يسعى محامي أردوغان إلى حظر قصيدة الإعلامي الألماني بومرمان بالكامل، والتي كانت محكمة ألمانية قد اعتبرت جزءا منها مسيئا ومهينا لأردوغان. فيما تحقق النيابة الألمانية من جانبها في مدى توفر شرط إهانة رئيس دولة أجنبية.
إعلان
كشفت تقارير صحفية في ألمانيا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى إلى استصدار حظر قضائي لمجمل القصيدة المسيئة له التي ألفها الإعلامي الألماني الساخر يان بومرمان قبل أشهر. وأوضحت مجلة "دير شبيغل" الألمانية الصادرة اليوم السبت (الثاني من يوليو/ تموز 2016) أن المحامي الألماني ميشائيل هوبرتوس فون شبرنغر سلم دعوى إلى محكمة الاستئناف في مدينة هامبورغ بخصوص حظر القصيدة، التي كان الإعلامي الألماني بومَرْمان ألقاها في نهاية آذار/مارس الماضي 2016 في برنامجه "نيو ماغاتسين روياله" على القناة الثانية في التليفزيون الألماني (ز د ف).
من جانبه، رفض متحدث باسم المحكمة التأكيد على وصول الدعوى كما لم يتسنَّ الوصول إلى محامي أردوغان. وكانت محكمة مدينة هامبورغ الألمانية أصدرت في الثامن عشر من أيار/مايو الماضي 2016 قرارا يقضي بحظر إعادة نشر فقرات محددة في القصيدة (وهي تمثل الجزء الأكبر من القصيدة)، موضحة في حيثيات قرارها أن تلك الفقرات لا يمكن توقع قبول المدعي أردوغان بها بسبب مضمونها الذي ينطوي على ازدراء وتشهير. ووفقا لشبيغل، فإن محامي أردوغان يسعى حاليا إلى حظر القصيدة بالكامل، وقال فون شبرينغر إن "بومرمان لا يمكنه الاستناد إلى الفن عندما يدعي هو شخصيا أن العمل الفني ليس من ابتكاره". تجدر الإشارة إلى أن بومرمان كان قد أجاب خلال مقابلة مع صحيفة "تسايت" على سؤال حول ما إذا كان هو شخصيا من كتب القصيدة بقوله: "لا فالمصدر هو الإنترنت".
قادة سياسيون كانوا عرضة للسخرية
عرض الإعلامي الساخر بوميرمان في برنامج "نيو ماغازين رويال" على تلفزيون ZDF فيديو يحتوي على قصيدة، انتقد فيها القيود التي فرضها أردوغان على حرية التعبير في تركيا. لكن هذه الصور الساخرة ليست الأولى من نوعها.
صورة من: ZDF Neo Magazin Royale
أنغيلا ميركل
أثناء المفاوضات الأوروبية المتعلقة بحزمة الإنقاذ لليونان، غالبا ما صورت الصحف اليونانية ميركل وهي ترتدي العلامات النازية. هذا غلاف أحد أعداد المجلة الساخرة "ميستيكي إلادا" في عام 2012، وهو ربما لا يظهر ذلك صراحة، لكنه يصور المستشارة ترتدي الزي العسكري الخاص بالألمان في الحرب العالمية الثانية والنسر على كتفيها. ولم تقم الحكومة الألمانية بأي إجراءات قضائية ضد مثل هذه الصور.
صورة من: picture-alliance/Rolf Haid
دونالد ترامب
دونالد ترامب، السياسي المثير للجدل، وأحد المرشحين الرئاسيين المحتملين عن الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، غالبا ما يكون هدفا للرسوم الكرتونية والسخرية. ويبدو أن قطب العقارات ليس منفحتاً لتقبل الانتقادات، فقد نشرت "بوسطن غلوب" يوم الأحد (14 أبريل/نيسان 2016)، في صفحتها الأولى صورة ساخرة لترامب تظهر العالم تحت رئاسته. فعلق ترامب لاحقا إنها قصة "غبية" و"لا قيمة لها".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/The Boston Globe
فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحب استعراض عضلاته في الصور التي ينشرها عن أوقات عطلته. بعد أن سمح للعالم برؤية صورة له أثناء ركوبه الخيل وهو عاري الصدر، أصبحت صورة صدر الرئيس بوتين تستخدم أيضا في استعراضات ساخرة - مثل التي تظهر في هذه الصورة، خلال موكب الكرنفال بمدينة دوسلدورف في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
كيم جونغ أون
الحاكم الشيوعي لكوريا الشمالية لا يستطيع أن يتخيل أن يكون هدفا لمزحة. وبعد الإعلان عن الفيلم الساخر "المقابلة"، الذي يعرض قصة خطة لاغتيال الزعيم الكوري الشمالي من قبل صحفيين بعد الحصول على فرصة إجراء مقابلة معه، قام قراصنة الكترونيين بمهاجمة استوديوهات شركة "سوني بيكتشرز" المنتجة للفيلم. ويعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن حكومة كوريا الشمالية تقف وراء هذه الهجمات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Columbia Pictures/Sony
ونستون تشرشل
هناك تقليد طويل من السخرية من كبار الساسة: هذا الرسم الكاريكاتوري البريطاني الذي يعود لعام 1915 يصور ونستون تشرشل، ثم وزير البحرية، على شكل آخيل خلال حرب طروادة، منتقدا فشل قيادته خلال معركة غاليبولي في مضيق الدردنيل.
