ألمانيا ـ البيانات الشخصية للاجئين غير محمية من التجسس؟
٢٨ نوفمبر ٢٠١٧
كشف بحث استقصائي قامت به صحيفتان ألمانيتان عن وجود ثغرات أمنية في حماية البيانات الالكترونية الشخصية لدى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين فيما أكدت وزارة الداخلية أن السلطات المعنية تقوم بكل ما في وسعها لحماية اللاجئين.
إعلان
كشفت تقرير لصحيفتي "دي فيلت" و"نورنبرغر ناخريشتن" أن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين يعاني من وجود ثغرات أمنية كبيرة في أنظمته الحاسوبية، ما يؤثر على حماية البيانات الشخصية للاجئين. وذكر التقرير أن نحو خمسة آلاف موظف يمكنهم تفحص نحو مليوني ملف إلكتروني لطالبي اللجوء، دون أن تكون هناك أي أنظمة مساعدة تكشف عن الجهة التي اطلعت على هذه البيانات.
ففي الوقت الذي تتوفر أنظمة المكتب الاتحادي على آليات تكشف هوية من قام بتغييرات أو تعديلات داخل هذه الملفات، فإنه لا توجد أي إمكانية لمراقبة الجهة التي تتفحص هذه الملفات، وتبقى معالجة هذه البيانات مخزنة ثلاثة أشهر في الحاسوب الذي تمت فيه هذه العمليات لتختفي بعد ذلك.
ويرى الخبراء في شؤون اللاجئين أن هذه الثغرة الأمنية دعوة مفتوحة لجميع الأجهزة الاستخباراتية للحصول على معلومات عن المعارضين. وحول ذلك كتبت صحيفة "دي فيلت" أن بيانات اللاجئين باتت لقمة سائغة في يد الجواسيس".
ونقلت الصحيفتان تعقيب وزارة الداخلية التي تشرف على المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين على هذا التقرير جاء فيه: بأن الحكومة الألمانية "تقوم بكل ما في وسعها قانونيا وعمليا لحماية طالبي اللجوء وعائلاتهم من الملاحقات بشكل عام". مشددة في الوقت ذاته ان نظام اللجوء الألماني يتوفر "على درجة عالية من الحماية".
و.ب/ح.ز (ك.ن.أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)