ألمانيا ـ بدء سريان قواعد لم شمل اللاجئين وسط انتقادات كثيرة
٣١ يوليو ٢٠١٨
مع بدء سريان قواعد جديدة للم شمل أسر فئة من اللاجئين انتقدت أحزاب ومنظمات كنسية ومجتمع مدني في ألمانيا هذه القواعد، التي تسمح فقط باستقدام 1000 شخص شهريا من أقارب اللاجئين من ذوي الحماية المحدودة.
إعلان
أتهمت، أنالينا بيربوك، رئيسة حزب الخضر الألماني المعارض حكومة بلادها بتغيير طبيعة الدستور، وأشارت في مقابلة مع صحيفة باساو نوينبيريسه الصادرة الثلاثاء (31 يوليو/تموز) إن المادة السادسة من الدستور تضمن للأسر والأشخاص المتزوجين حماية خاصة.
وستدخل اعتبار من يوم الأربعاء (الأول من أغسطس/آب) حيز التنفيذ القواعد الجديدة للم شمل أسر اللاجئين الذين يتمتعون بصفة الحماية الثانوية، حيث سيسمح وفق هذها القواعد لما يصل إلى 100 ألف لاجئ باستدعاء أسرهم. ووفقا لتقارير إعلامية هناك حوالي 34 الف طلب لم شمل موجودة في القنصليات والسفارات الألمانية في الخارج منذ حوالي عامية متراكمة منذ حوالي عامين.
اعتبارا من يوم الأربعاء ، ستدخل القواعد الجديدة لم شمل الأسرة حيز التنفيذ. في كل شهر ، يُسمح لما يصل إلى 1000 لاجئ يتمتعون بوضع حماية محدود (تابع) بإعادة أقرباءهم إلى ألمانيا. ووفقا للتقارير الإعلامية ، فقد تلقت القنصليات والسفارات الألمانية بالفعل حوالي 34،000 طلب للحماية من لم شمل الأسرة خلال العامين الماضيين.
من جانبه أعتبر اتحاد الكنائس الانجيليكية الألمانية (دياكوني) أن القواعد الصارمة تتناقض مع الحاجة إلى الحماية الإنسانية، وفق تعبير عضو الاتحاد ماريا لوهايدا الثلاثاء. وأضافت أن بالنظر لوجود 34 ألف موعد لتقديم طلبات لم شمل الحاصلين على حماية ثانوية لدى البعثات الدبلوماسية في الخارج فإنه من غير الواضح كيف سيتم اختيار 1000 حالة شهريا من بين هذ العدد من الطلبات. كما أنتقد النظر لحالات لم شمل القاصرين الذي يتمتعون بحق الحماية الثانوية من خلال السماح باستقدام والديهم وليس إخوانهم وأخواتهم.
منظمة كاريتاس، التي تضم عشرات المنظمات الكنسية ومنظمات المجتمع الدمين، أنتقد العدد المسموح به شهريا بأنه قليل جدا، وفي هذا السياق أشار رئيس منظمة الصليب الأحمر الألماني إلى عدم أخذ وضع كل حالة عائلية في الاعتبار وإلى الإجراءات البيروقراطية، كأن يطلب من المتقدمين وثائق يكون من المستحيل توفيرها مثل يطلب توفير شهادات طبية من داخل سوريا مباشرة.
من ناحية أخرى اعترض رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني غيد ينسي، على الرفض العام للم شمل العائلي للاجئين ذوي الحماية المحدودة، وقال لصحيفة راينيشه بوست كل شخص لديه الحق في لم شمل الأسرة، مؤكدا على أن ضرورة دعم اندماج اللاجئين في المجتمع الألماني "ولم الشمل العائلي هو أحد الوسائل لذلك".
ع.ج.م/ح.ز (د ب أ، أف ب، ك إن أ)
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش