عقب دخول قانون حظر تغطية الوجه في الأماكن العامة في هولندا حيز التنفيذ، اشتعل النقاش مجددا في ألمانيا بشأن منع النقاب في الأماكن العامة، حيث طالب بعض الساسة بمنع تغطية الوجه بشكل كامل، بينما يرى آخرون صعوبة تطبيق ذلك.
إعلان
بعد ساعات من دخول قانون حظر تغطية الوجه كليا في الأماكن العامة في هولندا أمس الخميس حيز التنفيذ، اشتعل النقاش مجددا في ألمانيا حول تغطية الوجه بشكل تام في الأماكن العامة، مثل المحاكم والمدارس والدوائر الحكومية. وفتح سياسيون محافظون من حزب المستشارة انغيلا ميركل باب النقاش مجدد حول الموضوع.
فقد قالت نائبة رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي ـ حزب ميركل ـ ووزيرة الزراعة في الحكومة الاتحادية يوليا كلوكنر، "إن النقاب الكامل أو تغطية الوجه بشكل تام لا يعبر عن حرية التنوع الديني وأنما يعكس صورة نمطية مهينة للمرأة". وأضافت كلوكنر في حديث مع صحيفة "باساور نوينبرسه" الصادرة اليوم الجمعة (الثاني من آب/أغسطس 2019) " أن السماح بتغطية الوجه بشكل تام لا يمت لمبدأ التسامح بأي صلة، و إنما يعكس تجاهلا للمرأة والفتيات".
يذكر أن هولندا تطبق منذ أمس الخميس قانونا يحظر ارتداء تغطية الوجه بشكل تام في الأماكن العامة. وفي ألمانيا يمنع ارتداء النقاب في بعض المؤسسات العامة وداخل الجيش الألماني.
وتعتزم وزيرة العدل الألمانية كريستينه لامبريشت، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، التقدم بمشروع تعديل قانوني يمنع النقاب الكامل لدواعي دينية أمام المحاكم.
لكن سكرتير الدولة في وزارة الداخلية الاتحادية في برلين شتيفان ماير، من الحزب البفاري الاجتماعي المسيحي المحافظ، قال لصحيفة "باساور نويبرسه" حول الوضع القانوني الحالي في ألمانيا بشأن البرقع والنقاب " لا يسمح لنا الوضع القانوني الحالي بمزيد من إجراءات المنع فيما يخص النقاب والبرقع، ولهذا لا أرى ضرورة ملحة لمزيد من الإجراءات والقواعد" المتعقلة بهذا الموضوع.
من جانبه، قال نائب رئيس كتلة المحافظين في البرلمان الألماني ـ البوندستاغ ـ إن البرقع "ظاهرة غريبة عن ألمانيا وتتناقض كليا مع قيمنا وتصوراتنا عن المرأة"، حسب ما صرح به لصحيفة "باساور نويبرسه".
في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي أن أغلبية من الألمان تؤيد حظرا للنقاب أو البرقع على غرار القرار الهولندي. وكشف الاستطلاع الذي اجراه معهد أبحاث الراي "يوجوف" أن حوالي 54% ممن تم استطلاع آراءهم يؤيدون تماما و20% يميلون إلى تأييد قرار لحظر البرقع في مباني المؤسسات الرسمية. كما أظهر 12% رفضا تاما أو يميلون إلى رفض الإجراء. فيما ابدى 14% من المستطلعة آراءهم عدم وجود موقف واضح لديهم.
ح.ع.ح/ع.ج.م(إي. ب.أ)
مصير النقاب والبوركيني في أوروبا
بعد قرار بعض المدن الفرنسية حظر الـ"بوركيني" أو إعلان اعتزامها فرض منعه، تجدد النقاش حول "اللباس الإسلامي" في أوروبا، خاصة مع احتدام الجدل في ألمانيا حول منع النقاب بشكل كلي ومدى توافق ذلك مع مبادئ الدستور الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
قررت ثلاث مدن فرنسية منع لباس "البوركيني" للسباحة الذي ترتديه بعض المسلمات والذي يغطي كامل الجسم. ومن بين هذه المدن مدينة "كان" التي وقع محافظها ديفيد ليسنار في نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي قرارا يلزم بأن تحترم ملابس البحر "الأخلاق الحميدة" وتحترم "فصل الدين عن الدولة"، وكذلك قوانين النظافة وأمن السباحة في سواحل الريفييرا.
صورة من: picture-alliance/abaca
كانت السلطات الفرنسية قد أصدرت قانونا يُحظر بموجبه ارتداء النقاب أو البرقع في الأماكن العامة عام 2010. ويفرض هذا القانون الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2011 عقوبة على المخالفات قدرها 150 يورو.
صورة من: Getty Images
اتبعت بلجيكا خطى مشابهة لفرنسا، وأقرت عام 2011 قانوناً يحظر النقاب، وأي نوع من الملابس يمكنها أن تخفي وجوه النساء في الأماكن العامة. ويمكن أن تتعرض المرأة المخالفة للسجن لمدة تصل إلى سبعة أيام، أو دفع غرامة تصل إلى 1378 يورو.
صورة من: DW/T. Schultz
وفي سويسرا منع النقاب أو البرقع في الأماكن العامة في سبع مدن في منطقة كانتون تشينو الواقعة جنوب شرق سويسرا اعتبارا من الأول من يوليو/ تموز 2016.
صورة من: imago/Geisser
الحكومة الهولندية بدورها قررت العام الماضي فرض حظر جزئي للنقاب، حيث يمنع على النساء تغطية وجوههن في المدارس والمستشفيات ووسائل النقل العامة.
صورة من: Fariborz
بعد مرور ست سنوات على استصدار فرنسا لقانون منع النقاب، وصل النقاش حول النقاب أو البرقع إلى ألمانيا. وبالرغم من أن المراقبين لا يتوقعون حظرا شاملا له، إلا أن هذا الموضوع يثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية الألمانية.
صورة من: Imago/R. Peters
ترى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن البرقع (النقاب) يحول دون دمج المهاجرين واللاجئين في المجتمع. وقالت ميركل في تصريحات لصحف شبكة التحرير الصحفي بألمانيا في عددها الصادر الجمعة (19 آب/ أغسطس): "من وجهة نظري قلما تمتلك سيدة تغطي وجهها تماما في ألمانيا أية فرصة للاندماج".
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير دعا الجمعة (19 آب/ أغسطس 2016) في ختام اجتماع مع وزراء داخلية الولايات إلى منع جزئي للنقاب ولاسيّما أثناء القيام بمعاملات إدارية وفي قاعات الدروس. وقال دي ميزيير "إننا متفقون على رفض النقاب، كما أننا متفقون على فرض مبدأ كشف الوجه، حيث يكون ذلك ضروريا في مجتمعنا: خلف مقود السيارة، خلال الإجراءات الإدارية (...).