صورة من: picture-alliance/akg-images
جورج دبليو بوش
كان الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة واحدا من أكثر مصادر الإلهام للكوميديين الساخرين في برامج السهرة. وكثيرا ما كانت رسوم كاريكاتيرية ساخرة تصفه بـ"افتقاده للذكاء". كما عاد الكوميديون مرة أخرى للسخرية منه عندما كشف عن توجهه إلى فن الرسم.
صورة من: Getty Images/M. Tama
ياروسلاف كاتشينسكي
طفت على السطح في موكب الكرنفال في مدينة دوسلدورف هذا العام آثار التوتر الدبلوماسي بين بولندا وألمانيا. الصورة تظهر بولندا وكأنها امرأة تتعرض للتعنيف والدوس بحذاء زعيم حزب القانون والعدالة اليميني، ياروسلاف كاتشينسكي. فعلق وزير الخارجية البولندي أن الصور تظهر "ازدراء للشعب والسياسيين البولنديين."
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بصوته العميق المميز يتعرض بانتظام للسخرية من قبل الكوميديين في البرنامج التلفزيوني الساخر "بلد رائعة"، وهو برنامج أسبوعي من أكثر البرامج شعبية في إسرائيل. ولم يحدث أن استاء نتنياهو من محاكاة البرنامج الساخرة له، بل على العكس من ذلك، "بيبي"، كما يُطلق عليه، كان ضيف شرف على البرنامج في عرض عام 2013.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Guez
آية الله الخميني
تماما مثل بوميرمان، تسبب الفنان الهولندي المولد رودي كاريل، الذي عاش في ألمانيا، بجدل دبلوماسي في عام 1987 بسبب مونتاج صورة لزعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني، تظهر تعرضه للرشق بملابس داخلية خلال زيارة رسمية. ونتيجة لذلك، طرد اثنان من الدبلوماسيين الألمان من طهران.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Wagner
أردوغان وبوميرمان
لا يزال علينا أن نرى إذا كانت قصيدة بوميرمان الاستفزازية لأردوغان ستؤدي إلى أزمة دبلوماسية مرة أخرى، مماثلة لما حصل في عام 1987 مع إيران. شيء واحد مؤكد، هو أنها ليست المرة الأولى التي تؤدي فيها سخرية سياسية إلى توتر بين الدول، وطرق التعامل معها متنوعة تماما كالأساليب السياسية الحاكمة.
صورة من: ZDF Neo Magazin Royale
10 صورة1 | 10
وكانت المحكمة قالت أيضا في حيثيات قرارها بحظر فقرات في القصيدة إنها وازنت بين حرية الفن والتعبير والحق الشخصي العام لمقدم الطلب، مشيرة إلى أن السخرية الموجهة لتصرف شخص ما، لها حدود تتمثل في عدم مساسها بكرامة الشخص أو توجيه إساءة خالصة له، وأوضحت المحكمة أن قصيدة بومرمان تجاوزت هذه الحدود في فقرات بعينها "مسيئة ومهينة" فيما رأت المحكمة أن الفقرات الأخرى سخرت بطريقة جائزة من الأحوال الراهنة في تركيا.
وإلى جانب هذه الدعوى في هامبورغ، يجري الإدعاء العام الألماني في ماينتس تحقيقا في مدى توفر شبهة إهانة بومرمان لرئيس دولة أجنبية، وهي التحقيقات التي سمحت بها الحكومة الألمانية بناء على طلب من الحكومة التركية.، وهي الإجراءات التي ليس من المتوقع أن تنتهي في وقت قصير، بحسب ما نقلت شبيغل عن الإدعاء العام.