس هدف الفوز للأرجنتين من تسديدة بعيدة سكنت الزاوية اليُمنى للمرمى المكسيكي. وفي الشوط الإضافي الثاني رمى المكسيكيون بكل ثقلهم إلى الأمام سعياً منهم لتعديل النتيجة، لكن دون جدوى. وهكذا انتهى اللقاء المثير الذي اتسم بالندية والسخونة حتى اللحظات الأخيرة، انتهى بفوز صعب لبطل العالم مرتين المنتخب الأرجنتيني الذي أصبح الآن على موعد مع المنتخب الألماني المُضيف في الدور ربع النهائي.

علاء الدين موسى