ألمانيا ـ إصابات رجال شرطة خلال حفلة "روك ضد تدفق الأجانب"
٧ أكتوبر ٢٠١٨
رشق يمينيون رجال الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة خلال حفل موسيقي أقامه اليمينيون تحت شعار معاد للهجرة الأجانب في ولاية تورينغن وسط ألمانيا، وقالت الشرطة إن ثمانية من أفرادها أصيبوا بإصابات طفيفة.
إعلان
أدان رئيس حكومة ولاية تورينغن أعمال الشغب العنيفة التي شهدتها مدينة أبولدا بالولاية خلال حفل لموسيقى "الروك اليمينية" التي تشكل أحد أنواع موسيقى الروك، وهي تعبر عن الفكر اليميني.
وقال جورج ماير اليوم الأحد (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) إن العنف كان موجها بشكل مباشر ضد أفراد الشرطة، مضيفا: "ولكن ذلك كان هجوما أيضا على مكان عام وعلى المدنية".
وأضاف أن أعمال الشغب التي شهدتها المدينة أظهرت أنه لا يمكن التقليل من احتمالية صدور عنف عن التيار اليميني.
ويذكر أن ثمانية أفراد شرطة أصيبوا بجروح بسيطة مساء أمس السبت خلال أعمال الشغب التي شهدتها المدينة، حيث قذفهم يمينيون بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وأنهى المنظمون الحفل قبل الموعد المحدد، بناء على قرار من الشرطة التي قامت أيضا بإخلاء الساحة التي أقيم فيها الحفل تحت عنوان "روك ضد تدفق الأجانب".
يشار إلى أن نحو 800 من اليمينين توافدوا من أنحاء ألمانيا ومن السويد وسويسرا لحضور الحفل. كما شارك في احتفالية معارضة نظمها ائتلاف من المواطنين حوالي 700 شخص
كذلك، حسب تقديرات الشرطة.
وأدى وصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى المانيا منذ 2015 إلى حالة استقطاب في البلاد. واستفادت جماعات اليمين المتطرف والمغالون في القومية من مسألة الهجرة للعودة إلى الساحة كما دخل حزب "البديل لألمانيا" المعادي للهجرة البرلمان.
وأصبحت تورينغن مؤخراً مركزاً مهما للحفلات الموسيقية التي ينظمها اليمين المتطرف والنازيون الجدد حيث جرى 59 حفلا في 2017 بارتفاع من 54 عام 2016، بحسب إذاعة "ام دي ار" المحلية.
وتأتي الاحتفالية الأخيرة كبديل عن احتفالية، كان من المفترض أن تقام قبل عدة أسابيع بمدينة ماتشتيت في منطقة فيمار ،إلا أن سلطات ولاية تورينغن منعتها.
م.أ.م/ع.ج.م (د ب، أ ف ب)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.