العداء للسامية يلقي بظلاله على مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
١٤ مايو ٢٠٢١
في مظاهرة احتجاجية رفع العلم الفلسطيني في برلين، فيما حظرت الشرطة مظاهرة أخرى في فرانكفورت. كما تعتزم مجموعات أخرى مؤيدة للفلسطينيين النزول يوم غد السبت للتظاهر. ويرافق هذه المظاهرات جدل واسع بشأن أعمال معادية للسامية
إعلان
تظاهر مئات الأشخاص اليوم (الجمعة 14 مايو/ أيار2021) في العاصمة الألمانية برلينعلى خلفية تصاعد العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل. ولوح المشاركون بالأعلام الفلسطينية بعد ظهر اليوم الجمعة وهتفوا قائلين "الحرية لفلسطين" و "أوقفوا القتل، أوقفوا الحرب". وقالت بيانات الشرطة إن حوالي 200 شخص شاركوا في بادئ الأمر في المظاهرة التي تولى تسجيلها لدى السلطات أحدهم. وقالت متحدثة باسم الشرطة إن السلطات دفعت بأكثر من 200 من أفراد خدمات الطوارئ لمرافقة المظاهرة.
يذكر أن مجهولين أضرموا النار في علم إسرائيل الذي تم رفعه أمام مبنى بلدية مدينة دوسلدورف الألمانية. وأعلنت الشرطة اليوم الجمعة أن النيابة العامة وأمن الدولة تحققان في الواقعة بتهمة الاشتباه في الإساءة إلى أعلام ورموز دول أجنبية وكذلك "الإضرار بالممتلكات العامة".
ولإرسال إشارة ضد معاداة السامية، رفع رئيس بلدية مدينة دوسلدورف شتيفان كيلر (CDU) علم إسرائيل مجددا اليوم. وشدد رئيس البلدية كيلر على أن "الاعتداءات على الحياة اليهودية مثل الحرق المتعمد لعلم إسرائيل أمام مبنى بلدية دوسلدورف لا تطاق وندينها بأشد العبارات"، وقال: "المدينة تقف بحزم إلى جانب أتباع العقيدة اليهودية وإلى جانب دولة إسرائيل". وأُحرقت أعلام إسرائيلية ليلة الأربعاء/الخميس أمام معابد يهودية في مونستر وبون. وفي زولينجن أحرق مجهولون العلم الإسرائيلي الذي تم رفعه أمام مبنى البلدية مساء الخميس. وأوقفت الشرطة في غيلزنكيرشن مظاهرة معادية للسامية أمام المعبد اليهودي مساء الأربعاء.
وعقب مسيرات احتجاجية معادية للسامية في العديد من المدن الألمانية، ناشد مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين، الاتحاد الإسلامية في ألمانيا ممارسة التهدئة. ودعا كلاين اليوم الجمعة الاتحادات الإسلامية إلى "النأي بنفسها عن العنف ضد اليهود وعن الاعتداءات على أماكن عبادتهم، والدعوة إلى اللاعنف والتهدئة على مستوى الطائفة المسلمة في ألمانيا". وقال كلاين إنه من المفزع بالنسبة له أن يرى "مدى وضوح تحميل اليهود في ألمانيا المسؤولية عن أفعال الحكومة الإسرائيلية التي لا يشاركون فيها على الإطلاق"، موضحا أن مثل هذا المنظور يعتبر "معاداة بحتة للسامية"، مشيرا إلى أن التضامن مع الفلسطينيين أو انتقاد الحكومة الإسرائيلية ليسا مبررا لأحداث مثل تلك التي وقعت في بون وغيلزنكيرشن ومدن ألمانية أخرى.
كما تعتزم مجموعات مختلفة مؤيدة للفلسطينيين النزول إلى الشوارع في العاصمة برلين يوم غد السبت أيضا. في المقابل منعت مدينة فرانكفورت في قرار عاجل مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في وسط المدينة يوم غد السبت. وقالت صحيفة "بيلد" على موقعها الإلكتروني إن إدارة المدينة قالت إن هناك مخاوف بشأن السلامة العامة. وكانت الجالية اليهودية ومفوض معاداة السامية في ولاية هيسن أوفي بيكر دعيا إلى حظر المظاهرة.
ح.ز/ ج.ع.م (د.ب.أ)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.