ألمانيا ـ تدهور متزايد لمناخ الأعمال وفي مؤشر توقعات التصدير
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤
كشف اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية عن أن المزاج السائد في عدد متزايد من الشركات في البلاد "سيء للغاية"، وهو ما ينطبق ـ حسب أبحاث السوق ـ إلى حد كبير على معنويات المستهلكين. ومؤشر توقعات التصدير يسجل تراجعا جديدا.
إعلان
قال رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية، بيتر أدريان، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الخميس (26 سبتمبر/أيلول 2026) إن "المزاج السائد في عدد متزايد من الشركات في جميع مناطق بلادنا سيء للغاية". وأضاف قبل صدور توقعات اقتصادية جديدة من معاهد بحوث اقتصادية رائدة إن "الظروف الاقتصادية في ألمانيا تجعل أعمال الشركات غير جذابة على نحو متزايد، مشيرا إلى أن "هناك تزايد في عمليات نقل الإنتاج وإغلاق الشركات، وهروب الاستثمارات". وحذر في الوقت ذاته بالقول: "نحن نشهد ركودا بدلا من نمو".
وقال أدريان إن العديد من الشركات غاضبة أو غير مستقرة أو محبطة، وطالب بالامتناع عن كل ما من شأنه إبطاء النشاط الاقتصادي للشركات والموظفين"، مطالبا الساسة بإعادة الاقتصاد إلى أعلى قائمة الأولويات. وشكا أدريان من اللوائح والتنظيمات والتكاليف الإضافية، داعيا الحكومة الاتحادية وحكومات إلى اتخاذ إجراءات فورية ملموسة.
وكان معهد "إيفو" الألماني للبحوث الاقتصادية قد ذكر يوم أمس أن مؤشره الشهري لتوقعات التصدير تراجع إلى سالب 3ر6 في أيلول/سبتمبر الجاري، بعد سالب 2ر5 في آب/أغسطس الماضي.
وبحسب المعهد، تتوقع غالبية الشركات أنها ستتلقى عددا أقل من الطلبات الأجنبية خلال الأشهر المقبلة. ووقال كلاوس فولرابه، رئيس قسم الاستطلاعات في المعهد "اقتصاد التصدير يمر بمرحلة ضعف". وبحسب البيانات، يتوقع قطاع المعادن وصناعة السيارات بشكل خاص خسائر كبيرة.
لكن ماذا بالنسب لمزاج المستهلكين؟
بالرغم من انتعاش مؤشر المناخ الاقتصادي الصادر عن شركتي أبحاث المستهلكين في نورنبرغ "جي إف كيه" و"إن آي إم" بشكل طفيف بمقدار 7ر0 نقطة في أيلول/ سبتمبر الجاري بفضل ارتفاع توقعات الدخل مسجلا سالب 2ر21 نقطة، فإنه لا يزال أقل بكثير من القيمة التي سجلها على مدار سنوات عديدة (10 نقاط)، حسبما أعلنت الشركتان اليوم الخميس.
ولا يرى خبراء المستهلك في نورنبرغ أن هذا يمثل نقطة تحول حاسمة، وقال رولف بوركل، الباحث في شؤون المستهلكين في "إن آي إم": "بعد الانتكاسة الشديدة في الشهر السابق، يمكن تفسير التحسن الطفيف في مناخ المستهلك على أنه استقرار عند مستوى منخفض"، موضحا أن مناخ الاستهلاك لم يحرز أي تقدم منذ شهر حزيران/يونيو الماضي الذي سجل سالب 21 نقطة، وقال: "لذلك، لا يمكن تفسير الزيادة الطفيفة على أنها بداية انتعاش ملحوظ... المزاج الحالي بين المستهلكين بوجه عام غير مستقر للغاية".
ووفقا لبوركل، أصبح المواطنون في ألمانيا أكثر تفاؤلا إلى حد ما فيما يتعلق بتوقعاتهم بشأن الدخل، كما استقر التضخم في ألمانيا عند نحو 2%، في حين ارتفعت الزيادات الجماعية في الأجور ومعاشات التقاعد بشكل كبير. إلا أن هذا يأتي بعد انتكاسة شديدة في التوقعات الشهر السابق، وهو ما لم يتم تعويضه إلا جزئيا حاليا.
ع.ج.م/ع.غ (د ب أ)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.